Car Magazine Wednesday  21/05/2008 G Issue 73

الاربعاء 16 ,جمادى الاولى 1429   العدد  73

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
نقل الغاز .. الواقع والمأمول!
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

تعتبر شركة الغاز والتصنيع الأهلية من أقدم الشركات العاملة بالمملكة، إذ يعود تأسيسها إلى أكثر من أربعين عاماً حسب معلوماتي المتواضعة، ولقد مرَّت هذه الشركة بعدَّة إدارات، كما أنّ لها هفوات كثيرة، وما زالت هذه الشركة في ظل التطور الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا بحمد الله تعالى تسير سيراً متأنياً، فالمواطنون والمقيمون في هذه البلاد المباركة يؤملون من شركة الغاز آمالاً طويلة وكثيرة تنعكس على تلك الخدمات التي تقدمها الشركة إليهم، فما زالت خدمات الشركة تسير على الروتين القديم في تقديم خدماتها بطرق بدائية لا تعكس التطور الذي تعيشه هذه البلاد بحمد الله كما ذكرت، ومن تلك الخدمات السيئة التي ما زالت الشركة تزاولها، نقل الغاز بين المدن بالشاحنات وما يولد ذلك من آثار سلبية على البيئة والنقل، وقلّة الخدمة التي يفترض أن تكون متقدمة لما لذلك من أهمية في احتياج المواطن والمقيم. إنّ الطريقة التي ما زالت الشركة تستعملها في نقل الغاز بين المدن والمحافظات، طريقة عقيمة جداً، ناهيك عن الأخطار المحتملة في حدوث بعض الحوادث أثناء السير في الطرق العامة، وما تُخلِّفه تلك الحوادث من خسائر مادية وبشرية، إضافة إلى الزحام المستمر في المدن والطرق الطويلة، ومساهمة تلك الشاحنات في عرقلة السير سواء داخل المدن أو خارجها.

إن المواطنين والمقيمين يؤملون أن يكون توصيل الغاز بطرق سليمة وآمنة عبر مواسير كالماء والكهرباء والهاتف، لما لذلك من آثار إيجابية كثيرة اقتصادية وأمنية بالدرجة الأولى وخدمية أيضاً .. إن إحضار الغاز إلى المنازل بالطرق البدائية هو أمر في غاية التخلُّف وما زال المواطن والمقيم يلاقيان المتاعب والمشاق في إحضار الغاز إلى منازلهم ناهيك عن سرقة إسطوانات الغاز بصفة دائمة ومستمرة من المنازل، مما يعكر صفو السكان ويجعلهم في حيرة من أمرهم. إنّ بلادنا بحمد الله تعالى متقدمة في كل شيء، والمشروعات كما نرى مستمرة في التشييد والإنشاء في كافة المجالات، بيْد أنّ شركة الغاز الطيبة الذِّكر لم تساهم في هذا التطور والتقدم الذي هو في المقام الأول لصالحها وصالح مساهميها، وإذا كانت الشركة تتعذّر عن إقامة مثل هذه المشروعات بأعذار واهية وغير مقبولة، فعلى الأقل أن يكون نقل الغاز بين المدن والمحافظات عبر أنابيب آمنة لها مصالح كثيرة تعود على الشركة نفسها وعلى الوطن والمواطن، ناهيك عن سرعة تأمين الخدمة للمواطنين في كل مدينة ومحافظة، وانظروا إلى محافظة الزلفي كمثال والتي تبعد عن منطقة القصيم وبالتحديد مدينة بريدة، والتي يقع بها مقر الشركة والتي تبعد مائة كيلومتر .. متى يصل الغاز إلى المستهلك في محافظة الزلفي بعد الاتصال على مقر الشركة في بريدة، إنه على الأقل بعد عشرة أيام، وهو ينتظر في بلد بحمد الله تعالى الغاز متوفر فيه بكميات هائلة، فلماذا لا يكون للشركة في كل محافظة فرع عن طريق مد أنبوب الغاز إليها ليكون في متناول الجميع، ولنحقق بذلك أهدافاً كثيرة يأتي في مقدمتها الناحية المالية للشركة والمحافظة على أرواح السائقين من جراء حوادث الناقلات والمساهمة في تقليل الزحام المروري وتقديم خدمات عاجلة وآمنة للمواطنين والمقيمين، أليس من الأفضل أن نفكر عاجلاً في هذا المشروع لنواكب التطور الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا، ثم نحن بحمد الله لسنا أقل من تلك الدول الفقيرة التي أوصلت الغاز إلى كل منزل وبأجور زهيدة .. لا أحب الإطالة في هذا الموضوع لضيق مساحة الصفحة، لكن ما أود اختصاره هو القول للشركة: كفى المشي بهذه الطريقة وهي مشي الهوينا وإننا لمنتظرون.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة