Car Magazine Wednesday  23/01/2008 G Issue 56

الاربعاء 15 ,محرم 1429   العدد  56

 

 

في هذا العدد

 

تحقيقات

 
تحتاج لاستمارة مجددة
عشرون ألف سيارة (تتشلح) سنوياً

 

 

تحقيق- سلطان الشنار - حمد العنزي

تختلف النظرة إلى محلات التشليح بين مؤيد ومعارض. ورغم ذلك فهي تقدم خدمة مهمة لا يمكن إنكارها حيث توفر تشكيلة متنوعة من قطع الغيار بأسعار معقولة في كثير من الأحيان وتسهم في حل مشاكل قد تتعرض لها السيارات لعدم توفر قطع غيار جديدة لها حتى لو كانت حديثة لإجراءات إدارية وفنية تخص الوكالات.

التحقيق التالي يلقي الضوء على التشليح من خلال أحاديث مع الزبائن والمستفيدين وباعة التشليح وشيخهم إضافة إلى الجهة المسؤولة في إدارة المرور.

يؤكد المواطن عادل الهزاع فائدة (التشليح )عند إصلاح السيارة حيث يضطر للشراء من محلات التشليح خاصة أن الوكالة لا تبيع أحيانا القطعة إلا كاملة وبسعر غال بينما تجد نفس القطعة بسعر أرخص وتجد أيضا الجزء المعطوب حيث يباع منفصلا. كما يشير إلى أن بعض الوكالات لا تتوافر في مخازنها جميع القطع وإنما تطلبها وتتأخر في الوصول في حين تكون متوافرة في التشليح وبأسعار معقولة. ومن جانبه ينصح المواطن محمد المغيربي بعدم شراء القطعة المطلوبة من أول محل نظرا لأن سعرها قد يكون مرتفعا وبناء على تجربته الشخصية يطلب البحث في أكثر من محل للحصول على سعر مناسب للقطعة التي يريدها، ويشير إلى أن أصحاب المحلات يقدمون نصائح صادقة للزبائن وتفيدهم في اختيار القطع الأنسب لسياراتهم.

مردود ممتاز

يرى مترك عبدالله السبيعي أن أوضاع محلات التشليح اليوم جيدة وتطورت كثيرا عما سبق حيث كانت أوضاعها رديئة. ويشير السبيعي الذي بدأ العمل في التشليح قبل خمس سنوات إلى أن المردود والعائد من هذه التجارة ممتاز ولكن ذلك يحتاج إلى المتابعة والجهد المكثف. وينفي تهمة الاستغلال وزيادة أسعار المبيع للقطع المطلوبة، خاصة في ظل وجود عدة جهات تراقب العملية كبلدية الحائر ومرور الروضة وشرطة الحائر. ويؤكد أن آلية الشراء سهلة وبسيطة حيث يتم تنظيم عقد المبايعة بعد تقييم السيارة وتعبئة تصاريح خاصة بذلك ثم يستلم صاحب السيارة اللوحات والاستمارة ويتولى المرور إسقاطها عنه.

ويخالف مذكر بن مطلق الذي يعمل في هذا المجال منذ 8 سنوات ما ذهب إليه السبيعي من عدم وجود زيادة في الأسعار ويعترف بوجود بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون حاجة الزبائن لقطعة معينة فيرفعون سعرها فوق المعقول والبعض الآخر يستغل عدم وجود القطعة في الوكالة برفع سعرها أضعافا مضاعفة وكما يقول: (أتمنى أن يكونوا قلة) ويشير إلى أن السيارات التي يشترونها تقطع وتفكك ويستفاد من قطع الغيار فيما تذهب بقية الأجزاء إلى المكبس أو تباع بالوزن على محلات متخصصة.

ومن جانبه يؤكد سعيد علي فضل المولى الذي يعمل منذ خمس سنوات في التشليح أنه مرتاح في عمله رغم مشقته وينوه بأنهم يبيعون أحيانا بنصف القيمة حسب الزبون والقطعة المطلوبة ولكنه لا ينكر أيضا أن البعض يستغلون حاجة المشترين لقطع معينة فيزيدون سعرها كثيرا.

وتواجه أصحاب المحلات صعوبات وعوائق في عملهم يشير السبيعي إليها بقوله إن بعض من يرغبون ببيع سياراتهم يمتنعون عن ذلك بعد علمهم بشرط وجود استمارة صالحة حيث تكلفهم أحيانا أضعاف ثمن السيارة ويفضلون رميها في الشارع لتكون عرضة للإهمال والسرقة. وأما ابن مطلق فيطالب بتزويد المحلات بالكهرباء والماء والهواتف.

وللمرور رأي

أكد الرائد عبدالعزيز الطيار المسؤول عن مركز المعلومات في الرياض حيث يتم إسقاط وتسليم لوحات السيارات التالفة و(المشلحة) أنه يتم على مستوى الرياض إسقاط ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف سيارة سنويا، وأشار في حديثه لمجلة نادي السيارات إلى أنه لا يتم تشليح السيارة وإسقاط لوحاتها إلا بعد الانتهاء من كافة الإجراءات الخاصة بهذه العملية ومنها أن يكون الشخص قد سلم السيارة لأحد محلات التشليح النظامية المعتمدة من قبل المرور وأحضر ما يثبت ذلك مع اللوحات والاستمارة على أن تكون سارية المفعول وتعبئة النموذج الخاص بذلك ويتم بعدها إسقاط السيارة من الحاسب. ويقول: لكن لا يتم إسقاط السيارة عن اسم الشخص إنما يتم تسجيل ملاحظة على السيارة بأنها تستخدم كقطع غيار فقط وليس للشخص أي علاقة بها. إنما يكون المسؤول عنها هو صاحب التشليح. ويضيف الرائد الطيار: على كل شخص أن يحرص في حالة تشليح سيارته أن يسلمها لمحل معتمد ونظامي لكي يخلي نفسه من أي مسؤولية لأن محل التشليح يكون مسؤولا عنها ويحق له بيعها كقطع غيار ولكن لا يسمح لصاحب التشليح أو حتى صاحب السيارة نفسها نقل رقم الهيكل من سيارة إلى سيارة أخرى إلا بموجب خطاب موافقة من قبل المرور. كما أنه يجب أن تكون استمارة السيارة سارية المفعول لكي يتم إسقاطها من الجهاز وإذا كانت الاستمارة منتهية فلن يقبلها الحاسب ولا بد من تجديدها.

وعن السيارات المتوقفة في الشوارع يقول الرائد الطيار: يلاحظ أن بعض الأشخاص يقومون بإيقاف سياراتهم لفترة طويلة فتتعرض للإهمال والتلف فتقوم البلدية ممثلة بوحدة النظافة بكتابة تالف على السيارة ويتم إتلافها من قبل البلدية وترسل لنا اللوحات وبعد ذلك نجد أن العديد من المواطنين يقومون بمراجعتنا حولها ويستفسرون عن السيارة وفي هذه الحالة يتم إرسال الشخص إلى البلدية لإحضار خطاب منها يفيد بأنه تم إتلاف السيارة ليتم إسقاطها أصولا.

وينصح الرائد الطيار أي شخص لديه سيارة ولا يريد استعمالها بأن يسلمها لمحل تشليح وإنهاء كافة الإجراءات الخاصة بها لكي لا يعرض نفسه إلى الغرامات والمخالفات.

كما أن إدارة المرور تقوم بمراقبة ومتابعة محلات التشليح من خلال وحدة المعارض التي تتولى المتابعة والمراقبة وتقوم بالكشف عن المخالفات وضبط التشاليح غير النظامية.

شيخ التشليح

ويؤكد شيح التشليح فراج السبيعي أن فكرة شيخ التشليح انطلقت قبل خمسة عشر سنة والهدف منها حل المشاكل بين الزبائن والمشترين وإيجاد حلول ودية للقضايا العالقة بين الطرفين حيث تتولى إدارة المرور الإشراف على عملنا كما أن الجهات الأمنية تتعاون معنا بما يوفر الأمن والسلامة في المنطقة. ويقول عن أهم انجازاته حتى الآن: (نحاول جاهدين إرضاء جميع الأطراف وذلك بحل مشكلاتهم والتقريب بين وجهات النظر المختلفة بحيث يكون الجميع راضيا بما أعطي له، والحمد لله استطعنا حل الكثير من المشاكل وتقليل الضرر وذلك يتم بالتعاون مع أصحاب المحلات الذين يتفهمون دورنا وعملنا). وينفي السبيعي ما يقال عن تقصير شيخ التشليح في أداء دوره أو تقاعسه فيه. ويشرح معاناة أصحاب المحلات جراء عدم وجود الكهرباء والخدمات الأخرى ويطالب البلدية والجهات المعنية بإيصال الكهرباء والمياه وبقية الخدمات الضرورية وتنظيم موضوع الإيجارات كما يطالب بإيجاد حد للسرقات الحاصلة في المحلات من قبل العمالة الوافدة التي تتجول ليلا وتستغل الظلام جراء عدم وجود الكهرباء. كما يشير السبيعي إلى عقبة كبيرة تواجه أصحاب المحلات وهي امتناع كثير من الباعة عن تسليم سياراتهم بعد الاتفاق على المبايعة لوجود مخالفات على السيارة أو انتهاء تاريخ الاستمارة ويطالب في هذا الصدد بوضع آلية تحمي الطرفين. ويتمنى السبيعي أن يقبل الشباب السعودي على العمل في هذا المجال الذي يحتكره الأجانب رغم بساطته وعدم حاجته لمؤهلات دراسية عليا. ولا ينسى الإشارة إلى أن عدد السيارات التي يتم تشليحها يوميا يتراوح بين 30 و40 سيارة من مختلف الموديلات اليابانية والأمريكية والألمانية وبعضها من موديل 2007م.

التشليح والسرقة

يلجأ البعض لسرقة السيارات بهدف (تشليحها) ويتولى أفراد من العمالة الوافدة سرقة سيارات حديثة وتفكيكها وبيعها لمحلات التشليح وفي هذا الإطار تعلن الأجهزة الأمنية بين فترة وأخرى عن القبض على عصابات متعددة في مناطق مختلفة تقوم بذلك ومنها ما أعلنت عنه شرطة الطائف من الإطاحة بعصابة تتواجد في احد الجبال حيث يجلب أفرادها السيارات المسروقة من الشوارع أو المعارض أو الورش ثم يعمدون لتشليحها وتحويلها لهياكل خالية من أي قطع للغيار واعتادوا العمل ليلا. وتم القبض عليهم بعد عملية مراقبة مكثفة ومتابعة وتبين وجود شبكة متكاملة تتقاسم المهام بين أفرادها حيث يقوم السائقون بنقل الهياكل وقطع الغيار إلى محلات معينة في جدة فيما يتولى عمال مقيمون في الجبل تقطيع السيارات وتتوفر عندهم الأدوات المساعدة كأسطوانات الأكسجين والغاز ومقصات الحديد.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة