نادي السيارات - محمد العادلي

يبدو أن مركبة الشحن الرياضية تويوتا لاندكروزر 2008 المتطورة بالحجم الكامل ستكون أكثر شاحنات الطرق الوعرة رفاهية في الخطوط الإنتاجية للشركة. فهذه المركبة التي ستزيد أبعادها بمقدار60 ملم طولاً و30 ملم عرضاً و15ملم ارتفاعاً ستكون مجهزة بالكثير من التجهيزات التي ستجعل من ركوبها متعة لا تضاهى وتجربة غير مسبوقة. لكن مع ذلك فلعل من غير المناسب انفاق اكثر من60 ألف دولار إذا كان كل الذي تسعى إليه مجرد امتلاك سيارة بحجم كبير، فبراعة المركبة في الطرق الوعرة تفوق على الأرجح احتياجات معظم السائقين.

منذ أن اتسعت شعبية هذه المركبات أواخر الثمانينات من القرن الماضي بدأت تويوتا عمل تنقيحات مستمرة لهذه المركبة وكانت إعادة التصميم جعلت من هذه المركبة رائدة في عالم السيارات المرفهة عندما أضيف لها محرك الثمان اسطوانات عام 1998م والجيل الجديد من تويوتا لاندكروزرر الذي نقح بالكامل لموديل عام 2008 يتميز بوجود تغييرات أساسية في الشكل الخارجي والقيادة والهيكل المعدل وهو مجهز بمحرك أكثر قوة يتميز بالكثير من لمحات الأناقة ومجهز بمزايا تزيد من قدراته الواسعة أصلاً على الطرق الوعرة. ورغم اعتراف تويوتا بأن أعداد مستخدمي لاندكروزرر الذين يسيرون في الطرق الوعرة ما هم سوى قلة فإن مركبة الشحن الرياضية هذه بنيت مع ذلك لتحمل أصعب المناطق الجغرافية. وتعد البلدان ذات الطبيعة الصعبة هي السوق الأفضل لهذه المركبة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تتربع على قمة مبيعات هذه السيارة

محرك ديزل

محرك لاندكروزرر بحجم 5.7 لتر ذو ثمان اسطوانات.ويعمل بصوت ناعم كما يحقق سحباً أقصى يبلغ 8500 رطل، بزيادة تبلغ طناً واحداً عن الجيل السابق مما يجعلها من السيارات المنافسة في هذا الصنف. وقد تم دمج محرك المركبة بعلبة سرعة أوتوماتيكية من ست نسب. وتضم علبة السرعة هذه نسق التغيير اليدوي وتحكم بالتغيير باستخدام الذكاء الصناعي الذي يتبنى طرز التغيير وفقاً لسرعة المركبة وظروف القيادة.

وإضافة إلى محرك البنزين سيتوافر كخيار في بعض مناطق العالم محرك ديزل توربيني من ثمان اسطوانات جديد وسيكون لكلا المحركين قوة أكبر من المحركات السابقة، وسيضيف محرك الديزل زيادة دراماتيكية في العزم، ونظام تعليق لاندكروزرر هو مزيج من تقنية السيارة والشاحنة.

أما نظام التوجيه الهيدروليكي فيتميز بوجود نسبة تروس متغيرة تقوم بتنشيط الاتزان في السرعة العالية والمناورة بأقل جهد في السرعة المنخفضة. وبالرغم من أن هذه المركبة ذات توجيه وتعامل ملفتين للنظر بالنسبة لمركبة بهذا الحجم فإنك عند قيادتها ما تزال تشعر بتأثير حجمها عند المنعطفات الحادة.

وحدة تحويل

جهزت هذه المركبة بعدد من الأنظمة المتقدمة لمساعدتها على التغلب على ظروف الجو القاسية. فهي مزودة بنظام متطور للدفع الرباعي على مدار الساعة يرسل40% من قوة المحرك إلى العجلات الأمامية و60% إلى الخلفية تحت ظروف القيادة الطبيعية. وعند رصد انزلاق العجلات الأمامية تنقل حوالي70% من القوة لمحور الدوران الخلفي أما عند انزلاق العجلات الخلفية فيتم تقسيم العزم بالتساوي بين العجلات الخلفية والأمامية ويعود الفضل في هذه التقنية إلى وجود وحدة التحويل ذات التروس التفاضلية في نظام الدفع الرباعي الدائم. كذلك يمكن قفل النظام لتوفير قوة متساوية ومستمرة لمحوري الدوران الأمامي والخلفي وهو إعداد مفضل بشكل خاص من قبل أولئك الذين يقودون مركباتهم في الطرق شديدة الوعورة. كذلك جهزت هذه المركبة بميزة فريدة للتحكم بالتقدم البطيء تعمل كنظام للتحكم بالعبور في الطرق الوعرة. فعند اختيار السرعة المنخفضة يمكن للسائق الخيار بين ثلاث سرعات للتقدم البطيء (حوالي 1 إلى 5 كم في الساعة). يقوم النظام أوتوماتيكياً بالتحكم بالخنق والكبح لاستغلال قدرة المركبة على تسلق الصخور الوعرة بحيث يركز السائق تفكيره على توجيه المركبة فقط.

هذا النظام يعمل بشكل جيد لكن يحتاج إلى ثقة السائق حتى لا يضغط عفوياً على المكابح مما يتسبب بإلغاء تحكم النظام. كذلك جهزت المركبة بتحكم للنزول من التل يمكن أن يبقي المركبة عند سرعة معينة بينما يتم النزول إلى سفح التل. أما نظام مساعدة صعود التل فإنه يقوم أوتوماتيكياً بالمحافظة على المركبة من الرجوع إلى الخلف أثناء الصعود عندما يرفع السائق رجله من دواسة المكابح في حالة توقف المركبةعند الصعود.

تعليق حركي

جهزت المركبة بنظام تعليق ديناميكي حركي يسمح للسائق بفصل قضبان الاتزان الأمامية والخلفية (التي تحسن قدرات الانعطاف على الطرق المعبدة) لتسمح بحركة العجلات بمقدار اربع بوصات لاجتياز الطرق غير المعبدة. وهذه تقنية مبهرة إلى حد كبير لن يستعملها معظم السائقين. أكثر أهمية للقيادة اليومية هو نظام التحكم باتزان المركبة القياسي ونظام التحكم بالسحب للعجلات الأربع. أما نظام منع الانزلاق الكبحي المعتمد حديثاً فإنه يعمل كالمعتاد ويوفر كبحاً ممتازاً على السطوح الصلبة كالأسفلت

والرمال والحجر، لكن مع السماح بانزلاق قليل للعجلات عندما يكون ذلك ضرورياً للمساعدة على رفع الأداء إلى أقصاه في السطوح الرخوة.

وبالنسبة للنظام الهيدروليكي المستخدم لأول مرة في تويوتا فإنه يتحكم بقضبان الموازنة الأمامية والخلفية لمنح المركبة اتزاناً ممتازا على الطريق.

كذلك تم تجهيز المركبة بوظائف التوزيع الإلكتروني لقوى الكبح ومساعد الكبح. وبينما تتوقف لاند كروزر بشكل جيد فإنها تأخذ قوة أكثر قليلاً على دواسة المكابح مما قد تتوقعه.

مزايا وتجهيزات

وهذه المركبة المتعددة الأغراض التي تشبه الصندوق من الخارج منجدة من الداخل بجلد راق وتصميم داخلي ذي تغليف بالألمنيوم مجهز بعدد من مزايا الترفيه والراحة القياسية. وهذه المزايا تشمل المقاعد الأمامية المدفأة، التحذير عند الركن الأمامي والخلفي، التحكم بأربع مناطق لتكييف الهواء، الدخول من دون مفتاح نظام التشغيل بكبسة زر، وليس أقل من عشر وسائد هوائية (وسائد للمقدمة والجانب والركبة للسائق والراكب في المقعد الأمامي ووسائد جانبية لمقاعد الصف الثاني ووسائد الستارة لجميع الصفوف الثلاثة).

وتتسع المركبة لثمانية أشخاص في ثلاثة صفوف، لكن الشاغلين طوال القامة قد يجدون نقصاً في الفراغ المخصص للأقدام حتى في مقعد الراكب الأمامي. بالنسبة للمقعد القابل للطي بنسبة 50-50 في الصف الثالث يفضل أن يستخدم للأطفال على عكس السيارات المنافسة الأخرى وهو لا يطوى أفقياً لكن يطوى إلى الأعلى والجوانب ولا يمكن رفعه مما يحد من سعة الشحن في لاندكروزرر. وثمة ميزات اختيارية تتوافر في بعض السيارات.