Car Magazine Wednesday  23/01/2008 G Issue 56

الاربعاء 15 ,محرم 1429   العدد  56

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الإشارة تصرخ
د. صالح بن عبد الله الحمد

 

 

المقصود بالإشارة هنا هي إشارة المرور التي وضعت من أجل المحافظة على نظام وأصول السير في الشوارع والطرق العامة، كي يسير جميع السائقين بأدب وذوق واحترام، وكي تحافظ هذه الإشارة على السائقين -بعد الله سبحانه وتعالى- من الحوادث المريعة التي ذهب ضحيتها العدد الكثير من المواطنين والمقيمين، وذلك بسبب تجاهل هذه الإشارة التي تصرخ دائماً مرددة كلاماً هو في غاية الأهمية، هل من ضمير يا قاطع الإشارة؟ هل من متعظ يا قاطع الإشارة؟ إنني لم أوضع هنا إلا لأجلك وأجل كافة السائقين كي أحافظ على النظام، وإذا ما تم تجاهلي من قبلكم أيها السائقون فسيحدث ما لا تحمد عقباه، ولا شك أنها الحوادث المؤلمة والمؤسفة التي تولد مصائب كثيرة وفواجع أليمة، وما ذلك إلا بسبب تجاهل الإشارة وقطعها باستمرار من أولئك الذين هم لا شك جهلة ومتهورون سواء من الشباب أو الشيوخ أو حتى المتعلمين. وللأسف كم من منازل فقدت لها عائلاً أو ابناً أو بنتاً أو طفلاً، وكم من نساء ترملن وأطفالاً تيتموا ونحن ما زلنا في غينا ولم نتعظ بعد، وكأن الموضوع الذي نمارسه -وهو قطع الإشارة- لعب كرة الطائرة. فإلى متى هذا التجاهل؟ وإلى متى هذه اللامبالاة؟

ومتى الخوف من الله أولاً وأخيراً؟ إن قاطع الإشارة المتعمِّد في حالة صنع حادثاً ومات من جرائه أحد فهو يصل إلى حد القتل العمد. والقتل العمد ما جزاؤه؟ هل هو التوقيف فقط؟ أم الغرامة؟ أم ماذا؟ ألم تقرؤوا قوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً( وقوله تعالى: (لاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، والآيات كثيرة في هذا المجال.

إنني أضم صوتي مع الإشارة وأصرخ وأقول كفى تهوراً وتهاوناً وعبثاً بأرواحكم وأرواح غيركم من المواطنين والمقيمين الآمنين الذين فارقوا الحياة أو حصل لهم إعاقة بسببكم أنتم. ألم تشاهدوا الصحف والمجلات، كم من فرد فارق الحياة بسبب الحوادث؟ أولم تزوروا المستشفيات؟ وكذا إدارات المرور المنتشرة لتروا بأم أعينكم ما هي مخلفات الحوادث.

ويكفي أيها الأخ الكريم أن تقرأ معي هذه الأبيات المتواضعة التي صاغها الشاعر عبدالرحمن آل فنيسان من الزلفي مما يحس به من ألم وقهر مما يحصل من الحوادث بسبب قطع الإشارة.

يا سايق الموتر ترفق على الهون

واحذر من السرعة وقطع الإشارة

كم واحد بأسبابها اليوم محزون

وكم واحد راحت حياته خسارة

وكم واحد خلف له أطفال يدعون

باسمه وهو عنهم بعيد مزاره

إلى آخر الأبيات التي تحدث بها الشاعر عن مصائب الحوادث وقطع الإشارة.

إنني في هذه العجالة أطالب كل قائد سيارة بالتجاوب مع أنظمة المرور أولاً ثم مع هذه الإشارة التي تصرخ، دعوها تسكت وتخدمكم وتنظم سيركم، وكفاكم الله شر الحوادث.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة