Car Magazine Wednesday  29/10/2008 G Issue 82

الاربعاء 30 ,شوال 1429   العدد  82

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الإعلانات على الطرق
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

إذا كنا دائما ننادي ونردد بأن على سائق المركبة أيا كان نوعها أن يكون حذرا ومنتبها إلى الطريق وكفى ومركزا كافة حواسه على القيادة وكفى أيضا حتى لا يحصل ما لم تحمد عقباه من حادث شنيع أو عادي ربما يذهب ضحيته بعض السائقين أو المرافقين أو يحصل لهم أي أذى على الأقل ناهيك عن تلك التلفيات التي تحدث إما للسيارة نفسها أو لسيارات أخرى في الطريق أو بعض الممتلكات الأخرى العامة والخاصة، ولطالما كررت الجهات المختصة الرسمية من مرور وخلافه كأجهزة الإعلام وغيرها على هذه الناحية وهي لا شك إيجابية في المحافظة على أرواح السائقين خاصة والناس عامة وممتلكاتهم المختلفة، بيد أن هناك تناقضات عجيبة بين ما ننادي به وبين ما نطبقه على أرض الواقع فالسائق بطبعه مشغول أو يتشاغل أثناء القيادة بأشياء كثيرة مختلفة قد تحدثت عنها في مقال سابق، ومن ثم نأتي نحن أولئك المنادين بأهمية انتباه السائق أثناء القيادة ونقوم بإشغاله نحن وذلك بوضع اللوحات على الطرق والشوارع والميادين الكبيرة وهذه اللوحات غالبيتها للدعاية لبعض المنتجات وأنواع السيارات والكماليات وخلاف ذلك مما يجعل السائق ينشغل بمطالعته لتلك اللوحات والتركيز عليها ومن ثم تحصل له بعض المفاجآت غير السارة بالطبع من انحراف السيارة أو اصطدامها ببعض الأشياء التي أمامها ويحدث ما لم يكن في الحسبان فأين التكافؤ وأين التساوي بين ما نقول وما نطبق؟ إن هناك اختلافا كبيرا جدا بين ما نريد وما نطبق على أرض الواقع فنحن نطالب السائقين دائما بالحذر والانتباه أثناء القيادة ومن ثم نقوم نحن فنشغلهم بقراءة لوحة لدعاية منتج لا يساوي شيئا في حياة الناس كالمشروبات الغازية وخلافها مما ليس لها أهمية تذكر في صحة الإنسان أو اهتمامه، إننا حينما نناشد دائما قائدي السيارات بأن يكونوا حذرين أثناء القيادة فلنبعد عنهم ما يشغلهم من قراءة لوحات وإعلانات وخلاف ذلك.

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

تصف الدواء لذي السِّقام وذي الضنى

كيما يصح به وأنت سقيم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى

ذا القول يؤخذ منك ذا التعليم

فخلاصة القول إننا يجب أن تطابق أقوالنا أفعالنا وما ننادي به نطبقه على أنفسنا أولا بيد أنه وللأسف الشديد زيادة على ما ذكر انتشرت في الآونة الأخيرة كتابة الإعلانات الدعائية عن المهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات وتعليقها على الجسور بالطرق العامة، وعليه فإنني أتساءل بغرابة كيف يستطيع قائد السيارة أن يقرأ مثل هذه الإعلانات المكتوبة أولا؟ وكيف نطبق أشياء ننهى عنها؟ ألسنا هنا نساهم مساهمة كبيرة في إشغال السائقين عن الانتباه جيدا إلى الطريق؟ لا أعرف مرة أخرى كيف سمحت تلك الهيئات والدوائر الحكومية المختلفة بالمساهمة بإشغال السائقين ومن ثم المساهمة بالحوادث المختلفة أعاذنا الله منها. إنني في هذه العجالة أطالب المسؤولين كل في مجال اختصاصه بالابتعاد عن كل ما يشغل قائدي السيارات عن وظيفتهم الأساسية فحملات الدعاية ليست الطرق والجسور وإنما هناك محلات أخرى لها، أليس كذلك؟ أتمنى ذلك أيضا.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة