هل تتذكرون معي أولاً لحظات قيادة المركبة.. كانت لحظات لا تنسى؟ شغف حب جنون تكبر غطرسة - اندفاع. حركات.. حتى إنني أذكر قيامي بالنوم في (الاولدز بُيل) أو كما يسميها بعض الزملاء (سفينة نوح) لضخامتها وهي بحق أعجوبة في كل شيء (رحم الله أيام زمان) الشاهد أن كثيراً منا مولع بالقيادة. بداية لعل من أهم أسباب هذا الولع الإحساس بالرجولة والفتوة.. والظهور بمظهر جديد يتم عرضه على الأصحاب لذا يسعى الشباب للبحث عن جديد عالم السيارات وتحويلها إلى صفحة رسام من التعديل والزبرقة والأشكال المثيرة.. مع أن الهدف هو التنقل والوصول بسرعة وبراحة.. لكن الأهداف اختلفت كثيراً عن البدايات إذ تبدو قيادة السيارة بريئة طفولية حب وشغف لتتحول في عهد قريب إلى ملك وسآمة وقلق ومخالفات وخروج عن المألوف من دين وقانون. انظروا معي إلى ساحات الاستعراض وميادين التفحيط.. لأي بداية تعود هذه الثقافة المهترية.. ما معنى أن تتحول البراءة وحسن النوايا إلى خبايا مظلمة وتجاوزات تكلف الوطن وأهله الكثير.. من المسؤول عن هذه البدايات والثقافات..؟ سأعود بكم إلى بداياتي مع القيادة لقد كانت مثيرة جداً، حيث دفعت دم قلبي على (الاولدزمبيل) وقمت بالتعلم في إحدى المخططات وبالدخول للمدينة وتم تسجيل أكثر من أربع تجاوزات.. ومن الخوف.. بقيت أذهب للجامعة شهراً كاملاً والسيارة مركونة أمام الباب.. وهكذا لم تسلم درامات القمامة -أجلكم الله- وسيارات الجيران من اللطش والحقات بل والأعجب من هذا كله توقفي بجوار الطريق حتى تمر السيارة القادمة. وكلنا يعلم وقفات مضحكة من هذا النوع له أو لصديقه أو لجاره.. كل هذه البدايات اختلفت عند جيل اليوم أصبحت القيادة عند هم شيئاً عادياً ومع هذا تظل البدايات هي سبيل تشكيل المواقف في النهايات.. نحن مغمورون جداً بالبدايات لكن ماذا عن النهايات كيف تمت وقبل أن أودعكم أرثي لحال العاملين في قطاع السيارات من المصير المجهول وأشد على أيدي الآباء والأمهات.. لا تخرجوا لنا حرامية يحترفون صناعة الحرام والإجرام.. اتقوا الله في أبنائكم علموهم وارعوا مصالحهم وامنحوهم من وقتكم وحبكم وعطائكم. هم عدة المستقبل وهم سواعد البناء.. اذهبوا لأقرب مقبرة واقرؤوا ما هو مكتوب على بوابتها (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.... وولد صالح يدعو له).

إشراقة:

(الأسرة هي المحضن الأول للبدايات).