جميلة هي روح التجديد والابتكار والعمل على كسر طابع الرتابة والجمود ومسايرة الواقع المتسارع نحو آفاق أرحب وأشمل، والأجمل من ذلك مواكبة هذا الحراك المتنامي والتأقلم معه بإحساس المسؤولية الذاتية والمواطنة الحقة، فقد آن الأوان لتوديع ما علق في بعض النفوس من جرأة في ارتكاب المخالفات والخروج عن العرف السائد بكل وقاحة وأنانية في تحدٍ صارخ للأنظمة والتعليمات المرعية، وأن يعي كل منا دوره وحدوده بجدية وانضباط ما دمنا معاً في مركب واحد! أقول ذلك بنفس مليئة بالتفاؤل والأمل بعد أن دشنت الإدارة العامة للمرور حملة التوعية بالنظام الآلي الجديد (ساهر) لضبط المخالفات المرورية الذي سيتم تطبيقه قريباً - بمشيئة الله -، وهو نظام يهدف إلى تحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة وضبط المخالفات بواسطة تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات التي تعمل على مدار الساعة للمراقبة الحية للحركة المرورية ورصد الحوادث المرورية، يأتي ذلك في إطار السعي للرقي بسلامة المواطن والمقيم على الطرقات وفق أحدث النظم والتقنيات المتطورة، وأعتقد أن هذا مطلب الجميع ونقلة نوعية طال انتظارها ولا سيما أن المتابع لواقعنا المروري المعاش يلحظ تزايدا في ارتكاب المخالفات بأنواعها من الكثير من قائدي المركبات من المواطنين والمقيمين! إذ أصبحت شوارعنا مرتعاً للفوضى وعدم الالتزام بالأنظمة المرورية في غفلة من عين الرقيب وتراخ في ضبط هذه المخالفات وردع مرتكبيها بكل شدة وحزم؛ ما أسهم في تنامي معدل الحوادث المرورية وما تخلفه من مآس وكوارث في الأرواح والمعدات!
وإنني إذ أشد على أيدي المعنيين في الإدارة العامة للمرور على هذه القفزة الهائلة، فإنني أدعو جميع قائدي المركبات بمواكبة هذه النقلة والعمل على إنجاحها بالالتزام التام بالنظام المروري والتقيد بتعليمات السير ونفض غبار اللامبالاة والاستهتار ففي ذلك ضمان للسلامة وحفظ الأرواح والممتلكات بعد حفظ الله، مع عاطر محبتي.
