إعداد - أشرف البربري
نجح العلماء في جامعة جنوب المسيسبي الأمريكية في تطوير نوع جديد من طلاء السيارات يستطيع علاج أي خدوش تتعرض لها السيارة آليا بمجرد تعريض السيارة لضوء الشمس.
وقال ميرك أوربان أحد المشاركين في تطوير الاختراع الجديد إنهم نجحوا في تطوير جيل جديد من الطلاء لسيارات المستقبل.
الأكثر إثارة في الابتكار الجديد كما يقول ميرك أربان الذي شارك مع بيسواجيت جوش في كتابة المقالة العلمية التي تضمنت الاختراع الذي توصل إليه فريق البحث في الجامعة الأمريكية هو أن هذا الاختراع يفتح الباب أمام تغيير لون السيارة من خلال إضافة مجرد خطوط بسيطة باللون الجديد على مسافات متباعدة على جسم السيارة الخارجي بحيث يتمدد الطلاء الجديد تلقائيا حتى يغطي جسم السيارة بالكامل.
تعتمد التكنولوجيا الجديدة على تطوير نوع جديد من رقائق البولي أوريتان وهو مركب كيميائي يستخرج من النفط. ولا يحتاج الطلاء الجديد إلى أكثر من ساعة واحدة في ضوء الشمس لكي يعالج الخدوش.
وقال أوربان (لقد نجحنا في تطوير نوع جديد من البوليمر الذي يستطيع التمدد في ضوء الشمس لعلاج أي خدوش دون الحاجة إلى تدخل أي عنصر خارجي ويمكن تطبيق هذا الابتكار في العديد من المجالات وليس في السيارات فقط).
يتكون الطلاء الجديد من مادة البولي يوريتان بنسبة 99.99 في المئة وهي مادة موجودة في عدد كبير من المنتجات بما في ذلك اللدائن الصلبة ومركبات الفوم اللين. أما نسبة 0.1 في المئة الباقية فعبارة عن مادة كيماوية تسمى أوكستين رباعي الجزيء أو قضيب طويل من مادة شيتوسان وهو أحد مركبات مادة تسمى شيتين الصلبة التي توجد في الكثير من المواد الأخرى.
أشعة الشمس
وعندما يتعرض طلاء البولي يورتيان للتلف فإن حلقات مادة أوكستين سوف تفتح بسرعة بفضل تفاعلها مع ضوء الشمس فيتمدد الطلاء بالكامل.
ويتفق الخبراء على أهمية إجراء اختبارات طويلة المدى لهذا الابتكار قبل التوسع في استخدامه على نطاق تجاري. وفي حالة التأكد من جدواه فإنه يمكن تطبيقه في مجالات عديدة.
يقول كريج هوكر من جامعة كاليفورنيا الأمريكية إن الميزة الأخرى في هذه المادة أنها تعتمد على مشتقات مادة (شيتين) وهي مادة طبيعية صديقة للبيئة، كما أن الاعتماد على مصادر متجددة يعد أمرا شديد الأهمية في هذا المنتج الجديد خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالحفاظ على البيئة.
ويتوقع الخبراء أن يؤدي استخدام الطلاء الجديد في حالة اجتيازه الاختبارات المطلوبة إلى توفير كبير في تكاليف صيانة السيارات وصناعتها إلى جانب تقليل الطلب على المصادر غير المتجددة مثل البترول ومشتقاته.
أقول العلماء: إن هذا التفاعل لا يحدث إلا في حالة تعرض الطلاء للتلف أو الخدش وأنه سيكون قادرا على علاج مختلف الأسطح المطلية وليس فقط أسطح السيارات، ورغم ذلك فإن هذا الابتكار الجديد لم يخضع بعد لاختبارات طويلة المدى.
ويقول الخبراء: إن الابتكار الجديد سوف يفتح الباب أمام إنتاج قطع غيار سيارات قادرة على تجديد نفسها وعلاج أي كسور أو شروخ تتعرض لها.
فالكثير من مكونات السيارات الحديثة باتت مصنوعة من اللدائن عالية الصلابة ويمكن استخدام الخامات الجديدة في صناعتها وهو ما يعني أن تعرض حاجز الصدامات مثلا للكسر لن يحتاج إلى أكثر من توقيف السيارة في الشمس عدة ساعات حتى يلتئم الشرخ ويعود الحاجز إلى حالته الأصلية.
أفضل حماية
في الوقت نفسه فإن استخدام مادة البولي يوريتان في الطلاء تضمن تحقيق أقصى حماية ممكن لجسم السيارة بفضل قدرتها الكبيرة على عزل جسم السيارة عن العوامل الخارجية. إلى جانب أن فكرة الإصلاح الذاتي للخدوش يعني أيضا توفير حماية فورية لجسم السيارة المعدني حيث إن ترك خدوش الطلاء كان يؤدي إلى إصابة جسم السيارة بالصدأ.
يؤكد خبراء جامعة جنوب المسيسبي الأمريكية أن الأبحاث ستتواصل من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه التقنية الجديدة وبخاصة في مجال صناعة السيارات باعتبارها الأكثر احتياجا لمثل هذه التطبيقات سواء فيما يتعلق بعلاج عيوب وتلفيات الطلاء أو بالنسبة لإنتاج أجزاء أو مكونات قادرة على علاج نفسها ذاتيا.
ولم تحدد الجامعة الأمريكية التي طورت هذا الطلاء أي جدول زمني بشأن الاستغلال التجاري له مؤكدة أن الأمر في النهاية يتوقف على موقف صناعة السيارات وبخاصة في ظل الأزمة الحادة التي تواجهها الصناعة.
ويراهن الخبراء على شركات صناعة السيارات الصغيرة باعتبارها الأشد رغبة في المغامرة والتجديد والابتكار في حين تميل الشركات الكبرى لصناعة السيارات إلى المحافظ على الأنماط التقليدية القائمة.
