إعداد - أشرف البربري:

يقول الخبراء فإن النماذج التي قدمتها الشركة الأمريكية من هذا الطراز تكشف عن مجموعة مبتكرة من المزايا والخصائص الفريدة في الصالون الذي يتسع لسبعة مقاعد تضمن أقصى درجات الراحة والرفاهية للركاب لكي تكون قادرة بحق على المنافسة بقوة في سوق السيارات العائلية.

ولما كانت السنوات القليلة الماضية قد شهدت تنوعا كبيرا في احتياجات وتفضيلات العملاء فقد حرصت دودج على تقديم سيارة عابرة للفئات بحيث يصعب تصنيفها كسيارة متعددة الاستخدام ذات تجهيز رياضي أو سيارة عائلية للرحلات الطويلة (كروس أوفر) أو حافلة صغيرة ولكنها في كل الأحوال تجمع بين ما يميز كل فئة من هذه الفئات.

الحصان الرابح

يؤكد مسئولو الشركة الأمريكية أن دودج جورني 2009 ستكون الحصان الرابح في سباق أسواق السيارات العالمية خلال العام الذي ينتظر ظهور أكثر من70 طراز جديد تتنافس في تقديمها شركات السيارات العالمية.

والحقيقة أن دودج اختارت الانتظار قبل دخول سوق السيارات العائلية الكبيرة بعد أن ظلت لسنوات طويلة صاحبة الريادة في سوق السيارات الفارهة والشاحنات الخفيفة. ويقول خبراء الشركة: إن هذا الانتظار ساعدها في الوصول إلى تلك التحفة الفنية القادرة على المنافسة في سوق سريعة النمو.

وإذا كان البعض يتصور أن دودج جورني تأتي في ظل ظروف غير مواتية بسبب ارتفاع أسعار البترول العالمية وما يتبع ذلك من ارتفاع لأسعار الوقود في مختلف الأسواق فإن مسئولي دودج يؤكدون ان سيارتهم الجديدة سوف تحل تلك المعادلة الصعبة حيث تجمع بين رحابة الصالون وكفاءة الأداء والاقتصاد في استهلاك الوقود وكل ذلك بسعر منافس للغاية.

وتقدم دودج جورني مزجا رائعا بين سمات الميني فان والسيارة متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) حيث يعتمد التصميم على السيارات الصالون الناجحة التي قدمتها الشركة الأمريكية أفنجير وسبرنج وكما هو متوقع ونظرا لأنها تنافس في سوق السيارات الكروس أوفر فإنه يمكن الحصول عليه في فئتين إما ذات دفع أمامي أو ذات دفع رباعي.

ولكي تضمن دودج تميز جورني 2009 عن الطرز المنافسة في هذه الفئات مثل فورد إيدج وهوندا سي آر في وشيفورليه إيكونيكوس وهيونداي سانتا في فإن وجود الصف الثالث من المقاعد في جورني هو اختياري في كل فئات هذا الطراز.

المعادلة الصعبة

ومن حيث المحرك فإن جورني ستكون متاحة في فئتين الأولى إس إي تعمل بمحرك ذي أربع اسطوانات على شكل خط مستقيم وسعته 2.4 لتر وقوته تصل إلى 173 حصانا ويحقق هذا المحرك كفاءة عالية في استهلاك الوقود حيث يصل معدل استهلاكه للوقود إلى 19ميلا بما يعادل30 كيلومترا داخل المدن و25 ميلا على الطرق السريعة لكل جالون في الوقت نفسه فإن نظام نقل الحركة في هذه الفئة يعطي أربع سرعات يمكن التنقل بينها آليا. أما الفئة الثانية وهي إس إكس تي وآر تي فهي مزودة بمحرك ذي ست اسطوانات على شكل حرف في وتصل قوته إلى 235 حصانا وتعمل بنظامي الدفع الأمامي أو الدفع الرباعي ولكن معدل استهلاكها للوقود أعلى من الفئة الأولى حيث تصل إلى 16ميلا داخل المدن و23 ميلا على الطرق السريعة ونظام نقل الحركة في هذه الفئة يعطي ست سرعات يمكن التنقل بينها آليا.

وقد أكدت الاختبارات والتجارب التي أجرتها مؤسسات التقييم ومراكز الأبحاث المستقلة الكفاءة العالية للمحرك سداسي الاسطوانات في دودج جورني. فرغم قوته التي تصل إلى 235 حصانا فإن معدل استهلاكه للوقود يظل أقل كثيرا من المحركات المنافسة التي تعطي نفس القوة تقريبا والتقنيات الجديدة المستخدمة في هذا المحرك تعطيه مزايا إضافية أبرزها طول العمر الافتراضي والقدرة على تحمل ظروف التشغيل الشاقة إلى جانب نعومة وسلاسة الأداء التي تجعل من قيادة هذه السيارة التي تستهدف الركاب الذين يقومون برحلات طويلة متعة حقيقية ويوصي الخبراء باختيار جورني إس إي إذا كانت الأسرة صغيرة العدد ولا تقوم برحلات طويلة حيث إن المحرك الرباعي أفضل بالنسبة للعمل داخل المدن.

لكل الأجواء

ورغم الحجم الكبير والوزن الثقيل نسبيا لدودج جورني فإنها ليست صعبة القيادة بفضل نظام التوجيه ونظام التعليق المتطور الذي يتيح للسائق قدرة كبيرة على التعامل معها في كل الأجواء. فعجلة القيادة تتمتع بدرجة عالية من الحساسية والقدرة على الاستجابة لحركة السائق الأمر الذي يقلل كثيرا من الجهد المطلوب للتحكم في السيارة كما أن نظام التعليق متعدد الوصلات في المؤخرة يعطي للسائق شعورا كما لو كان يقود صالون صغيرة وليس ميني فان أو إس يو في كبيرة الحجم.

ونظام التعليق متعدد الوصلات يساعد في امتصاص الاهتزازات بصورة كاملة تقريبا وهو ما يجعل ركاب جورني 2009 كما لو كانوا يجلسون في ردهة المنزل.

وفي إحدى تجارب جورني ظلت أكواب المشروبات ثابتة رغم صعوبة الطريق الذي تم السير عليه بفضل نظام التعليق المتطور والتصميم المتميز لهيكل السيارة الذي يحقق قدرا هائلا من الاتزان على الطريق.

ورغم أن المساحة المخصصة للأمتعة في مؤخرة السيارة كبيرة وتستطيع استيعاب احتياجات أسرة كبيرة العدد فإن تصميم المقاعد يتيح طي الصف الثالث من هذه المقاعد لزيادة المساحة المخصصة للامتعة عند الضرورة كما أن تصميم المؤخرة راعى أهمية سهولة وضع الأمتعة وتنزيلها.

مقاعد مبتكرة

يتفق خبراء السيارات على أن المقاعد المبتكرة والعملية أصبحت واحدة من أهم مزايا السيارات الميني فان التي تقدمها كرايسلر بشكل عام ويزداد الأمر وضوحا عندما تقدم دودج أولى ابتكاراتها في سوق الميني فان فعند اختيار سيارة ذات سبعة مقاعد سوف يحصل العميل على تصميم غير مسبوق لمقاعد الصف الثاني حيث يسهل جدا التعامل معها طيا وتمديدا من أجل الوصول إلى الصف الثالث. وأظهرت التجارب أن أي طفل صغير يستطيع طي مقاعد الصف الثاني وإعادتها إلى مكانها بسهولة بالغة. في الوقت نفسه فقد تم تصميم خلفية المقاعد بحيث يتم تزويدها بأرفف قابلة للطي يمكن استخدامها لوضع أكواب المشروبات وأطباق الطعام أثناء الرحلات الطويلة. كما أن الأبواب الأربعة للسيارة مزودة بجيوب للخرائط وأرفف للمشروبات.

ويشير الخبراء إلى أن التصميم المبتكر للصالون والمقاعد يوفر مستويات من الراحة والرفاهية غير مسبوقة لكل الركاب بما في ذلك مراعاة احتياجات الجسم البشري في حالة الرحلات الطويلة.

أما بالنسبة للخامات المستخدمة في التجهيز الداخلي للسيارة دودج جورني فإنها تمثل قفزة كبيرة بالنسبة لسيارات كرايسلر بشكل عام ولكنها ما زالت أقل قليلا من خامات المنافسين.

وبشكل عام فإن صالون جورني يتمتع بجاذبية قوية إلى جانب وجود شاشة عرض تتيح العديد من البيانات والتعليمات المختلفة لتشغيل العديد من أنظمة السيارة ونظام ترفيه متكامل يحتوي على راديو قادر على استقبال مئات المحطات الإذاعية ومشغل أقراص مدمجة ومشغل ملفات إم بي ثري الموسيقية ونظام للتحكم الإلكتروني في جهاز تكييف الهواء.

لمسات جمالية

وتصميم مقعد السائق يتيح مساحة كبيرة لتعديل أوضاعه إلى جانب تصميم عجلة القيادة القابلة للتعديل أيضا بما يتناسب مع احتياجات أي سائق والبعد الجمالي في تصميم الصالون والجسم الخارجي كان حاضرا بقوة في ذهن مهندسي كرايسلر حيث أضافوا العديد من اللمسات الجمالية التي تهدف أساسا إلى الحفاظ على الشخصية المميزة لعائلة سيارات دودج. فاللوح المعدني المصقول الذي يحيط بالصالون هو أحد مظاهر التراث العريق لسيارات دودج. ولكنه في السيارة الجديدة تم تصميم خطوطه بطريقة أكثر تعقيدا وابتكارا في الوقت نفسه فإن الاعتماد على الخطوط الانسيابية الأفقية في تصميم الجسم الخارجي يعطي إحساسا بمزيد من القوة والرحابة.

الأمان أولوية

وعندما تفكر شركة في حجم كرايسلر ودودج في تقديم سيارة عائلية يجب أن تعطي لعوامل الأمان والسلامة أولوية قصوى بعد أن أصبح التنافس قويا بين شركات السيارات في هذا المجال بفضل التطور المذهل الذي شهدته الصناعات المغذية في قطاع عوامل الأمن والسلامة وتضم جورني مجموعة من عوامل الأمن والسلامة القياسية التي توجد في كل فئات هذا الطراز ومنها الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية والمكابح مانعة الانزلاق التي تقلل احتمالات انقلاب السيارة في حالة استعمال المكابح عند السرعات العالية وكذلك نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان ونظام للتحكم الإلكتروني في توزيع عزم المحرك على العجلات الأربع إلى جانب نظام تقليل الانحدار الذي يساعد في السيطرة على السيارة على الطرق المبللة والمنحدرة وكما قلنا في البداية فإن دودج التي تسعى إلى تثبيت أقدامها في هذا القطاع من السوق تقدم كل هذه المزايا في السيارة جورني إس إي بسعر لا يزيد على 19.9 ألف دولار.

أما الفئة الأعلى في هذا الطراز وهي جورني إس إكس تي فسعرها يبدأ من 22.98 ألف دولار تقريبا والفئة الثالثة وهي جورني آر تي فسعرها يبدأ من 26.54 ألف دولار.

كما أن تصميم الهيكل الخارجي للسيارة الجديدة راعى تماما عوامل الأمان والسلامة بما في ذلك تزويدها بدعامات جانبية من الصلب القوي حتى تتحمل الصدمات الجانبية. كما أن تصميم جسم السيارة يحقق للسائق قدرة كبيرة على رؤية الطريق من جميع الاتجاهات الأمر الذي يقلص بشدة احتمالات وقوع مثل هذه التصادمات.

ورغم أن المزايا والخصائص المتاحة في الفئات الثلاث بالسعر العادي تبدو كافية تماما لتحقيق متعة القيادة وكفاءة الأداء فإن دودج تتيح لعشاق الرفاهية الكاملة المزيد من الكماليات منها إمكانية تزويدها بآلات تصوير خلفية لكي يحصل السائق من خلال شاشة العرض المسطحة الموجودة في لوحة العدادات على صورة بانورامية للطريق وكذلك يمكن الحصول على نظام متطور للملاحة البرية ومشغل لأقراص الفيديو الرقمي (دي في دي) وقرص صلب لتخزين الملفات الموسيقية.

ومنذ أن بدأت كرايسلر تطوير تحفتها الجديدة جورني وهي مثار اهتمام كافة دوائر الصناعة وتسربت بشأنها الكثير من التقارير الإعلامية التي أطلقت عليها اسم كرو في البداية قبل أن تعلن الشركة الأمريكية الاسم الحقيقي لمولودتها الجديدة التي سيتم إنتاجها في مصانع كرايسلر بالمكسيك بحثا عن عمالة أرخص وتكلفة أقل حتى تتمكن من تقديم سعر منافس لعشاق الرفاهية.