تعتبر بلادنا بحمد الله من أفضل بلدان العالم في طرقاتها الحديثة رغم تباعد أطرافها وكثرة المسافات التي تبعد كل مدينة ومنطقة عن الأخرى ثم يأتي بعد ذلك اهتمام الحكومة الرشيدة أيدها الله في الطرق وإصلاحها سواء خارج المدن أو داخلها، بيد أن هناك معضلة كبيرة تواجه السائقين أثناء قيادة مركباتهم سواء على الطرق الخارجية أو داخل المدن وهذه المعضلة تتمثل في تواجد عيون القطط على الطرق الطويلة وفي داخل المدن وهي بلا شك لها فوائد وأهداف وضعت من أجلها فيما لو استخدمت في المكان الصحيح، وهي ضرورة ملحة على الطرق لتبيان حدود الطريق والمسارات لا سيما إذا كان قائد السيارة يقود سيارته ليلاً، بيد أن ما نلاحظه على الطرق وداخل المدن هو كثرة هذه العيون وتقاربها من بعضها الأمر الذي يزعج السائق والمركبة في آن واحد بل إن بعضها وصل إلى أذية ظهور السائقين لا سيما من كان يعاني ألماً في ظهره عفانا الله وإياكم وجميع المسلمين من ذلك، ثم أنني أتساءل كما يتساءل غيري ما الهدف من هذه الكثرة لعيون القطط على الطرق وفي المدن، ألا يكفي أن تكون على جنبات الطريق من اليمين واليسار لإيضاح الخط للسائق؟ والاكتفاء بالتخطيط ما بين المسارات الأخرى كما هو المعمول به في كافة البلدان المختلفة والمتقدمة؟ ثم السؤال الآخر، لماذا تكون عيون القطط متقاربة بهذا المستوى وتواجدها بنسبة ستة أمتار بين بعضها البعض؟ لماذا لا تكون خمسة عشر متراً على الأقل؟ وذلك للتقليل من هدر المال أولاً وثانياً عدم أذية السائق والسيارة ومساهمتها في كثير من الحوادث أثناء انفجار الإطار بسببها، أنا لست متخصصاً بهذا المجال ولكنني على أقل تقدير ونظراً لأنني سافرت كثيراً إلى دول مختلفة لم أشاهد هذا الكم الهائل على الطرقات وفي داخل المدن بل إن غالبية الدول المتحضرة لا تستخدم هذه العيون مطلقاً وتكتفي بالتخطيط بين المسارات وعلى جنبات الطريق ويكون هذا التخطيط بصفة مستمرة ومتابع متابعة دقيقة وفي أثناء وضعه يجب أن يترك حتى ينشف ويشترط على المؤسسات التي يرسي عليها هذا المشروع التقيد بذلك جيداً، إن عيون القطط أصبحت تساهم مساهمة كبيرة في أذية السائقين وفي تشويه الطرقات والشوارع وذلك بسبب تناثر بعضها وبقائه في الشارع أذية للسيارات والمارة، إن التفكير جيداً في وضع هذه القطط من عدمه لهو أمر في غاية الأهمية ثم دراسة الطريقة المثلى التي توضع بها هذه القطط ليكون تواجدها مستمراً ويحقق الأهداف المرجوة التي وضعت من أجلها. أما وضعها بهذه الكثرة وهذا التزامن الذي لا مبرر له فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر وعلى المسؤولين بوزارة النقل وأمانات المدن والبلديات دراسة هذا الموضوع جيداً ليحقق الأهداف والآمال التي يتطلع إليها المستخدمون لهذه الطرق والشوارع وهم بالتأكيد هم السائقون ولتكن هذه العيون محققة لأهداف وضعت من أجلها لا أن تكون منغصة ومؤذية للسائق والسيارة في آن واحد وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.