Car Magazine Wednesday  14/01/2009 G Issue 90

الاربعاء 17 ,محرم 1430   العدد  90

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الصراع
خلوفة بن محمد الأحمري(*)

 

 

أقدم اعتذاراً حاراً للقارئ الكريم ذكراً كان أو أنثى.. أعلم أن مقال الأسبوع المنصرم أعاد للأذهان ذكريات مملوءة بالأسى والحزن.

واسترجع البعض شريطاً كان سبباً في تعميق جروحه التي يعجز عن مداراتها.. وهل يجد الإنسان أصعب من فقد عزيز أو حبيب ذلك أمر الله وتلك إرادته فالحمد لله على كل حال.

في أثناء قيادتنا للسيارات.. تتصارع في أذهاننا وصدورنا أفكار وهواجس.. وتتسبب فيها نيران وتنفجر براكين.. وتنهار جبال وتشيد عمارات.. وتحل معضلات وتنهار صداقات معارك طاحنة وأدبيات عذبة.. سبحان الخالق العظيم.. مع هذا الصراع وتلك المطاحنات.. خلف مقود السيارات تظهر لنا صور من العجز والتهور والغفلة عن هذا الجماد.. الرشيق.. فيكون الصراع بداية الكارثة.. إن من الناس من يخرج من منزله أو مكتبه أو مكانه الذي يجلس فيه إلى مكان آخر ونفسه مشحونة.. متوترة.. خائفة ضائقة.. ينطلق مثل المجنون يجازف بروحه وأرواح الآخرين.. كل هذا ليفرغ طاقة التهبت في صدره.. ويطفئ نيران أوقدت بين جنبيه يغيب العقل وتحظ العاطفة يغيب الرشد ويحضر الغضب إننا نشارك في حملات الموت المتتابعة.. فالزوجة تصر على تعكير صفو حياة زوجها مما يضطره إلى الخروج للطريق بتهور والأب والأم يدفعان الشاب المملوء حيوية ونشاطاً إلى الطريق وقد توقد صدره.. والمدير يكثر على من تحت يده حتى يسير في الطريق بلا وعي.. وهكذا نساهم في تسميم وتعكير الأجواء لبعضنا.. نعم نحن جزء من المجتمع فلا نخيف الناس بالأخبار والأقاويل المرعبة ولا نساهم في توتير الأنفس.. حتى يغدو الناس على قارعة الطريق تعتلج في صدورهم صراعات نحن من يثيرها ويوقدها.. إنني أنبه إلى أمر هام قبل توديعكم يا كرام إذا وصلك خبر محزن أو مفزع عن كارثة من كوارث الحياة وتعلم أن فلانا من الناس يهمه هذا الأمر.. فلا تسارع في نقل الكارثة لأخيك وتلطف به وخاصة إن كان على طريق سفر أو قادم من عمل احرص على أن يعلم من غيرك لا منك إلا إذا غلب على ظنك أنه غيرك قد يفجعه.. أخي المكروب والمحزون والمصاب والمهموم والله لن تعيد ما مضى ولن تفلح في وقف قضاء الله وقدره.. لكن فكر في أنسب الطرق وأيسر السبل لتخفيف ما أنت فيه.. ولا تلقي بنفسك إلى التهلكة والحذار من السير بالسيارة وأنت متوتر قلق خائف مرتبك.. تمهل حتى تهدأ نفسك ثم سر على بركة الله، والله معك.

إشراقة:

ليس المهم أن تصل لكن الأهم أن تصل سالماً.

(*) باحث اجتماعي abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة