Car Magazine Wednesday  28/01/2009 G Issue 92

الاربعاء 2 ,صفر 1430   العدد  92

 

 

في هذا العدد

 

مسيرة

 
بورشة أشهر صانعي السيارات في العالم

 

 

«نادي السيارات» - حمد العنزي:

احتفلت بورشة بذكراها السنوية الستين؛ ففي عام 1948 وُضع حجر أساس هذه الشركة الصناعية التي تتمّ إدارتها عائلياً. في ذلك الوقت لم يتوقع أحد على الإطلاق أن ترتقي بورشة من بداياتها المتواضعة؛ لتصبح أحد أشهر صانعي السيارات الرياضية في العالم.

في الثامن من يونيو عام 1948 بدأ فصل جديد في عالم صناعة السيارات. في ذلك اليوم حصلت أول سيارة بورشة نموذجية ذات رقم التعريف 001-356 على موافقة رسمية ومصادقة لقيادتها على الطرقات. وأوضح صانعها: (بدأ الأمر عندما أردت شراء سيارة أحلامي ولم أجد ما أبحث عنه. عندئذ قررت صناعة سيارتي بنفسي). وحتّى اليوم ما زالت روح الريادة والعبقرية تلك تقود فلسفة الشركة.

في العقود الستة الماضية لم تقتصر مسيرة بورشة على النجاحات فحسب، بل نالت أيضاً نصيبها من العقبات، لكن نظراً إلى اعتمادها علامة تجارية واضحة وأساليب إنتاج فعالة وتقديم طرازات مبتكرة مثل 356 و911 وبوكستر وكاين استطاعت بورشة أن تصبح من أنجح وأكثر صانعي السيارات في العالم تحقيقاً للأرباح بعد أن كانت مجرّد صانع صغير متخصص في السيارات الرياضية.

اليوم أفضل

وقال مدير بورشة التنفيذي الدكتور ويندلين فيديكنغ: بورشة اليوم أفضل حالاً من أي وقت مضى. لدينا أوسع مجموعة طرازات وأكثرها جاذبية في تاريخ شركتنا. كما أننا نجيد إدارة تكلفتنا وعملياتنا؛ الأمر الذي يضمن استقلاليتنا على المدى الطويل. لطالما اعتبرنا أننا صانع سيارات صغير متخصص عليه مواجهة أفضل طرازات شركات السيارات الرياضية المنافسة في العالم. هذه النظرة الشخصية إلى مهمة بورشة هي ما دفع مسيرة الشركة قدماً عبر السنين وساهم في نجاحها الكبير).

وعندما تسلم فيديكنغ زمام الإدارة عام 1992 كانت بورشة في ذروة أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها على الإطلاق. في تلك الفترة كانت الشركة في خطر فقدان أهم مقوّماتها ألا وهو استقلاليتها. فجأة أصبحت الشركة هدفاً سهلاً وملائماً للتملك؛ الأمر الذي استوجب تصرفاً سريعاً، ودفع بالعائلتين المساهمتين بورشة وبياخ إلى إبلاغ مجلس الإدارة نيتهما تقديم المساعدة.

إنتاج مرن

وعمد فيديكنغ وزملاؤه في مجلس الإدارة إلى تقديم طراز بوكستر. ولم يكتفوا بذلك، بل اتخذوا عدداً من الخطوات الاقتصادية التي كان لها الفضل في تبديل أحوال الشركة. تحت مظلة سياستي (الإنتاج المرن) و(الإدارة المرنة) تم اعتماد أساليب عمل جديدة في النطاقين الإنتاجي والمؤسساتي، وأعيد ترتيب هرمية الشركة وهيكليتها من أعلى المناصب حتّى أدناها. لم يطل الأمر قبل أن تؤدي الخطوات الداخلية المتبعة إلى تحسين الإنتاجية وتحديث مجموعة الطرازات المطوّرة. وفي عام 1995 عادت بورشة لتحقّق الأرباح وبدأت ترسيخ مركز ريادي لها عبر تحقيق إيرادات ومبيعات وأرباح قياسية في كل عام.

ويتبيّن وضع الشركة الممتاز ليس من بيان الميزانية فحسب، بل أيضاً من السمعة الرائدة لعلامة بورشة التجارية؛ فللمرة الخامسة على التوالي قرر أبرز المديرين الألمان من القطاعات كافة أن بورشة هي الأفضل سمعة بين الشركات، وذلك بحسب دراسة أجرتها مجلة (ماناجير ماغازين). كذلك تمّ تصنيف بورشة في المركز الأول للمرة الثانية بحسب دراسة الجودة المرموقة (دراسة الجودة المبدئية) لمعهد الأبحاث الأمريكي (جاي دي باور).

وفي دراسة (الجاذبية) التي يجريها (جاي دي باور) أيضاً، قرر العملاء الأمريكيون أن صانع السيارات الرياضية الذي يتخذ من شتوتغارت مقراً له هو صاحب العلامة التجارية الأكثر جاذبية وذلك للمرة الثالثة على التوالي.

سمعة مميزة

وعلى مدى سنواتها الستين عملت بورشة جاهدة لتحقيق هذه السمعة المميزة، بالأخص عبر ابتكاراتها المتنوعة، وبالتحديد في نطاق حماية البيئة؛ فمهندسو بورشة لا يكتفون بتلبية متطلبات القوانين البيئية المطبقة حالياً، والتي تفرضها الجهات المنظمة. وكان هدفهم تخطيها؛ لأن على سيارات بورشة أن تكون القدوة عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة؛ لذا، ومنذ وقت طويل جداً، من عام 1966، تم إجراء أول اختبار انبعاثات رسمي في أوروبا بسيارة 911 بعد فترة قصيرة، تم إنشاء دائرة منفصلة قامت أيضاً بقياس انبعاثات سيارات الصانعين الآخرين.

وتُطور بورشة تقنيات جديدة ليس لتحسين مميزات القيادة فحسب، بل أيضاً للارتقاء دوماً بمزايا سياراتها البيئية؛ فقد نجحت الشركة في خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة في خفض مصروف سياراتها الجديدة من الوقود؛ وبالتالي انبعاثاتها من ثاني أوكسيد الكربون، بما معدله 1.7 بالمائة سنوياً.

من ناحية أداء المحرك تحتل بورشة مركزاً متقدماً ضمن صانعي السيارات التي تخلف أقل نسبة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وإضافة إلى ذلك تنوي بورشة مع حلول عام 2012 خفض مصروف سياراتها من الوقود بنسبة عشرين في المائة إضافية، عبر اعتماد تقنيات محرك جديدة ومبتكرة، إضافة إلى نظام دفع مختلط في كاين وباناميرا.

مثال ألمانيا

قال المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر ذات مرة: (بورشة مثال لألمانيا). بهذه العبارة لم يكن يشير إلى القدرة الهندسية الرائدة التي تجسّدها بورشة فحسب، بل عنى أيضاً فلسفة الشركة التي مكنتها من مواجهة أفضل طرازات شركات السيارات الرياضية المنافسة في العالم طوال الستين عاماً الماضية مع أنها مجرد صانع سيارات صغير. مع ختم الجودة (صُنع في ألمانيا)، إضافة إلى رفض المعونات المالية وإدراك المسؤولية الاجتماعية المترتبة عليها تجاه الموظفين والمجتمع، تابعت بورشة مسيرتها الرائدة دون هوادة.

وشملت هذه المسيرة خطوة تجاه مستقبل جديد في سبتمبر 2005 عندما استحوذت بورشة على حصة الأكثرية في شركة فولكسفاغن. مع نحو 31 في المائة من حصة الشركة المتضمنة حقوق التصويت. باتت بورشة اليوم أكبر مساهم في فولكسفاغن، وفي خلال هذا العام سترفع حصتها إلى أكثر من 50 في المائة.

أمّا هدف هذا التوجّه فواضح: تحت مظلة شركة بورشة القابضة للسيارات لن يتمّ الاكتفاء بضمان نمو بورشة وفولكسفاغن نظراً إلى شراكتهما المثمرة في مجالي التطوير والإنتاج عبر العقود، بل أيضاً استقلالية الشركتين. ويَعد رئيس مجلس الإدارة الدكتور ويندلين فيديكنغ في الذكرى السنوية لسيارة بورشة الرياضية أن (بورشة ستظل بورشة في المستقبل، كما ستبقى فولكسفاغن هي نفسها فولكسفاغن. هذه هي وصفة النجاح).

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة