Car Magazine Wednesday  29/04/2009 G Issue 105

الاربعاء 4 ,جمادى الاولى 1430   العدد  105

 

 

في هذا العدد

 

معارض

 
معرض شنغهاي:
الفخمة تنافس الصغيرة

اجتمع صناع السيارات من مختلف أنحاء العالم في شنغهاي العاصمة التجارية للصين لتقديم آخر منتجاتهم في أفضل أسواق العالم الآن. فمع تطور صناعة السيارات في الصين وفي مختلف دول العالم المتقدم تطور معرض شنغهاي للسيارات الذي ينظم كل عامين في منطقة بودونغ ليصبح أكبر معرض للسيارات في الصين وأحد أكبر معارض السيارات في العالم، رغم حداثة تأسيسه الذي يعود إلى عام 1985م.

ويعزو منظمو المعرض تطوره السريع خلال هذه الفترة القصيرة إلى تطور الصناعة نفسها، وإلى الإعلام والجمهور الزائر للمعرض من داخل الصين وخارجها، وتراكم الخبرة التي امتدت منذ تأسيس المعرض، والسوق الصينية الهائلة التي كانت على الدوام منطقة جذب لشركات السيارات.

وقد أقيمت آخر دورة من المعرض في عام 2007م تحت شعار (تناغم التقنية مع الطبيعة) في مساحة قدرها 140 ألف متر مربع، وشاركت فيه حوالي 1300 شركة من 21 دولة.

وحضره جمهور قدر بحوالي 500 ألف زائر من 108 دولة، ومثل ذلك ذروة نجاح المعرض حتى ذلك التاريخ، وتأتي الدورة الثالثة عشرة من المعرض الذي أقيم الأسبوع الماضي في الفترة بين العشرين والرابع والعشرين من أبريل الجاري بمركز المعارض الدولي بشنغهاي تتويجا لجهود كبيرة ظل يبذلها القائمون على المعرض منذ تأسيسه.

فقد جمع المعرض من أنواع السيارات ما لم تستطع جمعه كافة معارض السيارات التي انتظمت هذا العام في القارة الأوربية وفي الولايات المتحدة، ونجحت في الحفاظ على الشعور بالتفاؤل الذي فقدته القارة العجوز والدولة العظمى على السواء مع تأثيرات الأزمة المالية. فالسوق الصينية يمكن أن تتحقق فيها من مبيعات السيارات في عام 2009م ما تحقق في العام الماضي، والدولة تعيش أيام ما بعد الدورة الأولمبية، وصناع السيارات الفاخرة ما زالوا يكافحون من أجل اقتناص نصيبهم من كعكة المبيعات في هذه السوق التي يعتقدون أنها كبرى الأسواق الجديدة على نطاق العالم.

ولذلك لم يكن غريبا أن تشمل عروض هذا العام في شنغهاي موديلات جديدة من السيارات الفخمة من مصانع أودي وبي أم دبليو ومرسيدس بنز وكاديلاك، في وقت كادت هذه السيارات أن تختفي من معارض هذا العام لاتجاه الصناع نحو إنتاج السيارات الصغيرة التي يمكن أن تجد حظا في البيع في عالم ما يزال يعاني من تأثيرات الأزمة المالية.

فقد عرضت بورش سيارتها (بورش باناميرا 2010)، بقدرة 400 حصان، بينما عرضت أودي سيارتها (أودي كيو سفن)، وعرضت بي أم دبليو سيارتها (بي أم دبليو 760i)، بمحركها ذي الاثنتي عشرة أسطوانة.

حوافز

وقد نجحت الصين في إعادة الحياة لأسواق السيارات، بعد تقلص المبيعات الذي شهده عام 2008م، بإجراء تخفيضات في الضرائب وحسومات في الأسعار، ما جعل السيارات الصغيرة تختفي من المعارض بمعدلات تكاد تعادل معدلات إنتاجها في المصانع.

ففي مارس الماضي بلغ حجم المبيعات رقما قياسيا قدره 1.11 سيارة متفوقا على مبيعات الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي، وبزيادة خمس بالمائة عن العام الماضي.

وربما يعزو بعضهم هذا التفوق إلى تدهور الأوضاع في الولايات المتحدة وغيرها من أنحاء العالم غير أن خبراء صناعة السيارات متفقون على أن مركز الجاذبية في مبيعات السيارات في طريقه إلى التحول إلى الصين. وقد تفاجأ معظم صناع السيارات بارتفاع المبيعات في الصين في مارس، وذلك لأنهم بنوا خططهم على تخفيض الإنتاج اعتقادا منهم بأن انخفاض المبيعات الذي استمر في العام الماضي سوف يتواصل في الصين.

وكانت الصين طوق النجاة بالنسبة لجنرال موتورز التي باعت 137 ألف سيارة في الصين في مارس، بارتفاع 24.6 بالمائة عن نفس الفترة في العام السابق، حيث ساهم خفض الضرائب وبعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لتشجيع مبيعات السيارات الصغيرة في رفع معدل مبيعات جنرال موتورز من سيارتها الصغيرة (SAIC-GM-Wuling) بمعدل 38 بالمائة.

ويقول رئيس مجموعة جنرال موتورز بالصين ومديرها التنفيذي كيف ويل إن شركته عازمة على مضاعفة مبيعاتها في الصين إلى أكثر من 2 مليون سيارة في العام بحلول عام 2014م. ومن إستراتيجياتها لتحقيق هذا الهدف تطوير أكثر من 30 موديلا خلال السنوات الخمس القادمة.

منافسة

وتتطلب المنافسة في السوق الصينية من صناع السيارات الصينيين والأجانب حزمة متكاملة من الإجراءات التي تشمل كافة أنواع السيارات، ابتداء من السيارات الصغيرة الرخيصة الثمن التي يفضلها المشترون العاديون، وانتهاء بالسيارات الفاخرة التي يبحث عنها بعض شرائح المشترين.

ويقول توماس شيلر الخبير في مجال صناعة السيارات إن السيارات التي تعد للبيع في الصين يجب أن تصمم حسب المواصفات التي يفضلها المشترون الصينيون.

فمجرد اتخاذ قرار بتخصيص سيارة ما للسوق الصينية قد لا يجدي إذا لم تواكب ذلك دراسة جيدة لنفسية المشتري الصيني، الذي أصبح الآن أكثر دراية وقدرة على التمييز الأمر الذي أدى إلى أن تتحول التصميمات الأمريكية بالتدريج إلى تصميمات مشابهة للتصميمات اليابانية والأوربية.

ويكافح المنتجون الصينيون، في ظل عدم قدرتهم على مواجهة منافسيهم في الأسواق الغنية في اليابان والغرب، الارتفاع بجودة منتجاتهم إلى أفضل وضع ممكن، مع العمل على الاستفادة من خبراتهم المحلية في مجال صناعة السيارات الصغيرة.

شغف بالسيارات

ويسير معرض شنغهاي على غرار سباق الفورمولا ون الذي تقام إحدى دوراته في شنغهاي، لتؤكد شغف هذه المدينة بالسيارات. ومن الشركات التي خطت خطوات متقدمة في هذا المجال (شركة جيلي القابضة للسيارات) التي يقع مقرها قرب شنغهاي، حيث بذلت هذه الشركة جهودا كبيرة لتطوير سياراتها بعد تعثرها في الأسواق الأوروبية.

وظل صناع السيارات في أنحاء العالم المختلفة يكافحون من أجل إدخال سياراتهم إلى الصين وإقامة شبكة من معارض السيارات فيها، وهو ما يشكل تحديا كبيرا لهذه الشركات إذا ما وضعنا في الاعتبار مساحة الصين الشاسعة وأسواقها المتباعدة.

وحسبما يقول شيلر فإن هناك سوقا واعدة جدا في الصين لمشتري السيارات لأول مرة الذين يرغبون في شراء السيارة لأنهم في حاجة ماسة إليها، ولكن الوصول إلى مئات الملايين من الصينيين الراغبين في شراء السيارات، في سوق يتسع لحوالي 1.3 بليون نسمة، يتطلب إستراتيجيات جديدة لأن معظم هؤلاء يقطنون خارج مراكز أسواق السيارات التقليدية في شنغهاي وبكين وجوانزهو.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة