Car Magazine Wednesday21/02/2007 G Issue 12
السلامة
الاربعاء 3 ,صفر 1428 العدد12

متلازمة الهوس بالسرعة والتكبيس!

* إعداد - محمد الحمالي *

يعكف مجموعة من علماء النفس والصحة العقلية وعلماء الجنس البشري على دراسة بعض الظواهر السلوكية المرورية الشاذة في المجتمع والتي ترقى إلى المرتبة الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) من حيث التشخيص ومعرفة المسببات لهذه الظواهر المرورية الغامضة.

وكانت مجموعة من العلماء التابعين لوكالة المختبرات (وليس المخابرات!) المركزية CLA قد أصيبوا بنوبة من الهلع والجنون لدى مشاهدتهم بعض هذه الظواهر المرورية غريبة الأطوار مما حدا بالبعض منهم إلى إلغاء المشاركة في هذه الدراسة ومغادرة البلاد خوفاً على نفسه في حين فضل البعض الآخر البقاء هنا مقابل التأمين على حياته بأضعاف مضاعفة وبشروط صعبة للغاية منها تأمين سيارة مصفحة غير قابلة للاختراق من جميع الجهات على أن يتم إجراء جزء خاص من الدراسة عن طريق الجو خوفاً على أنفسهم وحددوا لذلك الطريق الدائري!

وقد أسفرت الدراسة عن مصرع عدد من العلماء القائمين عليها بما فيهم أولئك الذين كانوا يقومون بالدراسة داخل السيارات المصفحة (حيث تعرضوا لحوادث مرورية قاتلة من زاوية صعبة جداً ولم يكونوا يتوقعونها أبداً). المهم وبعد أن جرى تأبين هؤلاء العلماء الصرعى تم نشر نتائج الدراسة على النحو التالي:

وصف الحالة:

يمكن وصف الحالة بأنها عبارة عن هوس مروري ينتاب الذكور ما بين الأعمار 15 -40 سنة يدفعهم إلى قيادة سياراتهم من نوع كامري فصاعداً بسرعات عالية تفوق سرعة الضوء ومصحوبة بومضات من التكبيس.

تصنيف الحالة:

عبارة عن فيروس عقلي مُعدي Mental Infectious Virus ينتقل عن طريق المشاهدة بخلاف سائر الأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق التلامس أو الهواء. وهناك تقارير طبية وأبحاث سريرية تُفيد بأن هذا الفيروس الغريب الأطوار قد ينتقل عن طريق الوراثة (جهة الأب خصوصاً) وهذه سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ الطب إلاَّ أنه حتى الآن لا أحد يعلم الكيفية التي ينتقل بها الكود الوراثي للسرعة والتكبيس من الأب للابن.

درجة الخطورة:

هذا الفيروس ذو طبيعة خبيثة ومُخبثة في آن واحد (كيف؟ لا أحد يدري!) ويصعب ملاحقته والقضاء عليه مرورياً وذلك بالنظر إلى سرعة الفيروس وانتقاله من حارة لحارة ومن مسار لآخر مما يفِّوت الفرصة للقضاء عليه.

فترة الحضانة:

تمر فترة حضانة الفيروس بعدة مراحل:

1- خلال فترة حمل أم الولد حيث يكون الفيروس في طور الاستعداد.

2- بعد الولادة مباشرة حيث تبدأ فترة الرجَّة والترفيس وحتى عمر 6 سنوات. وهذه تسمى فترة الحضانة.

3- من عمر 6 سنوات وحتى عمر 14 سنة حيث يبدأ في التحدي بإصداره أصوات صرير الكفرات ومتمايلاً بجسده مقلداً المفحطين.

4- من عمر 15 سنة وحتى بلوغه الأربعين حيث ينشط الفيروس بشكل حاد

الأعراض والتشخيص:

هذا الفيروس سهل التشخيص ويمكن لأي طبيب في الصحة العقلية (أو المرورية!) أن يلاحظ المظاهر السريرية التالية:

1- الأم الحامل تصيبها رجَّة في بطنها دون سبب واضح كما أنها تصاب بجفاف في عينيها نتيجة كثرة التكبيس، وفي بعض الأحيان لوحظ أن الأم الحامل كثيراً ما تحلم بسيارة كامري أو أكسنت أو جيب ربع (كبسولة!) وما أشبه. وفي حالات نادرة تم سماع الأم وهي تُصدر أصوات تفحيط.

2- نوع السيارة عادة ما يكون كامري أو أكسنت أو ونيت وما أشبه. وفي حالات نادرة كراون فكتوريا أو جيب ربع كبسولة. وتم تسجيل حالة واحدة لجيب شروكي من الموديلات القديمة.

3- وجود تشوهات خلقية في السيارة (أنوار زرقاء مجهرة + طيس مفكوكة).

4- السائق المصاب بهذا الفيروس عنده إدمان شديد على الاقتراب بسيارته من السياره التي أمامه ومعاكستها بالتكبيس وفي أحيان كثيرة يحدث نوع من الإحتكاك بمؤخرتها.

5- انخفاض نسبة السكر في الدم (نتيجة للسرعة الزائدة).

6- تخلخل في العظام (يحتاج تربيطا!).

7- ارتجاج مزمن في المخ (نتيجة المراوغة بالسيارة وقفز الأرصفة).

8- هلاوس سمعية وأخرى بصرية توحي للمريض أنه داخل جهاز بلي-ستيشن.

9- ارتفاع نسبة البروتين المسبب للعدوانية.

10- غالباً ما يكون السائق يرتدي طاقية بيضاء طويلة. ودائماً ما يكون الراكب الأمامي متربعاً مصوِّباً وجهه باتجاه ركاب المقعد الخلفي جاعلاً ظهره متكئاً على الطبلون.

11- عادة ما تكون أظافر اليدين طويلة ومتسخة. أما رائحة البدن فكريهة وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الفيروس تقتله النظافة الشخصية فلا يستحِّم أبدا. العجيب أن الغطاء الخارجي المحيط بالفيروس (الثوب) يكون أبيض اللون. فالفيروس يغيّر من جلده الخارجي باستمرار ولكن دون استحمام.

12- غالباً ما تكون وقفة هذا الفيروس معترضة عند المستعمرات الضوئية (إشارات المرور). وفي أحيان كثيرة يسلك مسلكاً مفاجئاً دون سبب واضح (من أقصى اليمين لأقصى اليسار وبالعكس مخلفاً وراءه العديد من الضحايا).

13- غالباً ما يرتاد هذا الشخص المصاب بالفيروس مستنقعات التفحيط حيث يتكاثر وينمو ويستخبث فيها.

14- عندما يقف المريض بسيارته أمام إحدى البقالات تكون وقفته بالعرض مُخرِّباً بذلك على السائقين الآخرين فرصة ايقاف سياراتهم في أماكن الوقوف الأخرى. وعادة ما يترك السائق المريض هذا باب سيارته مفتوحاً على مصراعيه.

15- عندما يدخل هذا السائق المريض البقالة يقول وبسرعة (فيه مويه.. عندك عصير)!!..الخ.

(يا أخي يا حبيب قلبي أنت داخل لك على بقالة يعني أكيد فيه مويه وعصير وحليب نان كمان. وش توقَّع يعني؟ وبعدين أي حجم من المويه تريد؟ وأي نوع من العصير تستطيب؟ .

16- دائماً وأبداً يستخدم هذا الفيروس منبه السيارة عند محلات غسيل الملابس (المغسلة) منادياً على الهندي ليأخذ ملابسه أو أن يستلم ملابسه حيث أن مثل هذه الأنواع الفيروسية تتسم بالكسل والعجز. 17- هناك عدد من الأعراض التناذرية الأخرى يصعب حصرها منها على سبيل المثال: اتساع حدقة العين، اصفرار الأسنان، طقطقة الأصابع، عدم ترابط الكلمات..الخ

العلاج المتوفر حالياً:

يتوفر حالياً عدد من طرق المعالجة الكيماوية Chemotherapy بهدف تخفيف حدة هذا الفيروس ومنعه من الانتشار إلاَّ أن الغالب من هذه المعالجات لا يعدو كونه مسكنات لا يلبث أن يعود بعدها الفيروس أنشط من ذي قبل!

مركز أبحاث المرور ابتكر وسائل معالجة بدنية Physical ناجحة جزئياُ وبشكل مؤقت لردع هذا الفيروس المستخبث وذلك على أمل أن يتوصل علماء السرعة والسلوك الشاذ لعقار فعاّل أو لقاح ناجع ضد هذا الفيروس المصيبة. أهم هذه الوسائل المرورية المتبعة حالياً هو حقن الشوارع بجرعات مكثفة من دوريات المرور السري الفدائية بهدف القضاء على هذا الفيروس. هذا وما زالت المعركة سجالاً بين الطرفين. الجدير بالذكر أن هيئة المرور والدواء TMC قد أوصت في تقريرها الأخير بضرورة وقف إجراء حبس الفيروس مختبرياً وذلك حتى لا تنتشر العدوى داخل المختبر (السجن) إضافة إلى أن الأعراض الانسحابية التي تعقب عزل الفيروس والناجمة عن عدم تفريغ شحنات السرعة ذات الطاقة الهائلة عادة ما تكون خطيرة إذ سرعان ما تنتاب الفيروس لحظة إطلاقه من المحجر الصحي نوبة هيجان وسرعة في الشوارع مصحوبة بومضات من التكبيس مما يعرِّض الآخرين للخطر.

آمال مستقبلية:

مع أن الأدلة والشواهد تؤكد باستحالة التوصل إلى عقار ناجع لمثل هذه الظاهرة الميتافيزيقية فإنه لا يزال مجموعة من العلماء المتهورين عاكفين على تطوير لقاح يحتوي على أجسام مضادة تعمل على إبطاء الجينة أو بالأحرى الجنِّية المسئولة عن هذا السلوك الاندفاعي الخطير.

هذا ويأمل هؤلاء العلماء في التوصل إلى هذا اللقاح بصيغته النهائية قبل حلول السنة الضوئية التالية.

عاجل..

وكالة الأنباء المرورية (انتحار رئيس الشركة الخاصة بتصنيع السيارات المصفحة.. التحقيقات الأولية تُشير إلى أن سبب الانتحار ليس جزعاً على خلفية مصرع العلماء الذين كانوا يقومون بالدراسة وإنما قهراً على الكيفية التي استطاع بها الكامريون وشلتهم من اقتحام الصفيح الفولاذي المضغوط بواسطة تقنية الليزر). انتهى الخبر.

يا عمي أي صفيح وأي بطيخ!

وسلامتكم

جنون السرعة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة