Car Magazine Wednesday21/02/2007 G Issue 12
الافتتاحية
الاربعاء 3 ,صفر 1428 العدد12

الوطنية (النموذج)

تتزايد أعداد السيارات سنوياً، بشكل مذهل، وبنسبة قد تضاهي أو تفوق معدل نسبة النمو السكاني، ويساهم في ذلك زيادة الاختناقات المرورية التي أصبحت تعاني منها المدن الكبرى، ويزيد من حجم هذه المعاناة وجود أساطيل ضخمة لتوزيع البضائع، والمواد الغذائية بشكل يومي، ففي أوقات تكاد تكون واحدة، تنطلق هذه الأساطيل من قواعدها، متزامنة مع ذروة الحركة المرورية، وذهاب الموظفين لأعمالهم، والطلاب لمدارسهم، لتقوم بالتوزيع على مختلف نقاط البيع.

***

وقبل أكثر من عشرين عاماً، أُسست الشركة الوطنية الموحّدة للتوزيع، في تجربة فريدة من نوعها، راهن فيها مؤسسها، الأستاذ خالد المالك، على نجاحها، في زمن لم أكن شاهداً عليه، ولكن علمت أنها كانت خطوة جريئة، تحدت كل المخاطر والمعوقات، ومن أهمها أن بعض الصحف تمتلك سيارات خاصة بها للتوزيع، والبعض الآخر ترتبط بعقود مع شركات متخصصة في أعمال التوزيع، وهذا ما حدث في بادىء الأمر إذ امتنعت بعض المؤسسات الصحفية عن توزيع مطبوعاتها من خلال هذه الشركة (الفتية).

***

وبنظرة ثاقبة من مؤسس الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع، استشرف بها مستقبل توزيع المطبوعات، لم يعر تلك المثبطات أي اهتمام، وشمَّر عن ساعديه، ليبني صرحاً صحفياً، وإنجازاً وطنياً، تهاوت أمامه أيدلوجيات المثبطين، والمتقاعسين، والرافضين لفكرة اندماج توزيع الصحف في شركة واحدة، حيث أدركت المؤسسات الصحفية أنها لم تعد تحقق التوزيع الأمثل لمطبوعاتها بوسائلها الخاصة، فأصبحت تتسابق للانضمام تحت لواء الشركة (الوطنية)، مما ساهم في التقليل من تأخير وصول الصحف لنقاط البيع والمشتركين، وأصبحت سيارة واحدة توزع عشرات المطبوعات المتنوِّعة، بدلاً من عشرات السيارات التي كانت تنقل مطبوعة واحدة، كما لا ننسى أن شركة التوزيع (الوطنية) تدر أرباحاً تضاهي أفضل المشاريع الاستثمارية.

***

ومن هنا فإنني أدعو كافة الشركات ذات الأساطيل الكبيرة، وخاصة شركات الألبان والشركات الأخرى المماثلة، أن تحذو حذو الشركة الوطنية الموحّدة للتوزيع، وأن تنشئ شركة وطنية لتوزيع الحليب والألبان ومشتقاتها، وذلك بدلاً من أن تجد أعداداً من السيارات تصطف أمام كل (بقالة - سوبرماركت)، وتتوقف كل مسافة محدودة لتسليم منتجاتها، ولنتذكر أن هذه الخطوة ستساعد في تخفيف الضغط على الحركة المرورية، وستساهم في التقليل من تلوّث البيئة، وستخفض من تكلفة المنتج، وستدر أرباحاً إضافية لشركات الألبان.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة