Car Magazine Wednesday21/02/2007 G Issue 12
أقلام
الاربعاء 3 ,صفر 1428 العدد12

الحل بإطارات سعودية
د. صالح بن عبدالله الحمد

تعتبر المملكة العربية السعودية من أول البلدان في العالم التي تستورد كميات هائلة من أنواع الإطارات على مختلف أشكالها وأنواعها وأسعارها، ويتم ذلك من عدة دول متفرقة كاليابان وألمانيا والبرازيل وكوريا وغيرها، وتختلف تلك الإطارات في قوّتها ومقاومتها للصدمات، وكذا سرعة الانفجار ومقاومة الحرارة أثناء السير بها على الطرق السريعة، ناهيك عن سرعة صاحب السيارة التي تفوق الرقم المحدد للإطار، إضافة إلى ذلك كله جهل المشترين من مواطنين ووافدين عن تلك الإطارات كليَّةً؛ فهم لا يعرفون الصالح منها وغير ذلك؛ فقد كتب على تلك الإطارات رموز لا يعقلها إلا الغشاشون في بيعها ثم التاريخ، وأقصد بذلك تاريخ الصلاحية، ولماذا لا يكون واضحاً باليوم والشهر والسنة مثلما هو مدوّن على بقية الاحتياجات الأخرى التي تكون خطورتها أقل كثيراً من خطورة الإطارات منتهية الصلاحية؟! فمثلاً نجد التاريخ واضحاً على الصابون والشاي والسكر وخلاف ذلك من المواد الغذائية التي ربما لا تسبّب خطراً كبيراً على الإنسان مثلما يسببه الإطار أثناء انفجاره والسيارة تحت السرعة التي لا يعلم السائق السرعة التي يقود بها سيارته، وللأسف كم من شخص اشترى أطقم إطارات وانفجرت بعد تركيبها مباشرة، ولذا فإنني أطالب هنا الجهات المختصة بأن تطالب مصانع الإطارات ومستورديها بإيضاح التاريخ على كل إطار على الأقل وكتابة الحروف واضحة عليه مثلما يوضحون أسماء الشركات بالخط العريض على الإطار، هم لا يحتاجون إلا طلباً صغيراً من تلك الجهات؛ لأنهم حريصون كل الحرص على تصدير بضائعهم عاجلاً، ولا سيما إلى بلد مستهلك كبير مثل المملكة العربية السعودية. إنك حينما تريد أن تشتري إطارات تفاجئ بالمعلومات غير الواضحة من قبل البائع، وتجده يتعذر بالوكيل، والوكيل يتعذر بالاستيراد، وكلّ يضع مصالحه في المقدمة دونما الاهتمام بمصلحة المستهلك.

ولهذا كله أطالب الجهات المختصة ورجال الأعمال بسرعة إنشاء مصنع للإطارات بالمملكة يؤمن احتياجاتها كاملة، ويكتب على تلك الإطارات جميع المعلومات باللغة العربية الواضحة التي يسهل على المستهلك قراءتها واتباع التعليمات الواضحة عليها؛ حتى يستطيع بمشيئة الله سبحانه وتعالى تجنب الحوادث حينما يقوم بتطبيق تلك التعليمات.

إن مثل هذا المصنع لو أقيم فسيكون له المردود الإيجابي الاقتصادي على بلادنا، ولا سيما أن هناك سيولة مالية بحمد الله، ثم إن رجال الأعمال يبحثون عن الاستثمار في كل شيء، وليكن هذا المصنع شركة مساهمة يساهم فيها جميع المواطنين والمقيمين على غرار الشركات الأخرى.

إن هذا المصنع لو قام بحجم كبير لكفانا شر الاستيراد والغش والمخادعة من قبل الشركات العالمية والوكلاء المساهمين في ذلك والبائعين، ولخفّت عندنا الحوادث بمشيئة الله تعالى، إضافة إلى أن هذا المصنع سيجمع مخلفات الإطارات التي تنتشر في كل مكان ويتم إحراقها من قبل العمالة الوافدة حتى يحصلوا على الحديد الموجود بها، والنتيجة تراكم نفايات وأدخنة كثيرة تسهم في تلوث البيئة ونشر الأمراض المختلفة، إضافة إلى أن أصحاب النفوس الضعيفة من البائعين والمشترين يقومون باستعمال هذه الإطارات التي انتهت صلاحيتها من خلال الاستعمال.

ثم إن مثل هذا المصنع سيساهم في تشغيل عدد كبير من الشباب المحتاج للعمل، وسيساهم في التقليل من البطالة التي تكافحها وزارة العمل كما تدّعي.

لن أطيل في هذا الموضوع كثيراً، لكن أملي في الله سبحانه وتعالى ثم في المسؤولين المخلصين مع رجال الأعمال لسرعة تبنّي مثل هذا المشروع؛ لتأكّدي أنه سيكون ذا مردود اقتصادي وفير، وسيساهم بإذن الله سبحانه في التقليل من الحوادث المتكررة التي يأتي في مقدمتها رداءة الإطارات وعدم فهم محتويات معلوماتها.

والله الهادي إلى سواء السبيل..

للتواصل: هاتفاكس 2413375-01


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة