Car Magazine Wednesday21/02/2007 G Issue 12
أقلام
الاربعاء 3 ,صفر 1428 العدد12

الخسائر الاقتصادية لحوادث المرور؟

لقد أصبحت مشكلة المرور مشكلة متفاقمة في معظم بلدان العالم، ولقد امتدت آثارها إلى أغلب المجتمعات المعاصرة حتى غدت مشكلة عالمية تعاني منها كثير من المجتمعات الغنية المتقدمة والصناعية وأيضاً الدول النامية والفقيرة، ولقد ازداد الاهتمام بمواجهة هذه المشكلة بالنظر لآثارها المختلفة خاصة من الناحية الاقتصادية المؤثرة على الإنتاج بصورة مباشرة ومن الناحية الاجتماعية التي تمس حياة الأفراد اليومية وما ينجم عنها من إصابات وأمراض مختلفة.

ويقول الخبراء إن الدول تخسر على المستوى الوطني مئات الملايين من الأموال نتيجة لمشكلات المرور المتمثلة في فقد ساعات العمل المنتج وزيادة النفقات المستنزفة في معدلات الوقود وقطع الغيار واستهلاك الطرق، علاوة على ضعف الكفاءة الإنتاجية.

وأشارت الإحصاءات المختلفة إلى أن أكثر من مائة ألف شخص يلقون حتفهم في حوادث المرور كل عام في العالم، وأن هذا العدد في زيادة مستمرة ويفوق ضحايا سائر الحوادث الإجرامية.

يقول د. محمد شفيق في كتابه (التنمية والمتغيرات الاقتصادية): لقد اهتمت الدول بمواجهة هذه المشكلة اهتماماً كبيراً، وهناك مجهودات ضخمة بذلت على المستوى المحلي والعالمي لمواجهة مشكلات المرور.

كما استأثرت مشكلة المرور بالكثير من الجهود الدولية والمحلية التي تتمثل في عقد المؤتمرات والندوات وإجراء الدراسات والبحوث التي تبحث في مشكلة المرور من مختلف الجوانب والأبعاد وتحذر من عواقبها وتقترح الحللو العلمية للقضاء عليها من خلال نقل التقنية من الدول المتقدمة بوسائلها المتطورة في هذا المجال.

ومن ثم استحوذت هذه المشكلة على اهتمام المسؤولين والمخططين في المجتمع، والعلماء والباحثين، حتى لقد ذهب بعضهم إلى اعتبارها المشكلة الثالثة بعد مشكلة الغذاء ومشكلة الإسكان في كثير من المجتمعات الحديثة.

ختاماً أقول إن هناك بعض التوصيات التي ينبغي الأخذ بها في هذا المجال، منها:

أولاً: العمل على نشر الوعي المروري بين أفراد المجتمع ودراسة إدخاله كمادة تدرس في بعض مراحل التعليم مع الاهتمام بغرسه بين النشء وتدعيم فكرة مدارس المرور والتوسع في فكرة اصدقاء المرور من الطلاب في الإجازة الصيفية مع تقدير الحوافز المناسبة لهم.

ثانياً: قيام أجهزة الاعلام بدورها في توعية السائقين والمواطنين وإرشادهم لتحقيق الالتزام بقواعد المرور وآدابه.

ثالثاً: التأكيد على الالتزام باستخدام أحزمة الأمان ووجود الطفايات وأدوات الإسعاف اللازمة بالسيارات والمثلث العاكس كوسائل تقلل من حوادث المرور وآثارها.

رابعاً: الاهتمام بجمع الإحصاءات الدقيقة والمستمرة عن أبعاد مشكلة المرور وجوانبها المختلفة.

عضو هيئة التدريس والمستشار الاقتصادي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية zrommany3@gmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة