بالتعاون مع شركة بيلز طورت شركة ديملر كرايسلر نظاماً فريداً سيجعل من أقسام الإنتاج تعمل في بيئة أكثر سلامة في المستقبل. والتقنية الجديدة التي أطلق عليها سيفتي آي (عين السلامة) ستجعل من الممكن استبدال أنظمة السلامة المتعددة المطلوبة والتي تكون معقدة وغالية الثمن عادة. ويقول جونتر والز رئيس تخطيط الإنتاج في مجموعة مرسيدس لإنتاج السيارات (إن النظام الجديد سيمكننا من حماية العاملين بشكل أفضل من التماس غير المقصود مع معدات الإنتاج). كذلك فإن سيفتي آي سيزيد من الكفاءة بالرغم من كلفته البسيطة.

وتخطط ديملر كرايسلر البدء باستخدام النظام عام 2007 وبذلك فإنها تضع إعدادات معايير جديدة للسلامة في إنتاج المركبات. وعليه فإن شركة السيارات الأقدم في العالم ستكون الأولى في تطوير تقنيات إنتاج آمنة وذات كفاءة عالية.

ويستخدم نظام السلامة الجديد تقنيات لمراقبة محيط العمل كان باحثو ديملر كرايسلر قد طوروها لأنظمة السلامة البصرية في المركبات. وستستعمل إحدى التقنيات المذكورة كاميرا فيديو لمراقبة منطقة العمل التي تشغلها مكائن الإنتاج المتخصصة ومنها الروبوت على سبيل المثال. وستكون عملية المراقبة شاملة وثلاثية الأبعاد وبذلك تضمن السلامة القصوى عندما يشترك العاملون والآلات في منطقة العمل. وتقوم الشركة حالياً بتعريض نظام سيفتي آي إلى اختبار واسع وإذا ما حصل النظام على شهادة حسن الأداء المتوقعة في أبريل 2007 ستستعمل التقنية ابتدائياً في قسم الإنتاج الخاص بطراز إي كلاس (E-Class) الجديد. ويوجد في قلب نظام سيفتي آي ثلاث كاميرات مغلفة في غلاف من الألمنيوم ومثبت فوق منطقة الإنتاج كما يوجد جهازا كومبيوتر تقليديان يعملان بشكل متواز لتحليل الصور المسجلة بواسطة الكاميرات. وهما يقومان بعملهما بشكل منفصل لضمان أكبر قدر من الثقة بعمل النظام وبالتالي السلامة. وعلى عكس الأنظمة التقليدية، التي تكون محدودة بالمراقبة ببعدين في المناطق ذات الأخطار المحدقة فإن نظام سيفتي آي يقوم بمسح كامل لقاعة العمل المقصودة وذلك يعني أن بإمكانه أن يتفاعل بطريقة مرنة، وعلى سبيل المثال يستطيع أن يمنع توقفات العمل الطارئة عن طريق إبطاء المكائن ببساطة بدلاً من إطفائها عندما يكون هنالك شخص قريب جداً منها.

ويقول والز (إن النظام يفيد العمال والشركات المصنعة على السواء لأنه يؤمن المناطق الحساسة بالكامل وبذلك يضمن سلامة أكبر للعمال كما أنه يتفاعل بمرونة أكبر من الأنظمة السابقة مع المواقف ذات الخطورة المحتملة).

وإضافة إلى تعزيزه السلامة والمرونة فإن النظام يوفر عدداً من الفوائد والمزايا الأخرى بما فيها النصب السريع حيث لا يتطلب نصب النظام ثلاثي الأبعاد سوى ساعات قليلة كما أن بالإمكان برمجته حسب الحاجة، بينما يتطلب نصب الأنظمة التقليدية وتوجيهها وفحصها يوماً كاملاً. كذلك فإن سيفتي آي اقتصادي الكلفة ويحقق ادخاراً يصل إلى 70% مقارنة بالأفكار التقليديةالمشابهة التي تحتاج إلى استعمال عدة مكونات.

وتنعكس المرونة الكبيرة لهذا النظام في إمكانية استعماله لمراقبة عدة مناطق إنتاجية في ذات الوقت. وهذا الدمج بين مناطق السلامة المتجاورة يمنح المهندسين حرية أكبر عند تصميم منشآت الإنتاج.

وستوسع قابليات النظام في المستقبل لتمكينه، على سبيل المثال، من التمييز بين الناس والأجسام غير الحية، مثل اليد البشرية ومشد البراغي. وذلك بدوره، سيقدم أنظمة الإنتاج خطوة إلى الأمام لتمكين الناس والآلات من العمل على نفس الجزء في ذات الوقت.

تبقى الإشارة إلى أن التقنية الجديدة لن تستعمل لمراقبة العاملين حيث يقول والز (إن ذلك بالطبع لن يحدث لأننا لن نخزن اي صور أكثر من تسلسل زمني قصير جداً في حال دخول شخص إلى منطقة خطرة).