Car Magazine Wednesday24/01/2007 G Issue 8
تحقيقات
الاربعاء 5 ,محرم 1428 العدد8

لماذا الاندفاع في تغيير شكل السيارة؟

درج كثير من الشباب في الآونة الأخيرة على تغيير أشكال سياراتهم من خلال إضافة بعض الإكسسوارات عليها أو رفعها وخفضها أو حتى تغيير لونها بما يجعلها تبدو جديدة تماماً، وقد أصبح الأمر شبيهاً بالظاهرة، فقد انتظم الشارع بصورة واضحة ولغة تبدت حروفها في تقليعات غربية تجوب الشوارع، حملنا أسئلتنا إلى مجموعة من الشباب الذين لم يصعب علينا الوصول إليها لكثرتهم أولاً ولحرصهم الشديد على تبيين وجهة نظرهم، وتمثلت أسئلتنا في:

* لماذا تقوم بتغيير سيارتك؟

* وما هي التغييرات التي يجب أن تطال السيارة؟

* هل تضع لذلك ميزانية مخصوصة؟

وإن تشابهت الإجابات كثيراً في السؤالين الأولين فإنها اختلفت على نحو ما فيما يتعلق بالسؤال الثالث، وعلى كل فإن كل إجابة وإن شابهت أخواتها في شيء أو أشياء إلا أنها تميزت بخصوصية لصيقة بصاحبها، فالجميع تقريباً يحس بسعادة غامرة عند التغيير وهي النقطة المحور التي نكون قد توصلنا إليها مع اختلاف منابع السعادة هذه فلنرى ماذا قال هؤلاء الشباب:

كان أول المتحدثين (سعد الخالدي) الذي قال: ربما أن الملل هو الدافع الأول لتغيير السيارة فأنا بطبعي ملول ولا أحب الثبات لذا فسرعان ما أدخل على السيارة كثيراً من التغيرات والتي تتمثل كثيراً في الإكسسوارات إذ إنها تمنح السيارة رونقاً وتجعلني أحس كأنما قد استبدلتها بالكامل، وفي العادة أنا أضع ميزانية مخصوصة لذلك لإيماني بأنه أمر مهم ويحقق لي إشباعاً لا يمكن تقييمه بثمن.

يرهق ميزانيتي

وقد وافقه (فيصل الغامدي) في أن التغيير أمر ضروري قائلاً: يعتقد بعض أصدقائي أنني مهووس بالتغيرات التي أصمم عليها فلا يكاد يمر شهر إلا وأكون قد ظللت السيارة أو رفعتها المهم أن لا تكون على حالتها الأولى، أحس بعد ذلك أنني قد ملكت الدنيا، ولكن سرعان ما أعتاد شكلها الجديد الذي يصبح بالنسبة لي قديماً فأفكر في تعديل ما.. وأضاف: هذا بالطبع يرهق ميزانيتي كثيراً ذلك لكثرة التغييرات وفتراتها المتقاربة.

ستة أشهر

أما (مشاري العيد) فيقول: أنا أحب أحياناً أن أجدد في شكل سيارتي لكن أبقى على الشكل الجديد لما لا يقل عن الستة أشهر، أكون خلالها راضيا كل الرضا عن سياراتي ثم أبدأ تدريجياً في التفكير في تغيير جديد، ودوافعي دائماً تتمثل في قطاعات تتكون لدي خطوة إثر أخرى خلال الستة أشهر التي ذكرت، فأحس أن الشكل الفلاني سيكون أجمل فأقوم ببعض التعديلات، وفي العادة فإن ذلك لا يكلفني كثيراً نظراً لطول الفترة التي أبقي فيها سيارتي على حالتها القديمة.

هوس السيارات الرياضية

بينما يقول (فهد عبدالعزيز): لن أتحدث عن الأرقام حتى لا تتهموني بالجنون حيث إنني مغرم بالسيارات الرياضية وأتتبعها من خلال القنوات الفضائية والمجلات، فقد نشأت لدي الرغبة في محاكاتها شكلياً، فكلما رأيت سيارة وأعجبت بها أسعى لأن أحول سيارتي إلى شبيهة لها عن طريق إضافة الإكسسوارات الخارجية التي وإن لم تكن تحقق المطلوب تماماً فإنها تمثل خطوة في الاتجاه نحو ذلك مما يجعلني سعيداً جداً وأنا أتخيل نفسي أحد رياضيي السيارات العالميين، فأحياناً أتقمص (شوماخر) السائق الشهير، فأنا امتطي سيارة حاولت أن أجعلها شبيهة لسيارته، أو أتقمص سائقا آخر.. أما ما يكلف ذلك من الناحية المادية فإنه لا يهمني في شيء طالما أنني أجني من وراء ذلك هذا الإحساس العظيم.. وقد تستغربون إذا ما قلت لكم حقيقة ما أصرفه بالأرقام وربما تعتقدون أنني مجنون، لكن سأكتفي بأن أقول لكم إنه مبلغ كبير وكبير جداً.

لا أرهق ميزانيتي

(سالم الشمري) يحب كثيراً تغيير سيارته لكنه لا يرضى أن يؤثر ذلك على ميزانيته ويعرب عن ذلك قائلاً: ما أجمل التغيير هذا ميل إنساني طبيعي فالنفس الإنسانية بطبعها لا تقبل بالبقاء على حال مهما كان وفي هذا الجانب وجدت أنني كلما افترضت أن شكلاً ما هو غاية آمالي تبدل ذلك الإحساس عندما يصير بين يدي هذا ليس في جانب السيارات فقط لكن على كل مستويات المتطلبات فالجميل عادة ما لا نمتلكه فعندما يصير بين يدينا يظل جميل آخر هو ما لم نتملكه بعد، من هنا تشكلت لدي قناعة بأن اللهاث نحو الجديد إنما هو خطوة فقط لنرى بعضها جديداً آخر يلوح في الأفق فتنزع نفوسنا نحوه فقررت ألا أرهق ميزانيتي فقد جربت أشكالاً كثيرة ثم قنعت من الغنيمة بالتوفير.

لا للغة الأرقام

من جانبه فإن (يوسف المطيري) لا يوافقه الرأي قائلاً: من ناحية المبالغ التي تصرف على تحقيق رغباتنا أعتقد أنها يجب ألا تحسب بالأرقام وإنما بالعوائد المعنوية منها فما فائدة التوفير غداً ما أصبح المال مجرد ورق مكدس لا يجلب إلينا السعادة، ليس هذا موضوعنا لكن أنا أحب تغيير سيارتي فكم أضفت لها أشياء ثم عدت ونزعتها عنها لا مللاً منها ولا ضيقاً بها إنما التغيير يجلب لي الكثير من المتعة وهذه المتعة هي هدفي، وها أنتم ترون سيارتي (يشير إلى سيارته بإعجاب) ربما إذا قابلتموني غداً تعرفوها وباختصار أن الأمر عندي يساوي ما أدفعه بل ربما أكثر من ذلك.

مجاراة الموضة

ول(ماجد محمد) رأي غريب فهو يقول: أجاري الموضة فقط في تغيير سيارتي فما أرى الشباب يفعلونه أقوم بعمله دون أن أفكر في الناحية الجمالية التي سوف يضيفها بالضبط وربما لا أحس بذلك مطلقاً لكن الجديد الذي أضافوه لسيارتي لابد أنه قد أضاف لها شيئاً وقد أكون غير عارف بذلك على وجه التحديد لكني لا أرضى أن أتخلف عن أقراني، بلغ بي ذلك مبلغاً أصبحت معه أحاول تقليد الكثير من الأصدقاء في نفس الوقت مما يجعل سيارتي غريبة الشكل، وقد تثير سخرية من قلدتهم إذ يقولون إنني أفعل ذلك دون رؤية وفكرة واضحة لكني لا أهتم وإنما فقط أجاريهم، وذلك بالطبع يجعلني أصرف الكثير على ذلك دون أن أبالي.

بينما يرى (نايف الصقري) أنه قد قام مرة واحدة بتغيير شكل سيارته بعد أن اقتنع بآراء أصدقائه في ذلك قائلاً: لم أكن في البداية مقتنعاً بذلك فقد كنت أعتقد أنه نوع من الجنون وصرف للأموال في غير الوجه الذي تصرف فيه لكن كثرة تعليقات زملائي على شكل سيارتي التي أطلقوا عليها كثيراً من الألقاب دفعتني لتجربة ما يقومون به ولا أخفيكم فقد شعرت بالسعادة، وأعتقد أني انخرطت تلقائياً ودن أن أشعر في الموجة السائدة ورغم أنني صرفت مبلغاً ضئيلاً إلا أنني جنيت من وراء ذلك الكثير.. ومستقبلاً أعتقد أن الموضوع سيستغرقني تماماً.

تقليعات مبهرة

ويقول (شامل السيف) لا تشدني سوى التقليعة المبهرة جداً، فكثير ممن يغيرون سياراتهم يفعلون ذلك في اعتقادي دون هدف أو رؤية.. من أقصده بالرؤية هنا هو تمثل شكل معين تتخيله لسيارتك ثم تقوم بالتغيير مستهدفاً الشكل الجديد وذلك يتم وفق تخطيط دقيق وإحساس جمالي عميق، فالبعض يغير شكل سيارته على طريقة إضافة ما أضافه فلان أو علان دون أن يكون قاصداً الشكل المعين، وأنا أفكر دائماً وأتخيل الشكل ثم أبدأ في محاولات الوصول إليه وعندما يتم ذلك أكون في قمة سعادتي التي تتحقق لي بنظرات الإعجاب التي أقرأها في عيون الآخرين فعادة عندما أقوم بالتغيير فإنني أقصد الدوران في الشوارع لأعرف مدى ما حققت من نجاح وفي الغالب أقصد أماكن تجمعات الشباب خاصة ذوي الاهتمام بهذه الناحية، ولله الحمد فإنني دائماً أنال الإعجاب الذي يستحقه مجهودي سواء من ناحية نظرات الإعجاب أو من خلال الإطراء المباشر الذي يمطرني به الأصدقاء ولما كنت أحدد هدفي بدقة فإنني أصرف عليه بسخاء حتى يتحقق على الوجه الأكمل، إن ذلك يستحق ما أبذله من مجهود وما أصرفه من مال.

من جهته يرى خالد السليماني أن الهدف من تنجيد السيارة هو المحافظة على فرشها الأصلي وهو فن لا يجيده الكثير ويتم حسب شروط ورؤى صاحب السيارة وليس مجرد ما يفرض عليك من الموجود في السوق ولدى أصحاب المحلات المخصصة لذلك، أما من جهة التظليل فنحن في مجتمع له عاداته وتقاليده وللأسر في بلادنا مكانة مميزة وخصوصية كبيرة يجب احترامها والعمل على المحافظة عليها لهذا أرى أن التظليل يمنح الكثير من الراحة والجلوس بخصوصية وليس مجرد الجلوس خلف زجاج شفاف يستطيع المارة رصد حركة الجالسين أو الجالسات في سيارات العائلات والجميع يرى كم المضايقات التي تتعرض لها سيارات العائلات عند الأسواق من مجموعة قليلة من الشباب المراهقين والذي لا يزال لا يستوعب قيمة الأسرة في مجتمعنا السعودي وعاداته وتقاليده التي يتميز بها عن العديد من المجتمعات الأخرى.

خروج عن المألوف

على النقيض من ذلك يقف (عبدالله نايف) معتداً برأيه القائل إن الجديد في كل الأحوال لابد أن يكون مبهراً وقد عبر عن ذلك قائلاً: الجديد في رأيي هو صدمة للذوق السائد وبذلك فإنه يحدث هذه في نفس الناظر وبذلك فإنه تلقائياً يصبح جديداً هذه ليست فلسفة لكنه رأيي ببساطة فعندما أقوم بتغيير ما فإن ذلك لا شك إبهار في جه من الأوجه، فأنا أقوم بهذا التجديد من آن لآخر حسب شعوري بأنني أحتاج في هذا الوقت بالتحديد لكسر القاعدة أو الخروج عن المألوف وذلك في العادة ليس مرتبطاً بوقت معين ولا بأسباب خارجية وإنما هو دافع نفسي أحسه فأقوم بتطبيقه وأحياناً تعجز في المادة فأنا متوسط الدخل لكن عندما أقرر ذلك - أي تغيير شكل سياراتي - فإنه لا شيء يمكن أن يعوقني بسهولة، وقد تأتي النتيجة أحياناً رغم ما أصرفه غير مقنعة لي تماماً ولكن كما قلت في البداية إنني أكتفي في بعض الأحيان بإبهار الآخرين فإنني أحقق ولو جانباً من الرضا.

(جابر العبداللطيف) قال: أنا من أسرة ميسورة الحال ولم أزل طالباً بمعنى ليس لي دخل سوى ما يصرفه علي أهلي ورغم أنني أصرف الكثير جداً على سيارتي إلا أنهم لا يمانعون في ذلك ويرون أن تحقيق هذا الإشباع يسبب لي استقراراً نفسياً يساعدني على التحصيل العلمي، وأنا أيضاً أعتقد ذلك وأرجو أن لا يستهجن قراؤكم هذا الرأي فمن البديهيات أن الاستقرار يساعد على الإبداع والدليل على ذلك أنني طالب مبرز جداً، البعض يعتقد أن تغيير شكل السيارة من الممارسات الناتجة عن الفراغ الذي يعيش فيه الشباب، لكن أريد أن أقول عكس ذلك، فأنا مثلاً ليس لدي الكثير من الوقت لأبذله في هذه الهواية لكنني رغم ذلك أصرف عليه وقتاً ثميناً جداً ربما احتاجته كليتي وتحصيلي الدراسي وهنا أود أن أركز على شيئين الأول: هو أن ذلك لا يؤثر على تحصيلي العلمي.. والثاني: هو أنه إذا كان البعض يصرف من ماله فأنا أصرف من وقتي الثمين جداً، ففي رأيي أن كل هواية لا يتم إشباعها بالشكل الأمثل تظل عقدة تكبر في دواخل صاحبها حتى تتشكل عقدة يصعب التعامل معها مستقبلاً، وربما كانت أوسع باب يؤدي إلى فشله.

مجرد تغيير

(عبدالعزيز البسام) يعتقد أن ممارسة الهواية لا تحتاج لدوافع ولا يهم ما يصرف فيها من مال.. يقول: أنا أمارس التغيير من حيث هو تغيير، أي من أجله فقط ليس لأي دوافع، فالغاية تتحقق بمجرد أن يتغير شكل السيارة هو أمر في حد ذاته كافٍ ولا يحتاج لزيادة وما أحس به بعد ذلك، قد تستغربون إذا قلت لكم لا أحس بشيء البتة بل أحياناً لا أحس بأي سعادة وراء ذلك ولا أبحث عنها في الأصل لكني أحب أن أرى سيارتي في وجه آخر وكفى، أما لماذا فربما لا أدري، فإذا انتقلت بكم إلى كيف أي كيف أقوم بتغيير السيارة فبأي طريقة كان أقول بتظليلها مثلاً أو أضيف إليها أي إكسسوارات أو حتى أعيد طلاءها المهم أن لا تبدو كما كانت عليه بداية.. مادياً هذا الأمر لا يكلف مالاً يذكر فهي تغييرات بسيطة لا تتطلب صرف أموال عليها، وعموماً أنا لا يهمني حتى إن تتطلب أحد التغييرات مبلغاً كبيراً فإنني أدفعه دون تردد وتفكير.

نوع من البهجة

ويشدد نواف العتيبي على الجانب الوقائي حيث يرى أن المحافظة على السيارة شيء مهم للغاية وخاصة على الفرش لأنه من الأشياء الهامة التي تحبب صاحب السيارة فيها أو تجعله يفكر في تغييرها والبحث عن أخرى، والتنجيد يحافظ على (كراسي السيارة) من الشمس لأننا في مناخ شديد الحرارة صيفاً وأول ما يتأثر من السيارة هو فرشها حيث يتغير لونه وربما تتشقق مقدمة السيارة وخاصة تلك التي لا تحوي أجزاء معدنية وإنما (فايبر أو بلاستيك) هذا من الجانب العملي أما من الجهة المعنوية فإن الشكل المميز والنظيف وذا الألوان الثابتة فهو يدعو دائماً للبهجة والإقبال على العمل أو الاستذكار أو حتى الفسحة والترفيه، وفي بعض الأحيان التباهي بالمظهر العام للسيارة بل ويعتبره البعض دلالة على صاحب السيارة وشخصيته وصفاته.

فراغ وتقليعات

هذه آراء الشباب الذين يقدمون على الدوام بتغييرات في سياراتهم لكننا لم نأخذ بالطبع آراء شباب آخرين، ربما يرون في التغيير في حد ذاته نوعاً من العبث أو صرف الأموال في غير ما يجب أن تصرف فيه، لكن ما لا نستطيع إنكاره في الأحوال كلها أن الأمر أصبح ظاهرة ويدافع عنها أصحابها بشدة فكما رأيتم فإن الشريحة الأكبر ممن قمت باستطلاعهم تدافع عن ذلك بشجدة وترى أنه شيء طبيعي لكسر الملل، ونحن إن كنا نرى أنه أمر مشروع فإن للآخرين رأياً يتمثل في النظرة القائلة إن هؤلاء الشباب إنما يعانون فراغاً هو الذي يؤدي بهم إلى الانسياق وراء هذه التقليعات.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة