Car Magazine Wednesday24/01/2007 G Issue 8
أقلام
الاربعاء 5 ,محرم 1428 العدد8

قيادة السيارات
د. زيد بن محمد الرماني

من الملاحظ أنَّ كثيراً من أخطاء السائقين أثناء القيادة تُمثِّل أخطاء شائعة، مما جعل منها نمطاً شائعاً لعادات اجتماعية يتعلَّمها الفرد ويُقلِّد فيها الآخرين.. وأصبحت جزءاً من سلوكه الفردي، الذي يقوم به كتوافق مع العادات السلوكية الشائعة، حتى وإن كانت هذه العادات قد تختلف مع مفاهيم الفرد واعتبارها عادات خاطئة.

من هنا فقد تمَّ إجراء عدد من الدراسات والأبحاث المحلية بشكل استطلاعي عن سلوك قيادة السيارات، حيث أُجريت دراسة استطلاعية عن السلوك المزعج الصادر عن السائقين أثناء القيادة، وهي عبارة عن دراسة ميدانية بمدينة مكة المكرمة، قام بها فريق من مركز البحوث التربوية والنفسية بجامعة أم القرى، بالتعاون مع إدارة المرور بمكة المكرمة، وكان هدف الدراسات التعرُّف على رأي أصحاب السيارات وانطباعهم عن درجة ما يصيبهم من إزعاج من تصرفات السائقين السلوكية، ومدى تكرار حدوث هذا السلوك المزعج وتحديد علاقة كل من العمر والمستوى التعليمي ونوع السيارة والجنسية والخبرة في قيادة السلوك القيادي للسيارة بشكل مزعج الصادر عن السائقين ودرجة الشعور بالسلوك المزعج.

وقد اختيرت عينة البحث من 600 سائق يُمثِّلون فئات السائقين المختلفة من خصوصي وأجرة ونقل طُبِّق عليهم استبيان أعدَّه الباحثون من 35 فقرة يجيب عليها السائقون أفراد العينة بتقديرهم لمدى تكرار السلوك المزعج ودرجة الإزعاج.. وتبيَّن من نتائج الدراسة أن أكثر من تسع فقرات تكرار للحدوث من تصرفات السائقين المزعجة هي:

1- ترك مسافة غير كافية بين السيارات أثناء السير.

2- الصياح والجدال عند وقوع الحادث.

3- الشتم والسباب.

4- الوقوف في الطريق لمشاهدة حادث معين.

5- عدم ترك مسافة كبيرة بين السيارات أثناء سيرها خصوصاً الشاحنات.

6- استعمال المنبه بطريقة مزعجة عند تجاوز سيارة أخرى.

7- التوقف في وسط الطريق للتحدُّث مع سائق آخر.

8- السرعة العالية والتهور.

9- القيادة من قبل صغار السن.

وهناك دراسة أخرى قام بإعدادها كرم الله علي عبد الرحمن بعنوان: (حوادث المرور أسبابها وطرق الوقاية منها)، وهي دراسة تحليلية لإحصائيات حوادث المرور التي حصلت في المملكة حتى نهاية عام 1401هـ حاول فيها تحليل أسباب الحوادث بالنسبة للعناصر الثلاثة: السائق والمركبة والطريق.

وفيما يتعلَّق بالخصائص النفسية والاجتماعية المتعلِّقة بالسائق وُجد ما يلي:

أ- إن هناك عادات مشتركة بين جميع السائقين وأهمها: اللامبالاة والتهور وعدم الكفاءة والخبرة والإفراط في الثقة بالنفس وبالسيارة.

ب- إن أكثر أنواع المخالفات انتشاراً في المملكة التي تتسبب في الحوادث هي:

1- السرعة الزائدة.

2- عدم التقيُّد بإشارات المرور.

3- التجاوز أو الوقوف غير النظامي.

4- تعاطي المسكرات أو المخدرات.

وأثبتت الدراسة أن السرعة الزائدة تتسبب في 78% من الحوادث، وتخطي الإشارات 9% أي أن السرعة الزائدة وتخطي الإشارات يُشكِّلان نسبة 87% من أسباب الحوادث.

وقد لاحظت الدراسة أن نسبة الحوادث التي تتسبب فيها السرعة الزائدة في تزايد مستمر إذ كانت في عام 1397هـ 44% ثم ارتفعت حتى وصلت في عام 1401هـ إلى نسبة 78%.

وللأسف ففي أحدث الإحصاءات الأخيرة وصلت هذه النسبة إلى حوالي 87%.. وقد نشرت الإدارة العامة للمرور دراسة عن (تحليل الحوادث المرورية بالرياض في عام 1404هـ).. حيث تمَّ تدوين 7721 حادثة مرور خلال هذا العام في مدينة الرياض، نتج عنها وفاة 91 شخصاً وإصابة 1520 وقد شملت هذه الحوادث عدد 14982 سائقاً و 479 راكباً و 467 من المشاة.

وأوضحت الدراسة أن نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، الذين اشتركوا في الحوادث كانت 86% من جميع الحوادث التي حدثت في عام 1404هـ، وأن نسبة الإصابة بينهم كانت 84% ونسبة الوفيات 75% وهذا له دلالات سلوكية مهمة.

وقد أكَّدت الدراسات والأبحاث والإحصاءات والاستبانات عاماً بعد عام هذه الحقيقة وتلك الدلالات السلوكية.

ختاماً أقول: لقد حدث تطور كبير خلال العقود الأخيرة فيما يتعلَّق بالوسائل والتقنيات التي تُسهم في تحقيق سلامة المرور، خصوصاً في مجالات تنظيم الطرق وتصميم السيارات، وبرغم ذلك فإن العديد من الأسئلة التي تتعلق بصفات السائق الشخصية وسلوكه، ما زالت لم تلق الإجابة الشافية الكافية الواقعية عليها وقد آن الأوان.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة