Car Magazine Wednesday24/01/2007 G Issue 8
أقلام
الاربعاء 5 ,محرم 1428 العدد8
عزيزي قائد المركبة:
الهوينا.. الهوينا.. لماذا العجلة؟!
وسيلة محمود الحلبي

هل تأخرت عن العمل أم عن موعد مهم أم تريد استعراض سيارتك الجديدة؟ اسأل نفسك إن كان هناك أي سبب لإيذاء أو قتل أي شخص عندما تجلس مرة أخرى خلف عجلة قيادة السيارة وتقرر السير بسرعة!

إذا كنت تندفع بسرعة داخل وخارج حركة المرور، وتقطع الإشارات المرورية الحمراء، وتلاحق السيارة التي أمامك، وتمضي بسرعة فائقة لتبقى متحكماً في سيارتك، فإنك بالتأكيد لست سائقاً مسؤولاً، ولا تهتم بالسلامة.

عزيزي السائق.. يموت كثير من الناس؛ لأنهم لا يدركون أن زيادة السرعة أثناء القيادة تكون قاتلة إذا كانت تزيد عما تسمح به ظروف الطريق؛ فليس هناك محصن ضد القيادة السريعة أو غير المسؤولة، والذين يسرعون يدفعون الثمن باهظاً، إن عاجلاً أو آجلاً؛ فبعضهم يعاني من الإصابات ويقضي فترات طويلة في المستشفيات، وآخرون يُقرَأُ نعيهم في الصحف، ومن المؤسف أنهم لا يكونون أحياءً ليروا ما يسببونه من معاناة لأسرهم وللناس الآخرين الذين تتأثر حياتهم بسبب السرعة.

أتمنى من كل قلبي أن يتأمل السائق المتسرع هذه المعادلة: كلما كانت السرعة كبيرة قل الوقت أمام السائق ليحدد الأخطار التي تواجهه ويتخذ الإجراء الملائم بشأنها، وكان من الصعب أن يتحكم في عجلة قيادة السيارة عند منحنيات الطرق، وكانت مسافة التوقف أطول، وكان الخطر أكبر في حالة انفجار إطار السيارة، وكانت قوة الارتطام كبيرة في حالات التصادم.

وتدل كل الشواهد على حقيقة مفادها أنك عندما تسرع فإنك تكون غير قادر على التحكم التام في سيارتك، وعندئذ يستحيل عليك أن تسوق بسلام، وفي هذه الحالة فإنك تزيد من فرص وقوع حادث لك، وتتسبب معظم حوادث السيارات في وقوع المآسي؛ فلماذا لا نتجنب المآسي؟!

عزيزي السائق.. لقد تبين أن بعض السائقين يختلقون أعذاراً؛ حتى لا يربطوا حزام الأمان، منها: لن أسوق السيارة إلى مكان بعيد. أنا سائق جيد، ولا أتسبب في وقوع الحوادث. لا أحب تجعيد ملابسي. لا أريد أن أصبح محاصراً داخل سيارتي. يمكنني تثبيت نفسي في حالة التصادم. بوسعي أن أفعل ما أريد في سيارتي... ولكن تذكر أن هذه الأعذار تتجاهل المعلومات المتاحة والدراسات التي أجريت عن فاعلية أحزمة السلامة، والتي توضح تقليل خطر الموت أو الإصابة الشديدة في حوادث السيارات؛ حيث يقلل من احتمال الوفاة إلى أكثر من النصف، ولا تنس أنه اتضح في جميع حوادث تصادم السيارات أن تصادم السيارة لا يكون مسؤولاً عن إلحاق الأذى براكب السيارة أو قتله، وإنما المسؤول عن ذلك هو ارتطام جسم الراكب بالجزء الداخلي للسيارة؛ فبمجرد أن يحدث التصادم فإن الراكب الذي لم يربط حزام السلامة يندفع إلى الأمام ليرتطم بلوحة التحكم أو الزجاج الأمامي أو يقذف أحياناً خارج السيارة؛ فحزام الأمان يقلل احتمالات الموت والإصابة - بإذن الله-؛ فدعك إذن -عزيزي السائق- من الأعذار الواهنة، وتذكر أن حماية الأرواح سبب كاف يوجب ربط أحزمة الأمان.

وأنت أيها الأب.. عليك قبل أن تفكر في أن تعطي ابنك مفاتيح سيارتك أن تسأل نفسك: هل ابني ناجح بما فيه الكفاية لكي يقود السيارة؟ وهل سنه قانونية، ولديه رخصة قيادة أم لا؟ وهل يتقيد بأنظمة وقواعد المرور أم لا؟ واسأل نفسك دائماً: هل يسوق ابني بطريقة وقائية؟ وهل يطبق جميع الخطوات الضرورية لتجنب الحوادث؟

ويمكن للآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم باتباعهم أسلوب القيادة بطريقة مأمونة؛ فالقيادة الوقائية تعني السلامة، وتذكروا دائماً السلامة؛ هي المأمن الوحيد من الحوادث.

- وقفة:

الحياة جميلة دون آلام وأحزان

وجميلٌ جداً أن نحيا بأمانٍ وسلامة

* كاتبة ومحررة صحفية للتواصل: تليفاكس 2317743 ص. ب 40799 الرياض 11511


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة