الأبناء عند اصطحابهم من المكان الذي خرجوا منه ومن أصدقائهم، وانتهى دور الإحساس بالمسؤولية من ناحية الأم والأب في التربية والتوجيه فنجد النتيجة سيئة جدا في اختفاء أدوار كثيرة في علاقات الأسرة التي تعتمد عليها التربية والتواصل والحب بين أفراد الأسرة.

ومن الآثار الاجتماعية لاقتناء أكثر من سيارة مع توافر التسهيلات البنكية والقروض ونظام التقسيط أن أغلبية الأسر تستغل هذه التسهيلات بطريقة سلبية تماما، فتركز على الناحية الشكلية والتباهي أمام الآخرين وتستنفد القروض من أجل شراء سيارة أحسن موديل، وسيارة شبابية،وأخرى فان، لمجرد الظهور بمظهر فاخر أمام المجتمع، وعدم القناعة بسيارة واحدة أو بالسيارة التي تناسب وضعه المادي فتكون النتيجة مرهقة ماديا للأسرة وتضاف هذه القروض ديون على كاهل الراتب، ويحرم بسببها الأبناء من فرص التعليم الجيد، ومن أساسيات في المنزل أو الزواج للشباب، لمجرد اقتناء سيارة غالية الثمن أو عدة سيارات تأتي مساؤه على الحياة الطبيعية للأبناء.

تفسر الإخصائية الاجتماعية نبيلة فوزي ظاهرة تعدد السيارات في الأسرة الواحدة بأن لها وجهين كلاهما أسوأ من الآخر التفاخر والتفكك الأسري، وأكثر الأسر تنظر إلى هذه المسألة من باب المظاهر الاجتماعية التي تفرضها على نفسها، ومن الجانب الآخر فالأب في السابق كان يذهب بأبنائه إلى المدارس ويعود بهم، أما اليوم فالسائق هو القائم بالأعمال المنزلية كلها، فكثير من مسؤوليات الأب انتقلت إلى السائق والخدم، وتقلص مع الأسف دور الأب بالنسبة لأبنائه وأصبح هناك أشخاص يؤدون أدوارا لا تليق بهم.