Car Magazine Wednesday28/03/2007 G Issue 17
استطلاع
الاربعاء 9 ,ربيع الاول 1428 العدد17
شبح يتجول في شوارعنا
الجوال.. لغم خلف المقود

الرياض - ماجد بن صالح التويجري - الطائف - عبد الكريم الشريف:

استخدام الهاتف الجوال أثناء قيادة السيارة أصبح ظاهرة متنامية، وعواقبها لا تقف عند حدود من يخالف بانتهاج ذلك السلوك السلبي، بل يتعداه للأبرياء ومن لا ذنب لهم ممن تقع عليهم الأضرار في الغالب وقد صرح مدير الإدارة العامة للمرور اللواء فهد البشر في وقت سابق أن قرار منع استخدام الجوال اثناء القيادة أدرج كمخالفة ضمن نظام المرور الجديد.

والقضية التي نحن بصددها الآن هي الحالات التي تهدد حياة الأفراد التي تتمثل في استخدامه أثناء قيادة السيارة،وفي الطرق التي تزدحم بالسيارات، ونعرف جيداً أن من أسوأ الحوادث اليومية تلك التي تقع على الطرقات بسبب السرعة الجنونية،فإذا ما اقترنت هذه السرعة بعدم التركيز على الطريق الذي منه الانشغال بالهاتف الجوال عن الطريق وتجاهل خطورته وعدم احترام حريات الآخرين وتعريض حياتهم للخطر فإن ذلك يهدد حياة الكثيرين ويتسبب في مآسٍ كثيرة.

ومن الثابت علمياً أنه لا يمكن التركيز بنفس الدقة في القيادة أثناء الانشغال بالحديث في الجوال، كما أن القيادة لا يمكن أن تقبل شريكاً في التركيز.

وكان ل(نادي السيارات) هذه الحوارات حول هذه القضية الخطيرة التي تطرحها للمرة الثانية كونها تشكل ألغاما على الطريق.

نعمة ونقمة

الأستاذ حسن آل قحل مدير مدرسة يقول: السيارة في حد ذاتها نعمة طالما أحسنا استخدامها، وتصبح نقمة إذا كانت هناك إساءة في الاستخدام فإذا سمح بأن يستخدم فيها الهاتف النقال الذي يعد أيضاً نعمة وفي الوقت نفسه يعد أكبر نقمة مع إساءة استخدامه، فكلنا يعرف ما يسببه من إزعاج بالنسبة للأسر حتى وصل الأمر إلى أنه أصبح وسيلة لارتكاب أعمال مشينة وجرح مشاعر أسر محترمة. فإذا ما أسأنا استخدامه في السيارة فإنه يسبب المتاعب وبلغ الأمر اشد خطورة وأكثر غرابة أن مستخدميه والمعنيين بهذا الحديث شباب لا يتحملون المسؤوليات الجسيمة التي تقتضي اقتناءهم الجوال.

ويضيف قائلاً: الأمر هنا في حاجة إلى وقفة موضوعية صارمة وقانون ملزم،ونحمد الله أن شوارعنا متسعة بالقدر الذي يسمح للسائق بسهولة التزام يمينه ووقوفه تماماً حين ينهي مكالمته لأننا نرى صعوبة في استعماله في السيارة، وعليه أن يقف تماماً وأن تكون العقوبة تتناسب مع الأذى الذي يحدثه في حال أدى إلى ارتكاب حادث،أي أن العقوبة تطول كل من يقود سيارة ويستخدم الجوال أثناء القيادة،وتجعله يفهم جيداً أن السيارة وقيادتها تحت أي ظرف لا تقبل شريكاً لها في التركيز.

توفير الخطر

أما الأستاذ متعب الوافي (معلم) فله رأي لا يختلف عن الرأي السابق حول الضرر الذي قد يلحق بمن يستعمل الجوال أثناء القيادة،يقول: إن استخدام الجوال أصبح شائعاً بطريقة لافتة للنظر سواء كان ضرورياً أو غير ذلك، ومن المؤسف أن هناك فئة معينة لا يمكن أن يكون الجوال ضرورياً لها مثلاً صغار السن وهم أول تلك الفئات يسيئون استخدامه لأنهم لا يتعبون في نفقاته المادية، فالأسرة ستتكفل بتغطيتها،بالإضافة إلى فئات من العمال الذين لا تحتم طبيعة عملهم استخدامه وكل هذه الأمور يجب أن تعالج ويوضع لها حد بدءاً من الأسرة التي سمحت لصغيرها بحمل الهاتف الجوال، بالإضافة إلى السيارة قبل كل شيء،أي أنها توفر كل ما هو ضروري لتدمير مستقبله وتعريضه والآخرين للخطر.

منع استخدامه

صالح بن عبد الله العيدان رجل أعمال،يقول: لاشك أن الهاتف بصورة عامة وسيلة ضرورية في حياتنا العصرية والجوال بصفة خاصة، فاستخدامه لمن يحتاج إليه ضرورة خاصة إذا كانت طبيعة عملك تتطلب وجودك في أماكن مختلفة بعيداً عن مكتبك، فهو يوفر لك الاتصال وقتما تشاء ويسهل عملية الاتصال بك والوصول إليك،هذا بالإضافة إلى أنه ليس بالضرورة أن كل مستخدمي الهاتف الجوال يسيئون استخدامه.

وفي الوقت نفسه أقولها بصراحة انه من خلال سفري الكثير الذي تفرضه طبيعة عملي لا أرى هذا الكم الهائل الموجود هنا ممن يحملون جوالاً، إضافة إلى طريقة استخدامه التي أخطرها التحدث به أثناء القيادة التي اشتهرت بأنها لابد أن تكون بالسرعات القصوى وهذا أمر في غاية الخطورة.. فمن أين له التركيز في الطريق الذي أمامه؟! وعلى هذا الأساس كثير من الدول الغربية قطعت شوطاً في تقنين استعماله بل تم منعه أثناء القيادة ولمجرد سماع رنين هاتفه يقف في أول مكان يستطيع الوقوف فيه حتى ينهي مكالمته،واعتقد أننا في أمس الحاجة لصدور قرار رسمي بخصوص منع استعمال (الجوال) أثناء القيادة فعلى حد علمي معدلات الحوادث عالية جداً والمصابون فيها بالدرجة الأولى من الشباب الذين يمثلون عماد المجتمع.

افضل السماعات

وتحدث إلينا بهذا الشأن الأستاذ هاشم محمد الطويلي حيث يقول: نعم، أصبح الآن الجوال من الأشياء الضرورية، ولن يستغني أحد عن استعمال الجوال سواء كنت أنا المتصل أم متلقي الاتصال، كلتا الحالتين لا فرق بينهما؛ إذ تعتبر محادثة، وأنا أجريها متى ما كانت ضرورية.

وحول مدى تفسير البعض لعدم الرد قال: عدم ردي على الاتصال قد يسبب بعض المضايقات أو (الزعل) من المتصل كأني لم أرد على اتصاله، وقد اتهم في بعض الأمور بأني متكبر أو متهرب من طلب يريده مني الآخرون. وعن عدد المكالمات قال: تختلف مدة المكالمات، فمنها الدقيقة ومنها فوق الثلاثين دقيقة حسب الموضوع الذي تم الاتصال بشأنه، وفي بعض الاتصالات أحاول تصريف المتصل.

وأضاف: لا بد من الاطلاع على الرسائل الواردة، ربما تكون الرسالة ضرورية لا تحتاج إلى التأخير، وإذا كانت الرسالة تحتاج إلى الرد فعلا أقوم برد عليها إذا كانت ضرورية وإن لم تكن ضرورية تؤجل، حيث يصل عدد الرسائل إلى حدود 50% حسب متطلبات عملي. وحول مدى تعرضه لأي حادث بسبب استعمال الجوال أثناء قيادته للسيارة، أضاف الطويلي قائلاً: مرة واحدة ولكن الحمدالله جاءت بسيطة.. كنت خارجا من منزلي في الصباح عند الساعة العاشرة صباحا، وكنت وقتها أتحدث بالجوال، وساعتها كنت زعلان مع المتحدث، وعندما قربت من إشارة مرور أوقفت السيارة ولا زلت أتحدث بعصبية واعتقدت بأن السيارة واقفة وكانت المسافة بعيدة وإذا بالسيارة تمشي ولم أشعر بها إلا وهي ترتطم بالسيارة التي أمامي، والحمد لله طلع صاحب السيارة صديقا.. هذا كل ما حصل. وختم حديثه حول أفضل وسائل استخدام الجوال أثناء القيادة بالقول: أرى أن استخدام السماعات أفضل وسيلة أثناء القيادة.

لا أستخدم الجوال أثناء القيادة

طرحنا السؤال على الأستاذ يوسف حسين عسيري الذي كانت إجابته مخالفة تماما لرأي الأستاذ هاشم، وأكد أنه يرفض مبدأ استخدام الجوال أثناء القيادة وقال: إذا رن جرس جوالي أرى المتصل إذا كان من أفراد أسرتي أرد ربما يكون الأمر ضروريا، أما غير ذلك لا أرد على أي اتصال خوفا من وقوع حادث لا سمح الله. وحول مدى اعتقاده بأن عدم الرد على الاتصال أثناء القيادة يمكن أن يؤثر على العملية الاجتماعية قال: لا أعتقد أن هناك تأثيرا.. أصبح الإنسان الفاهم الواعي يدرك الإجابة بأن المحادثة بالجوال أثناء القيادة هي من المخاطر المرورية، وحفاظا على سلامتي وسلامة الآخرين يمنع استخدام الجوال.

نصائح السلامة

إذا أردت التحدث بالجوال أثناء القيادة فاقتصر في استخدامه على المكالمات الضرورية،وتذكر الآتي عند استخدامك الهاتف أثناء القيادة:

- يجب أن تحظى القيادة المأمونة بالأولوية،ويجب أن تكون مقدمة دائماً على الرغبة في استخدام الهاتف،فلا تحاول استخدام الهاتف إذا كان ذلك سيؤثر في قدرتك على القيادة.

- قبل إجراء أية مكالمة،تأكد أولاً من حالة حركة المرور وركز بصرك على الطريق.

- اتصل فقط حينما تكون متوقفاً.

- تجنب المشادات الكلامية عند استخدامك الهاتف أثناء القيادة،لأن الانفعالات،إيجابية أم سلبية،تؤثر عكسياً في قدرتك على التركيز،فكن حذرا لمثل هذه الأمور،فإذا تحدثت،فقم بإنهاء المكالمة فوراً أو توقف بالسيارة في مأمن خارج الطريق.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة