Car Magazine Wednesday29/08/2007 G Issue 39
السلامة
الاربعاء 16 ,شعبان 1428 العدد39

الإسعاف الطائر
لإنقاذ ضحايا حوادث الطرق

* إعداد: محمد موسى البسيط *

الإسعاف الجوي هو طائرة تحتوي على سرير طبي، مجهزة بشكل كامل بمعدات طبية للعناية بالمرضى، وعلى متنها طاقم طبي للإشراف على نقل المريض من مدينة لأخرى، بغض النظر عن المسافة.

ويقدم الإسعاف الطائر العديد من الخدمات لتتوافق مع حالة المريض الطبية، حيث يقوم بنقل المصاب أو المريض منذ أول لحظة حتى آخر لحظة من دون أي قلق أو عناء. وهذه الطائرة سواء كانت عادية أو عمودية مجهزة بأحدث المعدات الطبية اللازمة للعناية بالمرضى بمرافقة أخصائي التمريض المرخص قانونياً وأخصائي العناية المركزة، حيث يكون هناك مهبط للطائرة العمودية بجانب أو فوق مبنى المستشفى، أما الطائرات العادية فإنه يتم نقل المصاب أو المريض إلى المطار بواسطة سيارة الإسعاف ومن ثم ينقل بالطائرة إلى الوجهة المطلوبة.

في الحالات الحرجة التي تتوقف فيها حياة الإنسان على سرعة إنقاذه ويكون الزمن عنصراً حيوياً في سباق إنقاذ الحياة، وفي أحوال كثيرة، لا يجري فقط نقل المريض إلى أقرب مركز طبي لتقديم العلاج المناسب أو إجراء الجراحة التي يحتاجها، بل يتم إسعافه وإنقاذ حياته داخل سيارة الإسعاف الأرضية أو طائرات الإسعاف المجهزة طبياً للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة. وقد استخدمت الطائرات في أعمال الإسعاف والإخلاء الطبي والإنقاذ أول الأمر للأغراض العسكرية فقط.

وفيما بعد دخلت القطاعات المدنية عند حصول حوادث الطرقات وأثناء الكوارث والحرائق وللبحث عن المفقودين وإنقاذهم.

الساعة الأولى

وتعتبر الساعة الأولى التي تلي وقوع الحادث الوقت الأمثل لإنقاذ الحالات الخطرة، وكلما مرت الساعات يتضاءل الأمل في إمكانية إنقاذ حياة المصابين بإصابات خطرة.

وتنقسم عمليات ومهام البحث والإنقاذ إلى قسمين أساسيين: الأول هو البحث وإنقاذ المفقودين أو المصابين نتيجة لحوادث غير معلومة أو مؤكدة الموقع كحوادث الطائرات والسفن والتائهين في الصحراء والجبال، أو حوادث معلومة الموقع مثل الحرائق وحوادث الطرقات والأعاصير والزلازل.

أما القسم الثاني فتنحصر مسؤولياته في إخلاء المصاب من موقع الحادث مع تقديم الإسعافات الأولية التي يحتاجها لإنقاذ حياته وتقدير سريع لإصابته لإخبار المستشفى بها.

ويتكون الطاقم الطبي الطائر من مجموعة من المتخصصين على رأسهم طبيب متخصص في علاج الحالات الطارئة للحوادث، وهو تخصص تزداد مسؤولياته ودراساته يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى اختصاصي علاج طبيعي وكسور واختصاصي علاج الصدر والجهاز التنفسي وممرضين قانونيين للحالات الحرجة، ويكون الجميع قادرين على العمل كفريق طبي طائر.

وتتنوع المعدات الطبية المحمولة حسب طبيعة عمل الطائرة وهي:

- أجهزة أولية متنقلة مع الطاقم: وهي أجهزة قياس الضغط وفحص العيون وقياسات النبض والصدمات الكهربائية لتنشيط القلب، ومعدات امتصاص الإفرازات من القصبة الهوائية وتوسيعها مع مجموعة من الأدوات الجراحية. - الأجهزة الثابتة في طائرات الإسعاف: يحتاج المريض الذي سينقل ويجري إسعافه وعلاجه بالطائرة إلى تشخيص سريع لحالته وتحديد إصابته بواسطة أجهزة الأشعة المتوافرة بالطائرة التي تستطيع إجراء فحص الأشعة على أي جزء للمريض.

إضافة إلى أجهزة التحاليل السريعة لمعرفة سيولة ولزوجة الدم ومعرفة نسبة السكر وأي حساسية محتملة للمصاب.

- أدوات مساعدة: وتتضمن أنابيب الأوكسجين المتنقلة والثابتة في الطائرة مع الحمالات والرافعات.

- أدوية ومواد طبية: والمقصود هنا الأدوية المنشطة للقلب والرئة ووسائل حقنها، وأدوية سريعة الاستجابة لإيقاف سيولة الدم أو تجلطه، مع بعض الأدوية المخدرة والمهدئة والمطهرات والمنظفات والأربطة وأقمشة علاج الحرائق والجلود الحساسة.

رقابة دولية

الجدير بالذكر أن مشروع الإسعاف الطائر بدأ العمل به في المملكة في الهلال الأحمر السعودي ومواقع أخرى لتوطين ما يُعرف عالمياً ب(Helicopter Emergency Medical Services) أو اختصاراً ب(HEMS) التي من خلالها تتدخل الطائرات العمودية في مواقع الإصابات لنقل الحالات الحرجة مباشرة إلى مهابط الطائرات في المستشفيات.

وهذه الخدمة تتكامل مع خدمة الإخلاء الطبي الجوي التي من خلالها يتم نقل المرضى من مستشفى إلى آخر حسب المتطلبات العلاجية للمريض المنقول. وتتميز المملكة بمكانتها العالمية وخبرتها الطويلة في أعمال الإخلاء الطبي الجوي العامل في جهاز الخدمات الطبية للقوات المسلحة الذي يُقدم خدماته لجميع المواطنين.

وتؤكد الدراسات أن تفعيل مشروع الإسعاف الطائر سوف يتم في جميع مناطق المملكة وفق خطط علمية مدروسة يتم بموجبها الاستفادة من هذه الخدمة التي ستقلل من نسبة الوفيات بإذن الله تعالى، ولاسيما أن مدة مباشرة طائرة الإسعاف للحادث أسرع بكثير من مباشرة سيارة الإسعاف للحالة المصابة، وخصوصاً في المناطق التي لا يوجد بها مراكز إسعاف.

وشملت خدمات أسطول الإخلاء الطبي الجوي أكثر من (36) مدينة و(60) قرية داخل المملكة، وشملت أيضاً معظم بلدان العالم، حيث شملت (65) مدينة في (34) بلداً خارج المملكة. وتعمل المملكة كما هي دول العالم في هذا المجال بالتعاون مع المعهد الأوروبي للطيران الطبي الذي يحظى بمكانة مهنية عالية في كل بلدان العالم في هذا الخصوص، حيث يقوم المعهد بمراجعة أعمال مقدمي الخدمات الطبية الطارئة المروحية وثابتة الجناح منذ عام 1992م، كما قام المعهد بمراجعة كثير من المؤسسات التي تقدم خدمة الإسعاف الطائر في كل البلدان الأوروبية بغرض اعتمادها ومعرفة مدى ملاءمة التزام هذه المؤسسات بالمعايير التي وضعها المعهد.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة