إذا وجد أحد من هنا أو هناك مَن يراهن على أثر الثقافات الواردة على الأجيال فما عليه إلا أن يجوب بعض الشوارع في بعض مدن بلادنا الغالية.. وبنظرة ذات اليمين أو ذات الشمال ترى أشكالاً عجيبة وغريبة وأنواعاً تأخذ العقل من هذه السيارات.. سوف تندهش أكثر إذا علمت أن 90% من هذه التقليعات على الشباب في عالم ال car ثقافة مستوردة من المشاهدة أثناء السفر والترحال أو من خلال الأفلام والمعارض الدولية. ليت الأمر يتوقف عند التقليع بالسيارة فقط بل التقليع بالعقول والأفهام والأفكار، والأخطر من هذا كله (الانتماء).. الذي تسوق له هذه الثقافات عبر التقليعات.. في ليلة من ليالي الصيف الماتع.. دخلت أحد المطاعم طالباً وجبة على السريع (من هنا جاء اسم وجبات سريعة)، وبينما أنا واقف أنتظر الطلب.. دخل شاب سمين بعض الشيء، وسأصف لكم ما حصل بالضبط.

أخي وحبيبي الشاب صابغ شعره ومفلفله بشكل مرعب.. وعلى صدره صورة لواحد من أبشع المصارعين العالميين.. وقد رسم الشاب وشماً على كتفه لرمز أحد البلدان الأوروبية، وعلى الكتف الآخر نحت علم تلك الدولة.. مباشرة شخصت أبصار الواقفين والقاعدين والآكلين والشاربين فيه.. دخل بشكل لافت، وطلب بشكل لافت، ووقف بشكل لافت، فعلاً الشاب طالب حرش؛ فقلت: (وأنا طالب دعوة)، تقدمت منه ومازحته بطريقة لم يتوقعها، وسبحان الله ما أطيب وأجمل وأحلى أخلاق وقلوب الشباب. والله يا جماعة آسرني بحديثه الماتع، وتحول الوضع إلى زمالة.. وتقابلنا مرات ومرات. الشاهد أن لهذه التقليعات آثاراً خطيرة على شبابنا وشاباتنا.. سواء كانت على السيارات أو على الأيدي أو الألبسة... إلخ.. إنها تحمل.. سموماً من الأفكار والانتماءات الشاذة في العالم، ولأن الشباب طاقة - قوة - عطاء؛ فهو بكل تأكيد يحب التقليعات، وسيظل عاشقاً لها إلى أن يحل البديل. وشكراً لجميع الشباب الذين يبادلونني أعذب التحايا على الإيميل أو عبر الجوال.. وأرجو أن أوفق في إثراء معلوماتهم ومداعبة مشاعرهم، وإلى المزيد من العطاء والقوة والنشاط يا شباب، ولنكن في ميدان يعود عليكم وعلى وطنكم بالفائدة... مع السلامة.