|
|
إشارة حمراء
ورش للغش والتدليس!
عبداللطيف العتيق |
|
ظهرت بعض الورش المحيطة بمحطات الفحص الدوري التي تقوم بأدوار مختلفة من التحايل، وذلك من خلال تأجير بعض قطع الغيار والإطارات والتلاعب في مستوى نسبة الكربون للسيارات لتمكينها من اجتياز الفحص الدوري، محققة من وراء ذلك بعض الكسب المادي المبني على التضليل والخداع، ناسية أو متناسية ما قد ينتج عن هذه التصرفات من حوادث كارثية.
وحتى لو سلمنا بأن من يلجأ إلى الاستعانة بهذه الورش هم عدد محدود من أفراد المجتمع، غير المدركين للنتائج التي قد تترتب على أفعالهم معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فإن ترك مثل هذه الورش بدون مراقبة يهدد سلامة الجميع.
وتكمن أهمية الفحص الدوري للمركبات في أنه يقدم لها الحد المقبول من متطلبات الأمان، ويقلل من مخاطر تعرضها للأعطال، وما قد ينتج عنها من حوادث سببها تلف أجزاء حساسة منها، ولذلك جاءت إلزامية الفحص الدوري للمركبات، وتم ربطه بما يتم من إجراءات على المركبة كتجديد رخصة سيرها أو نقل ملكيتها ونحو ذلك.
وهنا أقدم أربع رسائل، لكل مواطن ومقيم يتعامل أو يلجأ لمثل هذه الورش، أولاها: عليه أن يدرك أنه ربما يكون هو وعائلته الضحية الأولى لهذه التصرفات، وأن يتذكر أن هذا نوع من الغش والخداع، وامتناعه عن التعامل مع هذه الورش هو الوسيلة الأنجع للقضاء على بقاء هذه الورش على قيد الحياة.
والرسالة الثانية: فهي لكل مواطن غيور يملك إحدى هذه الورش، حيث أقول له: عليك مراقبة العمالة التي تعمل لديك، والتأكد من عدم تعريضها المجتمع لويلات الحوادث، فقد تدر مخالفاتهم بعض الكسب المادي، لكنهم، في المقابل سيكونون سبباً في قتل الأبرياء وإصابتهم بعاهات دائمة.
أما الرسالة الثالثة: فأوجهها إلى الإدارة العامة للمرور ووزارة التجارة والجهات ذات العلاقة بأن الأمر لم يعد سرًا، وحق لنا أن نتساءل: أين دور الرقابة والتفتيش؟! وهل ننتظر حتى يأتي أصحاب هذه الورش معترفين بتأنيب الضمير؟! فهذه الورش تستعين بالعمالة المخالفة، وتوظفها على قارعة الطريق لاصطياد مزيد من الضحايا، وسبق أن أرسلنا مصوراً لتوثيق هذه السلوكيات، وكاد المسكين ألا يعود كما ذهب، لولا عناية الله، ثم فراره هارباً بجلده وآلة تصويره من (مافيا) تلك الورش.
ورسالتي الرابعة والأخيرة لوسائل الإعلام بجميع أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة، هي أن عليهم أمانة كشف هذه الممارسات وإيضاحها للمجتمع من خلال طرح مكثف لهذه القضية على بساط البحث بما يتناسب مع مخاطرها.
|
|
|
|
الدكتور صالح التويجري نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر لـ(نادي السيارات): تعيين سموه سيحدث نقلة نوعية في الجمعية مما ينعكس على خدماتها
أهنئ كافة المواطنين والمقيمين وجميع العاملين بالجمعية بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله رئيساً للجمعية
|
*حوار محمد المناع تصوير سعيد الغامدي *
تشكل جمعية الهلال الأحمر السعودي وجوداً ملحوظاً ضمن الأجهزة المعنية بسلامة الإنسان وصحته، ونكاد نلمس هذا الوجود يومياً في العديد من المواقع وخصوصاً عند وقوع الحوادث المرورية المسببة للإصابات البشرية من مختلف الأنواع. وجمعية الهلال الأحمر جهاز على درجة عالية من الأهمية وهي كيان يستجيب لدواعي النمو والتوسع والتطور، كما يجد دائماً دعماً كبيراً من الدولة ليواكب المتطلبات المستجدة بشأن عمله.
(مجلة السيارات) حرصت على إجراء حوار مع نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور صالح بن حمد التويجري الذي كشف لنا بعض الحقائق التي تهم كل غيور على صحة وسلامة المواطن في هذا الوطن الغالي.
* لجمعية الهلال الأحمر جهود مشهودة بوجه عام وخلال مواسم الحج على وجه الخصوص.. ما هي خططكم لمواكبة النقلة التطويرية التي تشهدها منطقة المشاعر المقدسة؟
كعادتها في كل عام تستنفر جمعية الهلال الأحمر السعودي كل طاقاتها وإمكانياتها للتشرف بخدمة الحجيج وقاصدي بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة ضمن منظومة القطاعات الحكومية والأهلية التي تحرص قيادة المملكة على مساهمتها في تهيئة المناخ الملائم لضيوف الرحمن لممارسة وقضاء شعائر العبادات بكل يسر وسلامة.
ومن خلال المتابعة المتأنية لأعداد الحجاج والمعتمرين والزيادة المطردة في أعدادهم كل عام يمكن استشعار حجم وأهمية المساهمة التي تقدمها الجمعية لضيوف الرحمن حيث يمثل موسم الحج ومواسم العمرة أغلب فترات العام تحدياً كبيراً لإدارة الجمعية التي تحرص على وضع الخطط المتكاملة لهذه المناسبات التي تضمن أدق تفاصيل سير العمل في تقديم الخدمة الإسعافية المتخصصة بمهنية عالية وفي مختلف المواقع التي تشهد زحاماً شديداً خلال أداء المناسك. وما يستلزمه ذلك من توفير مختلف المتطلبات الميدانية من فرق إسعافية وكوادر مؤهلة وآليات وأجهزة طبية ووسائل اتصال متقدمة، مع الحرص على تحقيق أعلى درجات التنسيق والتكامل مع مختلف القطاعات التي تسخرها القيادة الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن.
وتستحدث إدارة الجمعية مراكز إسعافية لمساندة المراكز الإسعافية العاملة طوال العام بالإضافة إلى مركز الإسناد الرئيس في مكة المكرمة الذي يعادل في قدراته إمكانيات 10 مراكز وفريق الجمرات الذي يعادل 12 مركزاً وفريقي الضيوف ودعم الأنفاق ويتم سنوياً تشكيل لجنة عليا للإشراف على الخدمات خلال موسم الحج تنبثق منها مجموعة من اللجان التالية:
لجنة الخدمات الإسعافية
لجنة الخدمات المساندة
لجنة العلاقات العامة والإعلام
لجنة الخدمات المالية
جنة المتابعة والتقييم
أمانة الحج
* تعددت مناطق المملكة التي تستقطب أعداداً متزايدة من الزوار سواء على مستوى الجذب السياحي أو قضاء الإجازات.. هل واكب الهلال الأحمر هذه المستجدات على مستوى المجتمع المحلي؟
ما تشهده المملكة خلال إجازة الأعياد أو الإجازة الصيفية من حراك سياحي تواكبه الجمعية من خلال دعم المراكز الإسعافية القريبة من مواقع الأحداث إضافة إلى تخصيص فرق اسعافية لحضور المهرجانات والاحتفالات من مثل مهرجان جدة ومهرجان أبها وغيرها من المهرجانات في جميع انحاء المملكة اضافة إلى رفدها بالكوادر المؤهلة بما يمكن هذه المراكز والفرق من أداء مهماتها على الوجه الأكمل ويواكب الأعداد المتزايدة من الزوار لتلك الأماكن.
* التوسع العمراني في مناطق ومدن المملكة.. هل يصاحبه توسع في نشاطات الجمعية؟
ضمن خطة الجمعية السنوية يدخل افتتاح عدد من المراكز الاسعافية الجديدة وفق دراسة مركزة ومسح ميداني يرصد ذلك التوسع ويحدد الحاجة الحقيقية لإنشاء مركز اسعافي جديد من خلال مراعاة الكثافة السكانية إضافة إلى اشتمال المسح والدراسة للطرقات وكثافة استخدامها لتحديد مدى احتياجها لمراكز اسعافية جديدة ولا يمر عام دون افتتاح مراكز اسعافية جديدة لمواكبة التوسع الحاصل. وقد تم افتتاح 41 مركزا هذا العام.
* كيف يرى سعادتكم الثقة الملكية بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيساً لجمعية الهلال الأحمر السعودي وكيف سيكون أثرها على الأعمال التي تقدمها وتقوم بها الجمعية في الداخل والخارج؟
قرار تعيين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله رئيساً لجمعية الهلال الأحمر السعودي سيرفع من مستوى الخدمات والأعمال التي تقوم بها جمعية الهلال الأحمر السعودي والمنتشرة على ارض هذا الوطن الغالي فتعيين سموه سيساهم بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية سواء فيما يخص الإغاثة أو فيما يخص الخدمات الاسعافية التي تقوم بها الجمعية ولاسيما أن الجمعية في تطور مستمر عاماً بعد عام في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وفي ظل رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز لجمعية الهلال الأحمر السعودي والذي يعد قرار تعيين سموه مكرمة من خادم الحرمين الشريفين لأبنائه في جمعية الهلال الأحمر السعودي بأن أصبحت رئاسة الجمعية بمرتبة وزير وليست بالدرجة الممتازة كما جرت في الأعوام الماضية وهذا ما يعكس حرصه حفظه الله على الخدمات والأعمال التي يقوم بها هذا القطاع الإنساني ولاسيما أن هناك توجهاً واضحاً من سموه فيما يخص نشاطات الجمعية والفئات التي تخدمها من مواطنين ومقيمين وخاصة أننا على وشك بدء موسم الحج حيث سيسعى سموه إلى افتتاح عدد كبير من المراكز الاسعافية في السنوات القليلة القادمة لتصل الخدمة الاسعافية إلى جميع المواطنين والمقيمين في أرض هذا الوطن الحبيب.
* إلى أي مدى استفاد الهلال الأحمر من الثورة التقنية لخدمة العمل الاسعافي وبخاصة الاتصالات والخرائط الرقمية؟
عملت الجمعية على ايجاد عدد من شبكات الاتصال اللاسلكي موزعة في جميع أنحاء المملكة في محاولة منها لتغطية أكبر مساحة ممكنة وتوسيع نطاق الاستجابة لطلبات الخدمات الطبية والاسعافية إلا أنها بقيت بحاجة لقدرات وامكانيات لكي تتمكن من تغطية أرجاء المملكة بشبكة اتصال بمراكز الاسعاف والسيارات. إلا أن تطوراً كبيراً جعل شبكة الاتصال اللاسلكي تغطي كافة انحاء المملكة كما وسعت كل منطقة من المناطق التي يوجد فيها فروع لجمعية الهلال الأحمر من نطاق تغطيتها اللاسلكية وأصبحت غرف العمليات في هذه الفروع قادرة على الارسال والاستقبال لمسافات طويلة وذلك بوضع أبراج لتقوية الاتصال تعمل بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي.. واصبح للرقم (997) انتشار كبير بحيث ترسخ في أذهان الجميع ومتوفر في أي لحظة حيث تتلقى المراكز طلبات الاسعاف منه وتبادر لتوجيه أقرب مركز اسعافي إلى الحالة وتتم متابعة السيارة من خلال مركز العمليات الذي يتابعها من خروجها حتى عودتها إلى المستشفى حاملة الحالة الاسعافية، وحالياً هناك مشاريع في أطوارها النهائية لتطبيق تقنية متابعة سيارة الاسعاف على الخارطة الرقمية في كل من جدة والرياض والشرقية.
* ما مدى التنسيق بين الهلال الأحمر والقطاعات الأخرى التي تتكامل أدوارها معه كالمرور والبلديات وغيرهما؟
التنسيق بين الهلال الأحمر ومختلف الجهات ذات العلاقة بنشاطه أمر قائم ومستمر ولا يكاد يوجد نطاق عمراني تابع لبلدية ما في أي حي من أحياء مدن ومحافظات المملكة إلا ويتوفر فيه مركز اسعافي مجهز وعلى استعداد دائم لتلبية الحاجة اليه ولا شك ان علاقة وطيدة تربط بين الهلال الأحمر السعودي وإدارات المرور المنتشرة في أنحاء المملكة والتعاون بينهما على أعلى درجات الفاعلية سواء في تقديم الخدمة الاسعافية للحوادث أو من خلال البرامج المشتركة لهذه الجهات مع الهلال الأحمر السعودي وكذلك التنسيق مع المستشفيات الحكومية منها أو الخاصة والدفاع المدني وأمن الطرق وغيرها من الجهات الصحية والأمنية قائم وفعال وجميع هذه القطاعات على اطلاع واسع بدور الهلال الأحمر وتتقاطع في نشاطاتها مع العديد من نشاطات ومهمات الهلال الأحمر.
* تعددت الجهات التي تقدم الخدمات الاسعافية للمصابين.. هل يتم التنسيق فيما بينها والهلال الأحمر لمنع التضارب؟
(997) هو الرقم الأساسي الذي يأتي من خلاله التبليغ عن وجود حالة بحاجة للاسعاف ولا يوجد رقم آخر لجهة أخرى والهلال الأحمر هو الوحيد المخول بتقديم الخدمة الاسعافية من خلال مراكزه التي أصبحت تغطي أنحاء المملكة وأعمال التوسع جارية تلبية للزيادة السكانية وانتشار الطرق المعبدة. أما أن يقوم المستشفى مثلاً بنقل حالة من مستشفى إلى غيره من المستشفيات فهي ليست من الحالات الطارئة بقدر ما هي حالات تستدعي وجود طبيب إلى جانبه ولا يتطلب تدخل الهلال الأحمر.
* نأمل إلقاء الضوء على الاحصاءات السنوية للحالات الاسعافية التي تقدمها الجمعية في إنقاذ مصابي الحوادث المرورية؟
إن حجم الخدمات الإسعافية التي تقدمها كافة مراكز الجمعية بمختلف مناطق المملكة يتضح من خلال الإحصائيات السنوية الاجمالية الصادرة عن العام 1426هـ وقريباً تصدر احصائيات العام 1427هـ وهي خدمات الاسعاف التي يقدمها الهلال الأحمر والتي تمثل الحوادث المرورية جزءاً منها إلا أنه جزء كبير. وحسب احصائية العام 1426هـ بلغ مجموع الحالات المنقولة عن طريق فرق الاسعاف 136.980 حالة وعدد من تم خدمتهم في الموقع دون نقلهم إلى المستشفيات: 32.038 حالة، وقد كان إجمالي تلك الحالات 225.455 حالة والحوادث المرورية جزء مهم منها.
* نسمع عن توجهات بالسماح للقطاع الخاص بالمشاركة في العمل الاسعافي ماذا تم بشأن ذلك؟
هناك دراسات تطرح هذه الأفكار.. أما نحن في الهلال الأحمر السعودي ما يهمنا هو ان نبقى على اتم الاستعداد والجاهزية لتقديم أفضل خدمة وفي اسرع وقت وان نطور من قدراتنا في هذا المجال.. وبشأن أفكار دخول القطاع الخاص في هذا المجال فنعتقد ان نشاط القطاع الخاص هو نشاط ربحي ودخوله هذا المجال يبقى هناك صعوبة في تطبيقه على أرض الواقع إلا ان كان المقصود مساهمات القطاع الخاص في رفد ودعم نشاطات الهلال الأحمر فإن ذلك حاصل وبشكل يؤكد على الحس الوطني العالي لدى الجميع.
* يلاحظ غياب دور الهلال الأحمر فيما يتعلق بالوعي التثقيفي والإعلامي للمواطن والمقيم في الحالات الاسعافية عموماً والحوادث المرورية خصوصاً.. ما سبب ذلك؟
بالعكس تماماً فجمعية الهلال الأحمر السعودي يدخل في صلب رسالتها الجانب التوعوي والتثقيفي للمواطن والمقيم حيث تنص رسالتها على (تقدم جمعية الهلال الأحمر السعودي الخدمات الطبية والاسعافية المتطورة والسريعة بكفاءة عالية للمواطنين والمقيمين في المملكة في الظروف العادية والكوارث وتساهم في رفع مستوى الوعي الصحي كما تشارك في أعمال الإغاثة داخل المملكة وخارجها، وذلك بما يتفق مع القيم، والأحكام الإسلامية والأصول المهنية ونظامها الأساسي.
وتحرص الجمعية على إبراز دورها الإنساني، وتوطيد العلاقة مع الجمهور والجهات الأهلية ذات العلاقة بنشاطها محليا وعالمياً، وتهتم أيضا بالحفاظ على منسوبيها بتدريبهم وتأهيلهم وتحفيزهم).
وتتعاون الجمعية مع مختلف الوزارات والقطاعات في سبيل نشر التوعية الاسعافية ويأتي في هذا السياق المشروع الوطني للتثقيف والتوعية الاسعافية، حيث ضمت اللجنة القائمة على هذا المشروع أكثر من 12 وزارة ومؤسسة اجتماعية بالإضافة إلى باقة من رواد القطاع الإعلامي في مختلف مناطق المملكة والقطاع الخاص ويهدف المشروع لايصال المعلومات الاسعافية الضرورية لكل منزل ومركز عمل وتسليح المواطن والمقيم بالمهارات الاسعافية اللازمة ليتصرف بالشكل الصحيح عندما تدعو الحاجة.. وهو واحد من مشاريع عديدة أطلقتها أو ساهمت بها جمعية الهلال الأحمر السعودي وتتضمن آليات هذا البرنامج مجموعة من برامج التدريب المكثفة والقصيرة وحقيبة توعوية وتثقيفية تتضمن CD وكتيب ارشادي وحقيبة اسعاف إلى جانب برنامج الأمير نايف للاسعافات الأولية الموجه للجمهور ومنسوبي القطاع الحكومي والقطاع الخاص بالاضافة لطلبة المدارس وبلغ عدد المستفيدين منه (200.000) متدرب ومتدربة في مختلف مناطق المملكة.
* لماذا لا تتجه الجمعية إلى النشء في مواقع الدراسة لتدريبهم ورفع مستوى وعيهم الإسعافي؟
الجمعية تقوم في هذا المجال بنشاطات مكثفة من تنظيم المحاضرات وزيارات ونشاطات كثيرة تهدف إلى التعريف بدور الهلال الأحمر السعودي وتعميق أواصر العلاقة بين الجمعية ومختلف شرائح المجتمع التي يعتبر النشء من ابنائنا وبناتنا من أهم الشرائح التي يستهدفها النشاط التوعوي والذين يمثل الاتجاه إليهم مراحل دراسته بهذا الجانب كواحد من أهداف المشروع الوطني للتثقيف والتوعية والاسعافية.
* ما التجهيزات الأساسية لسيارات الاسعاف؟ وما نوع المساعدة الاسعافية التي تقدمها وفقاً لهذه التجهيزات؟
تلعب سيارة الاسعاف بتجهيزاتها دوراً رئيساً في انقاذ واسعاف المصابين والحفاظ على حياتهم بإذن الله ريثما تصل إلى المستشفى ليتولى الحالة المنقولة ولذلك فإن السيارة أشبه ما تكون بغرفة عناية متنقلة حيث إنها مزودة بأجهزة طبية حديثة مثل جهاز قياس العلامات الحيوية وجهاز الرجفان البطيني الاتوماتيكي (جهاز الصدمات) وطقم التنبيت بكامل معداته، فضلاً عن الجبائر بمختلف أنواعها وغير ذلك من المستلزمات.
* كيف تتم الرقابة على سيارات الاسعاف لضمان وصولها بأسرع وقت ممكن من زمن البلاغ عن الحادث؟
من أول اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الجمعية حفظه الله هي استثمار التقنية على أكمل وجه بما يساعد في تقليل زمن الاستجابة مثل الخرائط الرقمية وأجهزة الاتصالات الحديثة التي يأتي من ضمنها عملية مراقبة سيارة الإسعاف عن طريق غرفة العمليات التي تتلقى طلب الاسعاف وتحدد موقعه وتسارع إلى توجيه أقرب مركز اسعافي للحادث بارسال سيارة الاسعاف مع الكادر المؤهل إلى موقع الحدث وريثما تصل وتعود إلى المستشفى تتم متابعتها بدقة من غرفة العمليات لاسلكيا لمعرفة التطورات لحظة بلحظة وهذه المتابعة ستدخل قريبا مرحلة الخارطة الرقمية. بحيث تزداد سرعة وصول الحالة إلى المستشفى بالوقت الاسرع والتمكن من الاستفادة من الدقائق العشر الأولى او العشرين الاولى لوقوع الحادث أو الاصابة بالشكل الأمثل لمساعدة المصاب.
* حسب المعايير العالمية فإن زمن الاستجابة للحالات الاسعافية يتراوح بين 9 10 دقائق.. ماذا عن الاستجابة لديكم؟ ولماذا؟
ان حضور فرق الاسعاف المختصة إلى موقع الحادث او الحالة الطارئة يستغرق فترة من الوقت لذلك تؤكد الأوساط الطبية على أهمية وتأثير الدقائق العشر او العشرين الأولى لوقوع الحادث او الحالة الطارئة على أية مضاعفات يسببها أي تصرف خاطئ خلال هذه الفترة على المصاب، لذلك سميت ب(الدقائق الذهبية) والاستجابة في الهلال الأحمر السعودي نحاول جاهدين ان لا تخرج عن المعايير العالمية ولا تبتعد عنها في زمن الوصول إلى الحالة.
إلا ان ذلك غالباً يعتمد على المبلِّغ ودرجة وعيه بأهمية اعطاء المعلومات بشكل صحيح ودقيق في وصف الحالة ومكانها وزمانها فإذا تكاملت عناصر التعاون مع الهلال الأحمر السعودي فإن زمن الاستجابة سيكون إن شاء الله جيداً وتجارب كثيرة لأناس وقعت لهم إصابة أو حوادث تشهد بكفاءة الاستجابة وبزمن قياسي ومثالي من قبل الهلال الأحمر السعودي والمشروع الوطني للتثقيف والتوعية الاسعافية يولي هذا الجانب أهمية كبرى من خلال اعتبار ان الشخص الموجود في مكان الاصابة او الحادث يمكن ان يحدث فرقاً في تخفيف حدة الاصابة والمضاعفات من خلال تصرفه السليم والصحيح من خلال تسلحه كمواطن بالمهارات الاسعافية اللازمة بالشكل الصحيح عندما تدعو الحاجة ريثما يصل الفريق الاسعافي.
* هل هناك تنسيق مسبق مع أقسام الطوارئ لاستقبال الحالات الاسعافية قبل وصولها؟ وهل بالامكان اخذ التعليمات الطبية من ذوي الاختصاص أثناء الاسعاف؟
لقد وزعت الجمعية أجهزة اتصال لاسلكي إلى جميع المستشفيات وهناك تنسيق كامل إذ إنه يجري تبليغ المستشفى المقصود أثناء القيام بنقل المصاب وتتم المتابعة مع قسم الطوارئ ريثما يتم الوصول اليه ويتم تسليم الحالة ويوقع المستشفى بالاستلام وتولي الحالة وإذا استدعت الحاجة فإن المسعف يكون على اتصال مع المختص في المستشفى لأخذ التعليمات الضرورية ريثما يصل إلى المستشفى ويقوم المسعف على تولي تقديم كل ما هو ضروري للمصاب ريثما يصل إلى المستشفى.
* ما مستوى التأهيل والتدريب الذي يلقاه طاقم الاسعاف العامل في سيارات الهلال الأحمر مقارنة بالمعايير العالمية؟
يخضع المسعفون إلى برامج تأهيل وتدريب عالية المستوى مثل:
برنامج المسعف المتقدم: حيث أطلقت الجمعية هذا البرنامج عام 1419هـ بهدف السعي لتدريب طواقمها الاسعافية والرفع من قدراتهم بالتعاون مع المراكز والمعاهد ذات الخبرات المتقدمة في الولايات المتحدة الامريكية وطوّر هذا البرنامج وزادت مدته من سنة الى سنتين لتغطية كامل مناهجه النظرية والتطبيقية التي تكفل للخريجين أداءً عالياً.
برنامج اختصاصي في الاسعاف الطبي (الباراميدك): ويعتبر هذا البرنامج من أكثر البرامج تقدما من حيث المستوى والتأهيل في مجال الخدمات الطبية الاسعافية الطارئة وقد تم ابتعاث الملتحقين بهذا البرنامج الى كندا وأمريكا للدراسة والتدريب لبرنامج المتخصص وكذلك ابتعاث مجموعة مختارة من المسعفين للدراسة والتدريب للحصول على شهادة البكالوريوس في طب الطوارئ وينتظر أن يعودوا لأرض الوطن قريباً ليتم سد النقص بالكفاءات الوطنية الخبيرة في مجالها وفي الوقت الحاضر تعقد تحت مظلة هذا البرنامج لمنسوبي الجمعية دورتان في كل من منطقة الرياض ومكة المكرمة لمدة سنتين ونصف متضمنة أهم وأحدث العلوم والنظريات في مجال الخدمات الطبية الاسعافية في العالم. إلى جانب العديد من الدورات المستمرة والدورية لزيادة الخبرات والكفاءات في تقديم الخدمة الاسعافية. إضافة إلى ذلك فإنه يوجد عدد لا بأس به من الأطباء المتخصصين في الخدمة الاسعافية وكذلك برامج الكليات الصحية التابعة لوزارة الصحة التي تخرج كوادر عالية التأهيل للعمل في المجال الاسعافي.
* هناك اتهامات للهلال الأحمر بأن دوره يقتصر على نقل المرضى والمصابين دون تقديم خدمة اسعافية لهم.. ما ردكم على ذلك؟
الاحصائيات وشهادات الشكر والتقدير المتوالية من مؤسسات وأفراد في الداخل والخارج لأفراد الهلال الأحمر والمسعفين بشكل خاص تؤكد ما يقدمه المسعفون من خدمات جليلة.. واسعاف المصاب بالطريقة الصحيحة والمناسبة لوحده يشكل خطوة رائعة وصحة طريقة النقل تبرهن تقديم الخدمة الاسعافية المناسبة دون ان تحدث أية مضاعفات نتيجة للخطأ الذي يقع فيه المسعف الذي لا يمتلك خبرة وكفاءة مسعفي الهلال الأحمر.
* يلاحظ عدم مشاركة العنصر النسائي في الأطقم الاسعافية.. هل لديكم خطط للإفادة منه؟
في الجمعية لا يقتصر التدريب على الرجال حيث تقوم أقسام التدريب النسائي التي تم افتتاحها منذ عام 1420هـ في كل من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة بتدريب النساء بالإضافة الى التدريب بالتعاون مع القطاعات الصحية في كل من المنطقة الشرقية والقصيم.
وتحرص أقسام التدريب النسوي كذلك من خلال تبنيها لمشروع (مسعف العائلة) على تأهيل شخص داخل كل عائلة للقيام بمهام الاسعاف الأولي مع التركيز على الأمهات في هذا المشروع اضافة الى حرص هذه الأقسام على عقد الدورات التدريبية والمحاضرات التوعوية الموجهة للوسط النسائي وكذلك تصدر المطويات والكتيبات التعريفية والتثقيفية.. كما يولي برنامج الأمير نايف للاسعافات الاولية اهتماما بالغا بتطوير قدرات المدربين والرفع من أدائهم واكسابهم المزيد من التأهيل والخبرات في هذا المجال من خلال برنامج إعداد المدرب الموجه للرجال والنساء ففي برنامج الأمير نايف للاسعافات الأولية بلغ عدد المستفيدين والمستفيدات منه (200.000) متدرب ومتدربة بالإضافة الى ما يتجاوز 250 مدربا ومدربة في مختلف مناطق المملكة.
وكذلك فإن آليات المشروع الوطني للتثقيف والتوعية الاسعافية موجهة الى الرجال والنساء على حد سواء.. والكثير من البرامج الأخرى التي تؤكد التزام واهتمام الجمعية في العنصر النسائي إدراكاً منها لمدى أهمية الدور النسائي في مجالات نشاطاتها الاسعافية.
* استخدام الطيران العمودي إحدى الوسائل الفاعلة في العمل الاسعافي.. هل هناك توجه للاستفادة منه في المملكة؟
لقد تم تدشين أول الطائرات في هذا المجال خلال موسم الحج للعام 1426هـ حيث ساهم الاسعاف الطائر بنقل العديد من الحالات خلال يومي التاسع والحادي عشر من ذي الحجة وبزمن قياسي لعملية النقل الى المستشفيات المتخصصة لم يتجاوز (5) دقائق في نقلة كبيرة للمستوى النوعي والزمني لعمليات الطوارئ على المستوى المحلي.
وهي تشكل خطوة مهمة في توفير هذه الخدمة الضرورية لتغطي مختلف مناطق المملكة، والجمعية تجد تفهماً مشكوراً من المسؤولين في وزارة المالية وعلى رأسهم معالي الوزير ونتوقع إن شاء الله نشر هذه الخدمة في مناطق أخرى في المملكة قريباً ، خصوصاً أن هناك اهتماماً واضحاً من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الجمعية من أجل تعميم هذه التجربة التي أثبتت نجاحها في العام الماضي وساهمت بشكل كبير في إنقاذ بعض الأرواح البشرية في مدة قصيرة.
* يلاحظ انتهاز بعض السائقين فرصة وجود سيارة الاسعاف كي ينطلق خلفها أو أمامها متجاوزاً الآخرين مما يؤخر وصولها الى موقع الحادث في الزمن المطلوب.. هل من تنسيق مع الجهات المختصة لتلافي مثل هذه السلوكيات؟
طبعاً التنسيق مستمر مع إدارات المرور واعتقد ان المهم في هذا الأمر ان يعي السائق أهمية دوره في الافساح لسيارة الاسعاف الى موقع الحادث في الزمن المطلوب لما لذلك من أهمية في انقاذ حياة المصابين.
* العمل الاسعافي في الدول المتقدمة يحرص على تكوين قاعدة تطوعية واسعة من الأفراد للإفادة من جهودهم وقت الحاجة.. هل لديكم تجربة في هذا الصدد؟
المتطوع هو الشخص الذي يقدم خدمة اجتماعية أو إنسانية بدافع من حبه لوطنه ومجتمعه ورغبة في المشاركة في الأعمال الانسانية لدفع اخطار الكوارث والحوادث من دون مقابل مادي يرجوه من وراء ذلك.
كما أن موضوع التطوع يحظى باهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الجمعية ولا سيما أنه يأتي ضمن رسالة الجمعية الإنسانية ، وقد قامت الجمعية بتبني مفهوم استقطاب وتدريب المتطوعين واستقطبت الجمعية منذ اطلاق هذا البرنامج ما يزيد على 1500 متطوع ومتطوعة اجتازوا جميعهم الدورات التدريبية التأهيلية وشارك منهم بفاعلية ما يزيد على 300 متطوع ومتطوعة خلال موسم الحج والعمرة ويشارك حاليا العديد منهم في مساندة نشاطات المراكز الاسعافية للجمعية في المملكة وقد تم إعداد خطط لتفعيل مشاركتهم واستقطاب المزيد منهم من مختلف مناطق المملكة وفي إطار دعم برامج التطوع واستقطاب المزيد منهم يعتزم ان يشهد شهر صفر المقبل انعقاد مؤتمر التطوع تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي ينتظر ان يثمر نتائج طيبة في هذا المجال.
* إلى جانب الدعم الذي تقدمه الدولة.. ما المصادر الأخرى لتمويل الجمعية؟
وفقاً لنظام الجمعية الأساسي وبهدف تنويع مصادر دخل الجمعية فإن الجمعية تقوم بتشجيع تبرعات المواطنين وقبولها لمساندة ما تقوم به الجمعية من خدمات، إضافة الى العمل على ايجاد إدارة لتنمية الموارد وتطوير وتعميم فكرة أصدقاء الهلال الأحمر والاتفاق مع القطاع الصحي الأهلي لنقل الحالات الطبية المحولة واستثمار مرافق الجمعية ذات المواقع الاستثمارية والشراكة في مشاريع استثمارية ذات ارتباط بمتطلبات خدمات الجمعية.
* ما هي أبرز العوائق التي تواجه الجمعية في أداء المهام المنوطة بها؟
لعل مسألة نقص المراكز الاسعافية والكوادر الكمي والنوعي وبخاصة المؤهلة تأهيلاً عاليا ما تزال من أهم العوائق التي تعمل الجمعية على تلافيها من خلال برامجها لتغطية النقص الحاصل سواء من خلال البرامج التي تنظم داخل المملكة او من خلال برامج الابتعاث الى الخارج لتتم الدراسة في أرقى الجامعات المتخصصة في هذا المجال ونأمل ان تشهد السنوات القريبة القادمة نقلة نوعية في هذا المجال من خلال الدعم الذي تجده الجمعية من قيادة هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم.
|
|
|
|
