عالم السيارات عالم مليء بالأفراح تارة وبالأحزان والأتراح تارة أخرى وبالمفاجآت والتغييرات التي لا تنقضي ولا تنتهي حتى تتوقف مصانع السيارات عن الإنتاج ويتعطل العقل البشري عن الابتكار, ويبدو أن إثارة الجانب المأساوي في ميدان السيارات قد أثار الكثير من الشجون، ترافقه جملة من القضايا التربوية والفنية والمهنية قد ولد عند الكثيرين من قراء هذه المجلة ردود فعل واسعة.. ولست هنا بصدد الرد على أكوام الرسائل، وما تحمله من أفراح وأتراح وتساؤلات ونقاشات واستهبالات، المهم أن فكرة افراد مجلة خاصة بالسيارات ضمن اصدار أسبوعي فكرة مميزة وآتت ثمارها.. لأنها بالفعل تلامس أداة عصرية ترافقنا أكثر من أهلنا بل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الأسرة الواحدة وهذه اشارات سريعة معكم ليست سرداً لكل ما هو موجود لكنه تفاعل مع الممكن.
- الأخت أم شهاب.. التي أصيبت بحالة كره شديدة لكل ما هو سيارة لأنها فقدت ثلاثة من أحبابها وهم فلذات كبدها في حادث مؤسف.. أقول لها ولغيرها ممن مضت عليهم أقدار خالقهم وكانت السيارة سبباً: لا تقسوا على السيارة فإنها جماد والحمد لله على كل حال.
- الأخ ن. م: صاحب الرسالة الأطول حجماً وكماً وكيفاً.. الأسلوب الذي كتبت به الرسالة راقٍ جداً ويبشر بقلم واعد.. والهداية يا بني هي منحة ربانية وهبة إلهية ولها أسبابها ومقوماتها وإذا كانت سيارتك سبباً في هدايتك فهذا من الأسباب التي أجراها الخالق وإلا فنفسك مهيأة للخير أتمنى أن تكون سيارتك في المكان اللائق بها، وجعلها الله لنا ولك ولجميع أحبابنا عوناً على طاعته، واستخداماً في الخير.
- الأخت صاحبة المآسي مع الأولاد المصرقعين والأب المهمل.. هذا واقع مؤسف نراه كل يوم في ملحمة من البلايا بين الحديد والنار وأجساد البشر.. تصور الأب أن الطفل صاحب العشر سنوات أصبح رجلا ولابد أن ينزل بالسيارة تحت فكرة (خليه يتعلم ولد جارنا أبوه معطيه المفتاح 24 ساعة) تهور وجنون وسفه، لأن المراهق يفهم من السيارة أمور.. منها - التحدي - التفحيط - الدوران - ابراز العضلات.. الخ.
أخي الأب.. ماذا قدمت لولدك من ثقافة ناضجة تجاه تعامله مع السيارة.. إذا كان أجدادنا يعلمون أولادهم فن التعامل مع الدواب (البعير والحمار) فكيف والسيارة لا تدل دربها.
وأخيراً، الاخ سلطان الشهري: قضية وجود عبارات تدعو للعصبية القبلية على السيارات أمر في غاية الخطورة ووضع رمز لكل قبيلة يدل عليها عودة إلى حياة الجاهلية، ولا بد من حزم في هذا الإطار.. لأننا أمة واحدة.. وحد ك اننا المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز على أساس متين من شريعة سمحة، وسار أبناؤه على نهجه، فهذا يجب أن يستأصل من جذوره وأبشرك سوف يتم هذا في القريب العاجل.
وأعتذر لكل من لم نستطع الاشارة إليه لكن أشهد الله على احترام الجميع وحبهم في ذاته، وكلنا في طريق واحد أساسه رضا الله وهدفه رفعة شأن وطننا وخدمة اخواننا... وإلى اللقاء.
