يعدُّ الشأن الثقافي بمحتوياته العلمية والتاريخية والفلسفية احتياجاً لازماً ظللنا فاقديه منذ قرون كثيرة.
ولقد عمل الكثير من المخلصين على سدّ الرتق بمختلف الوسائل، والدكتور راشد المبارك هو أحد العاملين في هذا الاتجاه، كنت وما زلت واحداً من طلابه عرفت منه معنى الكم وارتباطه بالفكر والاجتماع.
وأحاديثه فن متميز قل أن نجد لها مثيلاً، ففيها الفن شعراً وموسيقا ورسماً وخطاً وتمثيلاً وبناءً كونه جزءاً من حياة الإنسان لا ينبغي تجاهله أو التفريط به. وهو ما نجده ماثلاً في مؤلفاته أدباً وعلماً وشعراً، والتأليف بين قلوب المختلفين سمة لا ينهض بها غير القليل من الناس، هو أحدهم.
ليس مهماً أن نتفق، ولكن أن يفهم بعضُنا البعض الآخر هو الضروري.
ومن أقواله، دعونا مختلفين ولكن دعونا لا نسعى للتحارب بسبب اختلافاتنا، ومما فهمت منه أن الإسلام بحضارته كان وسيبقى اضاءة في تاريخ الإنسان ودعوةً للتبادل الحضاري والثقافي بما مثّله من استفادة وإفادة لكافة الشعوب والأمم، وهو غير منغلق إلا على من اغلقوه على أنفسهم دون غيرهم.
وحبُّه للخير ومساعدة المحتاجين ونكران الذات سمات نسمع عنها كثيراً ولكن قلّ أن نراها إلا في أشخاص من مثله وهو مدعو للظهور، فالمجتمع والأمة بأمس الحاجة إلى من هو مثله.
كلية العلوم - جامعة الملك سعود