Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
فضاءات
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 
أجراس العودة لن تقرع
سارة عبدالله الزنيدي

 

 

قبل أن أبدأ....

أقول: أن لا تنهزم أبداً فهذا لا يعني بأنك تنتصر دوماً! لعلك لم تتحد أحداً بالأصل!

حينما كنت أسحب قدميّ في أرض المطار كنت أفكر بأشياء عديدة حقيبة يدي، أوراقي،

محفظتي، أشياء ربما تافهة لكنها تهمني..

تذكرت أني لم أقم بتأكيد رحلتي فاتجهت لأحد الإخوان هناك..

الجميل هنا والذي أريد ذكره بأن هذا الموظف تفاعل معي جداً لدرجة الإعجاب، وربما لأني أذكره بأخته أو زوجته أو والدته طلب مني أن أخزن رقم جواله بالطبع لم يكن القصد غير شريف ولكنه وكما أوضح هو كيّ يطمئن عليّ ياااه كم هو مخلص هذا الموظف؟!!

وكأنه حولني من شخص بسيط منصب في واقع فعلي إلى شخص آخر يطل على هذا الموقف من خلال ثغرة بسيطة..!!

واقعياً توجد ثغرة مبررة بالجدار..., نسميها نافذة, ويسميها السجين دليل العالم الخارجي!

ولأننا في معتقل كبير؛ نحب أن نلتصق بقضبانها دائماً...

عندما أمارس هواية النظر خلف أسوار المِلكية أرى عيوناً باكية وثغوراً باسمة تتناقض بنفس الوجه! هي قمة الصبر وقمة اليأس! هي مواطن عربي ووطن عربي....

يعيش كل واحد في الثاني لا عليه! الأول عليه الكفاح والثاني عليه تحمل التجارب الفاشلة!

يسألني أحدهم لماذا أنظر من خلف النافذة؟

فأسأله كيف أستطيع أن أنظر من أمامها؟!

ونصمت كلنا... أنا وهو والنافذة!

وبعد فترة قصيرة تأتي حرب - معلنة!- ويعد كل بيت أبناءه للموت!

في تلك الفترة أنظر إلى العبارات على الجدران...

مسحت عبارة (علفيّ يتحدى الجميع) مسحها (علفيّ) نفسه!

وكتب بجانبها (النصر أو الشهادة) والخيار الثاني هو المفضل للجميع... لأنه الخيار الواقعي!

تكون النتيجة عكس مقولة ( الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود)

(الميت فيها شهيد والناجي منها إرهابي!!) وهكذا يحتفل كل بيت باستشهاد ابنهم!

يقولون إن الأبطال لا يموتون..... إنهم يختفون فقط!

وأكثريتهم يجيدون الاختفاء إلى حد الموت!

انتهت الحرب... سقط العراق وقتل صدام!

أمة واحده ذات رسالة خالدة,,, أصبحت (أمة فاشلة ذات رسالة خائبة)!!!

وترحم الناصريون على نكستهم الأصيلة!!

ليتهم ترحموا على السيجارة التي توعد عبدالناصر أن يطأ أمريكا مثلها!!

أما البعثيون فأحدهم يقول إنه رأى صدام في المنام! وقال له بأنه سيعود ويحقق النصر!

لو ذكرها لمفسر أحلام لقال له انفث ثلاثاً على يسارك!!

أما الإسلاميون فهم لا يتكلمون....., لأنهم منهمكون بالعمل!!

يقول أحدهم لماذا تسموننا فاشست؟! فأقول له أقسم يا سيدي أني لا أعلم معناها !!

تهبط طائرتي فأدخل مرة أخرى ساحة مطار ما وما أروع الموظفين يستقبلني بكل بشاشة فأساله عن خدمة..

يقف منتصباً بشهامة يساعدني ولا يرضى بأقل من أن يكون مسؤلاً مسؤولية كاملة عنيّ

ويطلب مني تخزين رقم (هاتفه)

كم هو شهم!

أعود أنظر للموقف من بعيد متمسكة بأعمدة الحقيقة

لو سألني أحدهم لماذا أنظر حتى الآن من خلف النافذة؟

لخجلت وأغلقتها بسرعة.......!!!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة