Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
نصوص
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 
ذاكرة أخرى
قلت للريح
موسى العزي معافا

 

 

أنهض من سبات الحلم، معلقاً بأوردة الشوارع المنسية في مدن الأمس, وأخطف لحظة هاربة من زمن المجهول المرتقب، لأمارس فيها عبثيتي المتأخرة.

أفعل أشياء كثيرة لأتفادى ليل المسافة، وأمنح ظلي فرصة تلو أخرى ليقترب مني أكثر وأكثر.

هكذا أفعلُ ولا أفعل، كلما بادر السؤال بنشر أجنحة الغربة والحيرة, وكلما برقتْ في عين أيامي لهفته المريرة، لاقتناص اللحظة الحالمة الأخيرة.

هكذا أفتتح أزمنة أخرى لمواسم السنابل، وأمكنة جديدة لاشتعالات المساء.

* * *

أغرق في بحر قطرة من ألم، وأتمدد في ظل نخلة من جرح، وأعلو حتى أمتزج بغيم لوعتي، وأسقط حتى يعلق قشر البرتقال بقامتي، وأتحلل إلى أسئلة رمادية تراودني على فراغات مهجتي. الآن وحدي، وكل شيء يلتصق بي.

* * *

أتجاسرُ على خطوي المائل قليلاً عن قرص الشمس، لأبث فيه صدى لوعتي، واقرأ عليه بعضا من نهج الروح، معتصما ببريق مهجتي، ووميض أحلامي.

أخلد برهة تحت فيء مغامرتي لهذا البوح، التقط شيئا من أنفاس جنوني، أتنشقها عميقاً، كالخارج من تحت الماء، أو كالداخل فيه.

* * *

ألمح ظلي في سراب المرايا، يعاكس نجمة تغزل ضوءها المثقوب بلحن نشيدي، وابتهالات شوقي العارم حتى الجنون.

ليس لي من غفوة صبري على عين تحاكي ثورتي الشاحبة، إلا انفعالات الدموع، والحزن يدفعها كالطفلة التائهة، أو الشاعر المهزوم.

* * *

آه، أيتها القصيدة الغجرية، أقفُ الآن بين يديك، وأنا مجرد شاعرٍ هلاميٍ قد عصفتْ به مليون هزيمة, فافتحي ذراعيك لعاشق مهزوم محنط.

alezzi_musa@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة