Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
نصوص
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 
قصتان قصيرتان
محمد بن عبدالعزيز اليحيا

 

 

(1)

نصيب

كان شاباً وفياً و باراً بوالديه قبل أن تأخذه هموم أسرته وأولاده فعندما كان عازباً يعيش مع والده ووالدته واخوته كان في خدمة أهله ولا يغادر المنزل إلا نادراً كان هو الأكبر بين اخوته البنات وكان في خدمة والدته وهذا شيء لا يساوي ونه أو الم من الآلام التي عانتها طوال حياتها حتى صار رجلاً. كانت دائمة التردد على قريبة من الأقرباء التي ترتاح لها والدته وكانت تعيش مع والد زوجها في بيت والد الزوج مع مرور الأيام والشهور كان والد تلك المرأة التي تزورها والدته معجباً به وبأدبه وأخلاقه ووفائه لوالدته وكان يلمح له بأنه شاب ألف أسرة تتمناه عريساً لإحدى بناتهم ويكثر من الإطراء له وذلك الشاب طناش كأنه ليس المعني بالأمر مرت السنين وسمع بأن ذلك الرجل زوج ابنته الأخيرة فسأل والدته هل كان لديه بنات قالت لقد كان زوجة ابنه تتمنى أن تكون أنت زوجاً لها وكان والداها دائم المديح لك لكنك كنت غير منتبه أو كنت تعتقد أنه يمدحك فقط ويفعلها مع كل الشباب ساعتها تذكر كل تلك الحوارات وتذكر وضعه حالياً فقال كل إنسان يأخذ نصيبه الذي كتبه له الله.

(2)

رائحة أمي

هي ابنته الكبرى بين ثلاث بنات كل واحدة منهن أطيب من الأخرى كان يشعر بأنها الوحيد في بناته الحساسة جداً رغم طيبة قلبها كانت سريعة الانفعال لكنها كانت أسرع في الاعتذار والاعتراف بالخطأ والسؤال عن نفسه ووالدها، هو غير مرتب في غرفته لكنها ووالدتها حريصين على ذلك لكنها كانت تتميز عن والدتها بأنها تضع كل شيء في مكانه بعد ترتيب غرفته لكن والدتها كانت تلخبط كل أوراقه وقد لا يجدها فقد وضعها بطريقه يسهل الحصول عليها. كان يشعر بأن الله أخذ منه شيء وأعطاه أشياء كثيرة فقد أنعم الله عليه بثلاث زهرات كانت شيخة الكبرى الأكبر إدراكاً بحنانها وحصة المسؤولة عن أكله وكتابة بعض مقالاته يشعر أنها البراءة التي في هذا العالم، وبشاير الصغرى صاحبة الابتسامة الدائمة والذكية التي لا تنتهي طلباتها، وعبدالعزيز الابن الأكبر الذي لا علاقة له بأحد إلا وقت الاحتياج للمادة تمر أيام قد لا ألقتي به أو يلتقي بي كوني أخرج وهو نائم وأعود وهو لا زال مع الأصدقاء، (فاكهة المنزل) آخر العنقود مشاري عندما أشاهده أشعر أن العالم والحياة لها طعم مختلف عندما يبتسم أتخيل كل الدنيا تبتسم بما فيها من كائنات وحتى الجماد وأحس بالحزن عندما أحضر وأجده نائماً ووسط تلك الأسرة تبرز الابنة الكبرى شيخة التي فيها رائحة وطيبة أمي مع أنها مهما بلغت طيبتها فلن تصل لمكانة الأم فالأم شيء مختلف إذا عرفنا قيمتها الحقيقية التي لم نعلمها وندركها إلا بعد أن رزقنا الله بالأبناء.

mhd1999@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة