Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
شهادات
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 

تحول من حرفة الكتابة والإنشاء إلى ميراث النبوة
إبراهيم شحبي: لم أتشرف حتى الآن بحمل لقب أدبي فلا أنا (شاعر) ولا (قاص) ولا (روائي)!!

 

 

إعداد - عبدالله السمطي

(من حسن حظي أنني أعيش وحيداً في أحد الجبال فأفر إلى الشعاب القريبة ليلاً، وأطلق لنفسي العنان في الحديث والصراخ.. بعد فترة قررت إخفاءها إلى الأبد فأحرقت أكثر الكمية وأبقيت على بعض النسخ فقد يطلب أحد أبنائي بعد الموت نسخة أو نسختين).

هكذا يتحدث الشاعر والروائي إبراهيم شحبي بأمل وألم معاً، فالكاتب الذي يقبض على جمرات الكتابة منذ زمن، يرى الأمل في عيون أغنامه لا في حبر أقلامه، بعد أن هجر الكتابة والإنشاء وتحول إلى ممارسة مهنة الأنبياء وهي الرعي في أحد جبال تهامة، يرى حياة أخرى أكثر صفاء، وأكثر نقاء من حياة الثقافة والمثقفين العبثية.

في هذه الشهادة يقدم شحبي تجربته مع الكتابة بكل صدق ونزق، وما علينا سوى أن نرهف الحواس للإصغاء إلى مواجيد أبجديته. وهذا نص الشهادة:

ما من شك في أن مسيرة كتابة على مدى ثلاثة عقود ستكون حافلة بالكثير من الجهد بغض النظر عن حجم النتيجة التي أفضت إليها، ولأن الكاتب لا يملك خياراً غير أن يكتب متأملاً أن تحقق كتابته الكثير من الأثر، وتحظى بالقبول عند القراء ما يعكس التواصل بينهما في سبيل الرؤية المشتركة التي لا يريد لها الكاتب أن تكون رؤية متحدة بقدر رغبته في الترقي بما يكتبه زمناً بعد زمن ليشعر في نهاية المطاف أنه قد أدى دوره في تنمية ذوق المجتمع وتفعيل تفكيره على أحسن حال.

ومع أنني أعدّ نفسي أكثر الكتاب فشلاً، وأقلهم حظاً في القدرة على الحضور والتأثير، لكن هذا لا يمنع أن أكتب عن رحلتي مع الكتابة من خلال تاريخ المنجز بغض النظر عن كونه فاعلاً ومؤثراً أم لم يكن، لأنه على أي حال منجز قضيت في انشغالي به عمراً برغم الحيز الضيق الذي شغله في أذهان الناس.

البداية

بدأت بكتابة الخواطر في المرحلة الثانوية، ونشرت أولاها عام 1397هـ في جريدة عكاظ تحت عنوان: يا أعزائي... من الحياة!!.

ثم بدأ اهتمامي بالشعر في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية بشكل شاغل، ثم ترافق بعد المرحلة الجامعية مع القصة، ثم جاء اهتمامي بالمقالة، وأخيراً الرواية.

منذ ثلاثة عقود من الزمن وأنا أمارس الكتابة طمعاً في مجد مؤثل، ومهما كانت الموهبة والرغبة والقدرات وكل ما يمكن أن نستتر وراءه من أقوال، إلا أن أمنيتي أن أكون الكاتب المثير والأول والمتابع من قطاع عريض من القراء والمعجبين هو ما كان يسيطر عليَّ منذ اللحظة الأولى، ولم يكن طموحي أن أبقى مثل ما أنا عليه كاتباً هامشياً لم أثر خلال الفترة الماضية فضول أحد من الناس مع كثرة ما كتبته وتنوعه شعراً ونثراً.

دعوني أنتهز فرصة أن أبعثر أوراقي المتراكمة الحزينة (وطويلة العمر) بغض النظر عن ردة الفعل عند من يقرأها..

لا أخفيكم أنني على وشك الولوج إلى أرذل العمر دون أن أتشرف بحمل لقب من تلك التي تتوزع على الكتاب ممن هم أقل مني على الأقل من وجهة نظري..

فلم أتشرف بلقب (شاعر) حتى من المقربين والأصدقاء الذين ما فتئوا ينهونني عن كتابته والتحول عن ادعائه، مع أني ما زلت أنتظر اقتحام اسمي معاجم الشعر العربي برغم كل حواجز الأصدقاء وصدهم عما أكتبه منذ البداية..

ولأن بعضهم نصحني أن أكتب القصة بعد متابعته لنصوص منشورة، مؤكداً أنها الفن المناسب لإمكانياتي فواصلت دون أن أتخلص من همي الأول (الشعر).

ولما تكرم الأستاذ العزيز (عبدالعزيز الشريف مع زميليه عبدالعزيز الخزام وعيد الخميسي) بمنحي فرصة كتابة الزاوية الثقافية الأسبوعية في جريدة البلاد عام 1416هـ، كان أملي أن أحضر بقوة من خلال المقالة وألوي الأعناق إلى اسمي فصمدت لمدة عامين كلفني ذلك تعباً مادياً ومعنوياً، فأنا اكتب بيدي لعدم وجود طابعة، ثم أحمل أوراقي لأرسلها عبر البريد فتضيع وتتأخر فأعود لأرسلها بالفاكس (بعشرة ريالات).. تصوروا على مدى عامين بما لا يقل عن ثلاث صفحات في الأسبوع لأكتشف بعد تلك المدة بأنني لست (في العير ولا في النفير) حيث كان اسمي يخرج بأشكال متعددة (شحبي - شجبي - شعبي - شجي)، وكان العزيز عبد العزيز الخزام يضحك إذا اتصلت مغاضباً، ويقول: هذه هي الصحافة.

ولفترة طويلة نشرت خلالها النصوص الشعرية والقصصية والروائية عبر الصحف إلى جانب المقالات التي كتبت هاهنا وهناك من أجل ما يسمونه (التواصل مع الساحة) أو الحضور.. ولأن ما عجت به غرف منزلي من الأوراق جعلني أستمع إلى نصيحة الزملاء بطباعة المجاميع وطرح تجربتي للمتلقي وخاصة القصصية التي يؤكد القريبون أنها ما يمثلني بشكل جيد.

أسرعت إلى أقرب مطبعة حسب خبرتي الضعيفة التي لا تميز بين مطبعة البطاقات ومطبعة الكتب، وهناك طبعت مجموعتي القصصية الأولى بمبلغ ستة آلاف ريال التي لم يلتفت إليها أحد.. سوى أصحابي الذين جبروا خاطري، وبرغم تجشمي إرسالها عبر البريد إلى كل المهتمين بتكلفة كبيرة تساوي ثلاثة آلاف ريال، وهي تساوي نصف قيمة الطباعة، وزدت على ذلك بشراء كل الصحف الصادرة على مدى أشهر لعل وعسى، ولكن دون مجرد إشارة إلا مقالة للأستاذ العزيز القاص محمد منصور الشقحاء في زاويته بجريدة المدينة، وإضاءة من العزيز عبد العزيز الشريف، وبعض الرسائل الشخصية المجاملة في مجملها.

قلت الشعر، والشعر همي الأول فطبعت مجموعة شعرية بنفس التكاليف لكني تراجعت عن إرسالها إلا لنفر قليل أحس بيني وبينهم تجاذباً لم يسفر إلا عن تعليق جميل للقاص (عبدالحفيظ الشمري) في جريدة الرياض هو ما أسعدني فأفر إليه كلما هاجم شعريتي أحد.

لا أخفي أن أملي كان في مقابلات تلفازية وإذاعية، وحوارات صحفية تسألني عن تجربتي ورؤيتي للحياة على اعتباري الكاتب والشاعر المميز، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث إذا استثنيت حواراً إذاعياً مع الزميل يحيى الأمير وحوارين مع الزميل أحمد التيهاني لتلفاز القناة الأولى (محطة أبها) وألغيت بعض الحوارات بعد أن أكون مستعداً داخل الأستوديو على الهواء، أو تلغى بعد تسجيلها وهو ما حصل لمرات.

قلت أزج بالمجموعتين في مكتبات الوطن الواسع فربما كان لي من المعجبين من لا يستطيع التعبير، أو لا يملك وسيلته وأداته خاصة أن من المحاذير على الكاتب ألا يترك أثراً لعنوانه على كتابه أو في مقاله لكي لا تصله رسالة من أحد القراء، كان ذلك في السابق لأنني أشاهد الصحف الآن تكتظ بالعناوين التي تذيل كتابات الكتاب وهذا يعد واحداً من الانفراجات المأمولة..

رفضت كل شركات التوزيع الخاصة والعامة التي أمكن التفاهم معها توزيع مجموعتي الشعرية والقصصية مع أنني تنازلت عن كامل حقوقي لأي شركة تتكرم بالتوزيع، خاصة وأن الباقي بعد الإهداءات ما يقرب من ستمائة نسخة لكل مجموعة.

بعد فترة شكل لي منظرها كابوساً يمنعني نفسياً من مواصلة الكتابة فأفر خارج البيت، ومن حسن حظي أنني أعيش وحيداً في أحد الجبال فأفر إلى الشعاب القريبة ليلاً، وأطلق لنفسي العنان في الحديث والصراخ.

بعد فترة قررت إخفاءها إلى الأبد فأحرقت أكثر الكمية وأبقيت على بعض النسخ فقد يطلب أحد أبنائي بعد الموت نسخة أو نسختين.

وبرغم كل هذا فإن الكتابة لديَّ لم تتوقف والأوراق المبعثرة والمكومة لم تتقلص.. إنها تزيد حتى تكونت مجاميع أخرى شعرية وقصصية وروائية لن أفكر أبداً في طباعتها بطريقتي، خاصة وأنني عندما بعثت مع أخي الكاتب (براهيم مضواح) بمجموعة شعرية ليعرضها على الدار التي تتبنى طباعة أعماله لعل وعسى أن يحظى شعري باهتمام تلك الدار فتطبعه وتوزعه، لأن مشكلتي التوزيع قبل الطبع، فأعاد لي أخي المجموعة قائلاً الدار تعتذر عن طباعة هذه الخزعبلات، وهي لا تريد إلا شعراً حقيقياً. تأبطت مجموعتي تلك التي تحولت إلى عبء ثقيل، وفكرت في إحراقها وهجر الشعر نهائياً، لكنني لم أستطع وكأنني أم تحمل وليدها المشوه والمعتوه ولا يمكنها التخلص منه بقتله.

فكرت أن أحمل مجاميعي من شعر وقصص ومقالات وروايات إلى شركات الحليب والألبان فربما جادت عليَّ بالطبع والتوزيع وعندها لن أخسر شيئاً سواءً قرأها الناس أم لم تقرؤوها، ثم خطر في بالي أن أراسل شركات التغذية بأنواعها فقد أفوز بأحد العروض، وتتسوق نصوصي مع المنتجات الغذائية، فهي أكثر ما يستهلك يومياً، وربما يبتسم لي الحظ وأدخل كل بيت مع المعمول والأجبان ومعلبات الأغذية المتنوعة.

ومع أن أحد الزملاء من المهتمين بالأدب اقترح عليَّ التفاوض مع شركات قطع غيار السيارات لكن الفكرة لم تعجبني لأن أشكال قطع الغيار غير جذابة عندما توضع على الغلاف، أو تزين باطن النصوص كلوحات تعبيرية كالشكمان واللديتر والبواجي وعجلات السيارة والدفرنس، وما شابهها بعكس الألبان والأجبان وأنواع المعجنات الغذائية والمعلبات التي تثير شهية القارئ، أو على الأقل المتصفح، وإن كنت لا أتردد في قبول أي عرض لشركات قطع الغيار في حالة عدم تجاوب شركات التغذية مستقبلاً.

وقد تحدثت أخيراً مع الزميل (عيسى سوادي) المحرر الثقافي في صحيفة الوطن من أجل أن يبحث لي إمكانية وضع إعلان في ربع صفحة الإعلانات من أجل البحث عن من يتبنى طباعة أعمالي ويسوقها دون مقابل، لكن المبلغ المطلوب للإعلان أكبر من طاقتي المالية، وقد لا يلتفت إليه أحد.

أعرف أن هذا الكلام يثير الكتاب والأدباء على اعتبار أن فيه من الاستخفاف بالثقافة والإبداع، وهذا ما لا أقصده أبداً، ولأنني أعرف أنهم من أصناف البشر الطيبة (كلمة تودي وكلمة تجيب)، فلن آبه بغضبهم، وكل ما يهمني نشر إبداعي سواء راق لهم واعتبروه إبداعاً، أم لم يعتبروه، وليس لهم أي حق في مصادرة ما أكتبه، وكيف أنشره، فأغلبهم فرَّ إلى الخارج عندما لم يتفاعل معه الداخل.. و(كلنا في الهم شرق).

ولأن حياتي الكتابية تتصل بتاريخي الحزين في الوظيفة والحياة الاجتماعية المحفوفة بالتجاهل، فإنني ما زلت أكتب كما أعيش زاعماً أنني أقوم بدوري على أكمل وجه، ودون أن أنظر إلى الماضي إلا بعينه هو، ولذا لابد من القول لمن يهمه الأمر: إن الكتابة عندي مرض مزمن يستحيل علاجه مهما تطورت التكنولوجيا التي ليس في بيتي منها ما يمكن نسبته إليها.. فبرغم أنني أكتب عن القضايا في القرن العشرين وتسيطر على الناس رهبة الدخول إلى الألفية الجديدة فما زلت ريفياً أجهل التعامل مع معظم أجهزة الاتصال الحديثة التي يراها من تهيأت له من مقومات الحياة العصرية، أو حتى مما يمكن التعامل معه في البلدان الفقيرة.. ليس ذلك مهماً عندي بقدر ما أعيش الكتابة بكل توجهاتها على أنها صراخ بصوت حاد غير مسموع إلا للمصابين بها..

صوت حاد يخترق الآفاق لا يستجيب له إلا كاتب يعيش نفس الداء..

الكاتب مريض لا يحس ألمه إلا كاتب مثله مريض بنفس الحالة..

مشكلة الكتابة أياً كان نوعها أنها المرض الذي يعصف بصاحبه أمام الجميع دون أن يحسه أحد.. ينشج من الداخل وهو يبتسم، يتقطع من الداخل وهو يضحك للجميع.

رحلتي مع الشعر

بدأت محاولة الكتابة الشعرية في جريدتي الرياض والجزيرة من عام 1399هـ إلى عام 1407هـ حيث سافرت موفداً للتعليم في الجزائر لمدة أربع سنوات وعندها قلَّ اهتمامي بالنشر إلى أن عدت للمملكة عام 1411هـ 1991م لأعاود النشر عبر معظم الصحف.

حظيت محاولاتي الشعرية في بداياتي بتشجيع مشرفي الملاحق: فعلق الشاعر عبد الكريم العودة على بعض النصوص ومن أهمها قصيدة (هند تبحث عن وجهها) في جريدة الرياض عام 1405هـ، كما علق الدكتور سعيد السريحي على نص (بوح في ديمومة الوجع) في جريدة عكاظ 1406هـ، والنصان ضمن نصوص مجموعتي الأولى (وجهكِ - البحثُ - الديمومة).

أما أغلب بداياتي الشعرية التي تزيد على ثلاثين نصاً جميعها منشورة صحفياً لكني لم أنشرها ضمن مجموعاتي لضعفها .

وبرغم أن المقربين أطلقوا عليَّ لقب شاعر على استحياء، وما زال بعضهم يرى غير ذلك وأنا معهم في كون شاعريتي لم تستطع إضافة شيء يذكر، وقد نشرت لي المجلة العربية التي تصدر من الرياض عدداً من القصائد العمودية والتفعيلة من أشهرها (حبيبة القلب - آمال ضائعة عدد 124 - عندما يصهل الحب عدد 133 - خائفة عدد 137 - العمر الفراشة عدد 145 - وأشهرها قصيدة وطني).

واصلت نشر ما أكتبه شعراً عبر الملاحق: (روافد) في جريدة البلاد، ملحق الخميس في جريدة الرياض، ملحق الأربعاء في جريدة المدينة، وبعض النصوص في جريدة الوطن بعد صدورها.

مارست كتابة القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر لكنني لم أحقق تفوقاً يذكر في نوع منها.

ومع أنني أصدرت ديواني - (وجهك البحث الديمومة، وقوافل الهجس)، ونشرت جميع نصوص ديواني الثالث: (دمي يغادرني عنوة) الذي توقفت عن طباعته لقناعتي بعدم نجاحي شعرياً.

ولأن شعري لم يحظ بدراسة نقدية لضعفه إلا أن بعض النقاد أشاروا لبعض النصوص، أو لمقاطع منها: كما فعل عبد الله السمطي في جريدة الوطن عدد (365) عندما تحدث عن ضعف القصيدة العسيرية، ثم طبع ذلك في كتابه (معركة نقدية حول شعراء عسير) عام 2005م، كما أشار في كتابه نسيج الإبداع الصادر عام 2003م عن دار المفردات عن ما يتعلق بالليل في نص موجز ص34 مقتطف من قوافل الهجس..، وكتب الدكتور ماهر أحمد الملاح أستاذ الأدب العربي في دراسة انطباعية موجزة عن المجموعة الأولى (مخطوطة).

أما الدكتور عبد الله المفلح أستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض فقد ترجم مقاطع من نص (أكتبني يا قلمي) المنشور في جريدة الرياض عدد 12092 عام 2001م إلى اللغة الإنجليزية.

أما جريدة الرياض فقد عرضت المجموعة الأولى في عددها 10475 عرضاً موجزاً تعريفياً بواسطة القاص عبد الحفيظ الشمري.

وكان أكبر تقدير شعري حصلت عليه هو فوزي بجائزة الملتقى الشعري الأول في نادي أبها الأدبي في 1418هـ، وقد تخليت أخيراً عن كتابة الشعر لصالح الرواية بعد أن كتبت أكثر من مئة وأربعة وثلاثين نصاً شعرياً نشرتها صحفياً، وطبعت منها فقط خمساً وخمسين قصيدة في مجموعتين.

رحلتي مع الرواية:

برغم تأخر اهتمامي بالكتابة الروائية زمناً مقارنة بغيرها من أنواع الكتابات السابقة إلا أن جريدة الجزيرة عام 1418هـ - 1997م نشرت لي تجربتي الأولى (الخروج إلى الكهف) في ملحقها الثقافي الذي يصدر يوم الأحد على حلقات أسبوعية استمرت ثلاثة أشهر بداية بالعدد 8942 ونهاية بالعدد 9026 ولم تطبع الرواية لأنها لم تجد أي احتفاء سوى إشارة عابرة للدكتور عبد العزيز السبيل في معرض حديثه عن تجربة نشر الروايات في الصحف.

في عام 1419هـ 1998م نشرت جريدة الجزيرة روايتي الثانية (أنثى تشطر القبيلة) على حلقات في نفس الملحق الثقافي (الأحد) بداية بالعدد 9418 ونهاية بالعدد9460 ثم تبنى الزميل القاص خالد اليوسف نشر الرواية ضمن مطبوعات نادي القصة السعودي فصدرت عام 1423هـ 2002م وعقد النادي جلسة لقراءة الرواية نقدياً بتاريخ 3 ربيع الأول عام 1423 مايو 2002م وقدم القراءة النقدية الناقد عبد الله السمطي وداخل معه مجموعة من المداخلين، ونشرت القراءة في بعض الصحف السعودية ومجلة الجيل عدد 373 ومجلة الحرس الوطني عدد 241، ثم نشر السمطي دراسته تلك في كتابة (نسيج الإبداع) ص344 الصادر عام 2003م.

كما كتب عنها الناقد: حسين المناصرة دراسة نقدية نشرها في صحيفة الجزيرة عدد 10892 عام 2002م.

وقد تعرضت هذه الرواية لكثير من الهجوم في منتدى (جماعة حوار) في نادي جدة ونشرت المقولات عبر الصحف المحلية، وشكل نقدها اللاذع منعطفاً في نقد الرواية المحلية حيث قال الناقد علي الشدوي: إنه قرأ العمل ولم يجد رواية بل وجد كتابة غثة وباردة أقرب إلى جلد الذات، وأنها كعمل ضعيف مهمة من باب الضد ونقيضه فلولا وجودها لم نتعرف على الأعمال المميزة.

وعلق عدد من المداخلين فوصفوها بالمتناقضة، وتتحدث عن أحداث غير مبررة، أما القاص والناقد الدكتور: حسن النعمي فقد قال: نعم إنها رواية باردة وغثة وهي أقرب إلى الدليل السياحي من العمل الروائي.

أما الناقد الدكتور جمعان بن أحمد الغامدي فقد قدم دراسة عن الرواية تحت عنوان (حينما نعبث بالقارئ) نشرها في جريدة الوطن عدد 897 عام 2003 ختمها بوصفها بأنها محاولة غير ناضجة ولم ترق إلى كونها محاولة، وفي ذات العدد نشر الناقد عائض سعيد القرني دراسة بعنوان (رحلة من الظنون إلى الجنون) رأى فيها أن هذه الرواية اجترار لما قدمه د. حسن النعمي في قصته (مانع الأزدي) وما قدمه القاص تركي العسيري في قصته (شريفة الأحول).

أما الناقد علي فايع الألمعي فقد كتب في جريدة الوطن عدد 977 مقالة بعنوان (عقلنة القارئ وقراءات النخبة - ميمونة وأنثى تشطر القبيلة أنموذجاً) تحدث فيها عن رؤيته للنقد حول الروايتين، ونشرها رؤيته تلك في كتابه (انحراف الفهم.. انحراف المعنى) الصادر عن نادي أبها الأدبي عام 2004م.

وفي عام 1424 هـ 2004م أصدرتُ روايتي الثانية (السقوط) وقرأها الدكتور عاطف الدرابسة في جريدة الوطن، كما قرأها الدكتور الأرناؤوط في أحد مجلة (بيادر) الصادرة عن نادي أبها الأدبي.

ونشرت عنها الكاتبة حليمة مظفر تعريفاً في جريدة الشرق الأوسط عدد 9545 عام 2005م.

وفازت بجائزة أبها عام 1424هـ - 2004م.

ثم كتبتُ رواية (حدائق النفط) ولم تطبع، وأعكف حالياً على كتابة (اعترافات) أسجل من خلالها مواقفي مع الناس والحياة.

أخيراً: ومن خلال هذا العمر الحافل بالكتابة المحفوفة بمتابعة النشر والطبع ثم حرق أغلب المطبوع لم تأتِ المشاركات المنبرية في حجم سنوات العناء حيث اقتصرت المشاركات الشعرية على خمس مشاركات فقط إلى جانب ثلاث مشاركات قصصية، وإدارة حوار لمرتين.

وها أنا على وشك أن أطفئ ممارسات الكتابة كما أطفأت الأيام شبابي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة