يا صاحبي.. تحبها حبي لها

من غابر الأزمان والعهود

وهل شممت يوماً عطرها

مضمخاً كنفحة الورود

أو نسمة البشام في غصونه

ونغمة الرباب في النجود

وهل سمعت طيرها مغرداً

يذوّب الألحان في النشيد

وهل رأيت النور فيها ساطعاً

مستجلياً في سمته المديد

وهل عشقت بحرها وشطها

وقلت شعراً حالم التغريد

جزيرتي في حبها متيم

بأثلها ونخلها الفريد

بخصبها وجدبها بقفرها

وسهلها بحرّها الشديد

بكل شبر عشته في أرضها

بدفئها المسكون في الوليد

عشيقتي جزيرتي أحببتها

وأهلها من سادة وصيد

الأمن فيها قائم محكم

من شرعة القرآن والتوحيد

فمن يلمْ مستغرقاً في حبها

إن قال شعراً غانيَ التنضيد

ومن يلمْ مستأنساً رياضها

تفوح عطراً زاكياً كالعود

جزيرتي بيت منيف شامخ

من زمن الآباء والجدود

بيت كريم أهله من ذروة ال

أنساب في الإقدام والصمود

من (مكتي) شع السنا في دعوة

جاءت بدين الواحد المعبود

فأستأصلت ما كان يعبد دونها

بالحق والإيمان والتأييد

في دعوة جلت مناراً للهدى

تسمو عن الارهاب والتشديد

شفافة الأحكام تدعو أهلها

للألف والاجماع والتعضيد

تلكم لعمري قصتي في حبها

من غير ما من بلا حدود

أذكيتها شعراً بحس راهف

يوحي بحب خالص منشود

تحكي بإخلاص حياة عشتها

ما بين شظف العيش والترغيد

من ذا يلوم متيماً في عشقها

أفضى به الإحساس حب البيد

هل يسلبن الحب منه عنوة

من غير إرضاء له مشهود

أم يحلمن بحسنها في صبوة

تقصي بعشو العين والترميد

كيما يرى الإحساس فيه عالقاً

بالتهم بالأحراش بالنفود