Culture Magazine Monday  10/12/2007 G Issue 226
تشكيل
الأثنين 30 ,ذو القعدة 1428   العدد  226
 

وميض
معرض الدارسين في إيطاليا
عبد الرحمن السليمان

 

 

الأسماء الستة التي تقيم معرضاً مشتركاً لأعمالها برعاية الملحقية الإيطالية بجدة تمثل نماذج من الدارسين الجادين الذين تلقوا دراساتهم الفنية خارج المملكة وتحديداً في إيطاليا التي ابتعث لها دارسو فنون منذ الستينيات، وكان بينهم الراحل عبدالحليم رضوي ومحمد الصقعبي ومحمد السليم وعلي الرزيزاء وضياء عزيز ومحمد الأعجم وعثمان الخزيم وعدد آحر من الأسماء.

هذا المعرض الذي أعد له منذ أشهر يمثل نماذج أو شريحة من الدارسين وبالتالي يحمل معارف وخبرات وتأثير دراسة كل منهم.

وعلاقة الفنانين التشكيليين السعوديين بمراجعهم التعليمية متواصلة فمثلاً استعار الفنان الراحل محمد السليم كلمة للناقد الإيطالي فرناندو تمبستي لتقديم كتاب عنه في النصف الأول من الثمانينيات وكان الصقعبي ومعه مشعل السديري وقبله رضوي من أوائل الدارسين في إيطاليا بل إن رضوي من أوائل من عادوا إلى المملكة ليقدموا أول المعارض الشخصية في مدينة جدة، ويعتبر خريجو الأكاديميات الإيطالية من أنشط الفنانين التشكيليين السعوديين وأكثرهم تفاعلاً مع الأنشطة المحلية سواء على مستوى المعارض الشخصية أو المشاركات الجماعية؛ فضياء عزيز ضمن الفنانين الذين شهدت الساحة مبكراً عروضهم الفردية وكذلك الراحل محمد السليم، كما كان حضور العدد الآخر في الأنشطة الجماعية مثل بكر شيخون وعلي الرزيزاء وكمال المعلم وأحمد فلمبان والأعجم والخزيم، وعند متابعتنا لأعمال معظم هؤلاء سنجد تميزاً في خطهم الفني، فرضوي على سبيل المثال كان واضح المعالم والتوجه وكان ينادي بالمعاصرة انطلاقاً من استلهام أو استعارة التراث، كما كانت أعمال ضياء عزيز واضحة التوجه منذ عودته ومشاركاته المحدودة في المعارض فهو يرسم مشاهده بما يحقق حالة تعبير أو تسجيل حالة أو حدث ما مؤكداً على جوانب فنية ورمزية وسنجد في أعمال السليم ذلك الوهج المكاني المتمثل في المعطى الصحراوي بكل أسراره وسكونه، ومع صيغه المسماة الآفاقية يعيد تشكيل عمله بما يلائم فكرته الآنية فهو بدأ برسم المنازل أو الخيام على إيقاع الصحراء وامتدادات أطرافها لكنه أيضاً استعار حروفاً وكلمات لطرح فكرة مباشرة وواضحة، لكننا بالمقابل وفي أعمال المجموعة المشاركة في المعرض سنجد تجارب لخصتها معارض شخصية لدى عدد من الفنانين؛ فأحمد فلمبان على سبيل المثال كانت أطروحاته الفنية واضحة هي الأخرى باستعاداته صوراً من الألم الإنساني وساعياً إلى تحقيق حالة تعبير تؤكدها وجوهه المتألمة والموجعة بفعل الإنسان.

ألوان فلمبان دافئة ومشاعره فياضة في حمل الرسالة الإنسانية بواسطة الفن فهو حافظ على سمات لوحته الفنية وبالتالي هو يكرس لخط أو أسلوب انتهجه مبكراً، وبالمثل الفنان كمال المعلم الذي لخص في تجربته الفنية رؤيته للحصان كدلالة يستعيرها منذ دراسته في إيطاليا مروراً بمعرضه الشخصي الأول في الدمام وإلى آخر أعماله الفنية، ولعلنا نجد في أعمال الصقعبي ما يغاير ذلك إلا أننا أيضاً أمام نهج واضح وهو يستعير الكتابة أو الحرف إلى تجريده وبالتالي تجرد اللوحة إلا من علاقات مساحية يتفاعل مع تلويناتها ويظهر مع ذلك أثر الحرف إن لم يغب أحياناً كلية إذ يراوح بين هذه الاستعارة وتغييبها. أما لون لعل منطلقاتها في تجميده حركة اللوحة في لوحة لا يا بني، أما الأعجم فهو تراوح بين بيئته وسعى إلى لوحة حديثة يستفيد فيها من اتجاه كالتكعيبية وإن لم تأخذ لوحته هذا المنحى في خصائصه، ولعل عثمان الخزيم سعى منذ عودته إلى إدماج الهيئة الإنسانية في تعبيرية مع انزياحاته ذات الوسائط المائية، أما فنان آخر لا يشارك في هذا المعرض وهو بكر شيخون فتوجه بعمله الفني نحو أكثر من مسار بين اهتماماته المبكرة بجانب التعبير ثم العلاقة التي بناها رمزية بين المرأة والحصان وليس انتهاء بتجريباته المثيرة سواء على مستوى أعمال التجسيم والنحت أو على مستوى الأعمال المفاهيمية التي ضمنها عمله السلم المقلوب.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة