الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

وسم على أديم الزمن
أحمد بن صالح الصالح (مسافر)
مع السيرة الممتعة من رحلة العمر الجميل لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر ومع أجزاء الكتاب الثلاثة (وسم على أديم الزمن) عن مدينة عنيزة.. عشت لحظات سعيدة وجميلة حلقت بي الذاكرة في دروب مدينتي وبين أحيائها وفي أحضان نخيلها وبساتينها وفوق كثبان رمالها.
لقد تفيأت في مدينتي طفولة وصباً وشباباً.. إنها أيام حلوة قضيتها هناك ومع هذه الرحلة التي كانت مع روعة التعبير ودقة العبارة وثراء الصورة هي مدينتي القديمة الغائبة والحاضرة الآن كمدينة حديثة بعيدة عن المدينة الغائبة في كل شيء حتى تركيبة السكان الذين الآن زاد عددهم أضعافاً وسكنتها دماء جديدة إضافة إلى مجتمعها السابق في تناغم جميل ومتعاون.
لقد زرت عنيزة الحاضرة فلم أجد فيها مدينتي تلك التي كنت أعرف وأعشق ولم أتعرف على كثير من ملاعب صباي.
بحثت عن مدينتي هذا الصيف مدينتي القديمة بيت أهلي في (حي المسهيري) لقد ذهبت معالمه.. إنه أرض فضاء.. بحثت عن أزقة لعبت فيها وركضت، عن مدينة كنت أحفظها وأعشقها عن الصورة الجميلة لها في كتاب معاليه لقد اختفت تغير كل شيء إلا أسوار مقابر (الضبط) ومئذنة الجامع الكبير.
عزائي أنني وجدت مدينتي في المرحلة الجميلة التي كلما اشتقتُ إلى أيامي الأولى زرت هذا الكتاب المجتمع الشاهد على أنه كانت هنا مدينة بهذه التفاصيل وهذه الحياة الفريدة العامرة بالحب والتراحم والتعاطف بين أبناء المجتمع وبالكرم والشهامة.
لقد تداعت بي الذاكرة إلى استلهام هذه الأبيات أهديها لصاحب هذه الرحلة الممتعة في رحلة العمر الجميل متعه الله بالصحة والعافية والعمر المديد.
بأي حديث الذكريات الرؤى تترى
وأيِّ تعاويذ بها الصبُّ قد يبرا
لقد آنست ليلى حكايا شواردٌ
من الذكريات البيض طيِّبة نشرا
إليها تنادى الشوق والحب رغبةً
وفي منتدى الذكرى لها خافقٌ أسْرَى
حروف يضيء العمر بوح سطورها
وتشرق في أحداثها أعذب الذكرى
ويروى حديثُ الحب همسَ حروفها
ووقع خطى مرَّتْ بساحاتها دهرا
دعاها زمان لا يغادر نبأة
ولا هدأة إلا وكان بها أدرى
وعى جهرها واستأمن الغيب سرها
أديمٌ فلم تبْلَ ولا قارفتْ فُجْرا
وصفَّقَ بي شوق لعينيْ حبيبتي
فأوحشنى المسرى وطول النوى أزرى
(عنيزة) يا أغلى الحبيبات حدِّثي
عن النخل والأرض التي بُوركت مصرا
عن الدور و(الحيطان) والسُّوق والغضا
وأهل أقاموا بين أحضانها عمرا
وعن طيْبِ أيام رضعتُ لُبَانها
وفي مفردات العشق عانقتُها شعرا
(عنيزة) ما عادت مرابع أُنسنا
كما كانت الذكرى تحيط بها خُبْرا
تَقَشَّى زمانُ المبكيات وآلةٌ
تُسمَّى يدُ التطوير.. ما غادرت قصرا
ولا عامراً إلا بكى سوء حاله
إلى مشهد يحكي لنا (ديرة) أخرى
فغيَّر هذا العصر وجه حبيبتي
وبدَّلتِ الأيام طلعتها الغرَّا
فلا وجهها وجه التي كنت عاشقاً
ولا غربة أبقت لعاشقها صبرا
ولا هي من أغرت بقلبي فتونها
ولا هي من ألقت بقلبي الهوى بِكْرا
أبا كل أمر راشد وموفق
إليك أفاض القلب يا حبنا شكرا
بسطت لنا العمر الجميل مشاهدا
كأنَّ لها روحاً كأنَّ بها سحرا
روتها حروف قد أضأتَ بيانها
بأعذب ما همس تُسَرُّ به عذرا
سرى نبضُها بين السطور أميرة
فعانقتها دوراً وناساً علوا قدرا
وألفيتها ذكرى تضوع خمائلاً
شذى قد زكى نشراً كما قد زكى عطرا
إلى مثلها تحلو تَعِلاَّتُ سامر
فأصغوا لها سمعاً وأذكت لهم فكرا
وكانت لهم وِرْداً زلال شرابه
فروَّت أحاديث النُّهى أنفساً كُثْرا
إليك يفي الخيِّرون.. محبة
إلى مجلس من طيِّب القول قد أثرى
سعوا رغبة يحدو الوفاءُ ركابهم
فأصفيتَهم حبَّاً وآنستَهم بِشْرا
لك الحمد موصول بحب قلوبنا
رعت نبتَهُ حتى غدا دوحة خضرا
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved