الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

وجوه شامية
من أصدقاء العمر الجميل

رفيق الصبان
بقلم وريشة: د. صباح قباني
أتعرف كيف يتدفق طوفان الماء حين تنفتح أمامه السدود؟
هذا هو رفيق الصبان. إنه طوفان المعرفة السينمائية الشاملة.
ذكاء وقاد، وذاكرة ثقافية وفنية تبهرك مهما كنت تعرف. لم يكن قد جاوز الثانية عشرة من عمره حين أنهى قراءة توفيق الحكيم وطه حسين، كتب الرجلين، وبخاصة (عصفور من الشرق) و(زهرة العمر) و(لحظات) و(صوت باريس) و(الأيام) و(دعاء الكروان) أوصلته إلى القاهرة وباريس قبل أن يصل إليهما.
في القاهرة، عندما كان يدرس الأدب الفرنسي، انفتح أمام عينيه، وهو فتى، عالم المسرح والباليه والأوبرا.
وفي باريس، حيث كان يهيئ لدكتوراه الحقوق، بهرته السينما وأضحت شاغلته الأولى ولا تزال. حديثه عنها يشعرك أنك أمام سيل هادر أو أمام كومبيوتر سريع التجاوب والنبضات فلا تكد تلمس واحدا من مفاتيحه حتى تتدفق خزائن السينما القديمة والحديثة من ذاكرته الفريدة. جرب أن تسأله عن أي فيلم تشاء منذ السينما الصامتة وإلى أحدث ما أخرجته ستوديوهات الشرق والغرب حتى يسرد لك عن ظهر قلب أسماء من كتب، ومن أخرج، ومن صور، ومن مثل، ثم يلخص لك قصة الفيلم ويحلله تحليل العارف كأعمق ما يكون التحليل.
ترك الشام في سبعينيات القرن الماضي بعد أن أرسى فيها دعائم المسرح القومي وأخرج في إطاره عددا من روائع الفن المسرحي العربي والعالمي. وحين قرر الهجرة إلى مصر لينصرف فيها إلى السينما، والتي هي حبه القديم المقيم، كان قراره هذا مغامرة شجاعة وتحديا كبيرا، فمصر التي اقتحمها كانت هوليود العرب وكانت تكتظ بالسينمائيين العريقين الكبار، فكيف له أن يشق الصفوف بينهم وهو لا يملك سوى ثقافته السينمائية النظرية ولا تجربة عملية لديه تكون بمثابة جواز دخوله إلى عالم أولئك الكبار؟
ولكن ما إن أقدم على كتابة سيناريو أول فيلم سينمائي له والذي هو (زائر الفجر) حتى زلزل به المشهد الثقافي والفني المصري، ولفت الأنظار إلى هذا الموهوب القادم من الشام، وراحت تنهال عليه العروض ليكتب سيناريوهات لأكبر المنتجين والمخرجين المصريين حتى أصبح في رصيده أكثر من عشرين سيناريو لأهم الأفلام المصرية التي أنتجت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. بل هو يعتبر اليوم واحدا من أبرز مدرسي مادة السيناريو في أكاديمية الفنون بالقاهرة، وقد تخرج على يديه عدد كبير من السينمائيين الموهوبين الذين يعتزون بكل ما علمهم من أصول الكتابة السينمائية. كما أن سمعته السينمائية جاوزت حدود مصر فما من مهرجان سينمائي عربي أو عالمي إلا ويكون رفيق الصبان أول المدعوين إليه، وقد منحته عدة دول أوسمتها الثقافية تقديرا لإنجازاته المهمة في عالم السينما.
والآن حين تسأله إلى أين انتماؤه فإنه يجيبك على الفور:
أنا سوري قبل كل شيء تراثا وهوية، ولكن مصر هي حبي الكبير وهي التي فتحت لي أبواب الشهرة العريضة، وفضلها الثقافي والفني علي سيبقى يطوقني ما حييت.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved