الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

شهرزاد تتزين بمسك الليل
أسكن العالم الأول وأعيش في حواري القاهرة
* القاهرة عتمان أنور :
يدخل الأديب جميل عطية إبراهيم تجربة إبداعية جديدة في روايته التي يكتبها حاليا بعنوان مؤقت (شهرزاد تتزين بمسك الليل) حيث أقام بناء الرواية على هيئة فصول كل فصل يحتوي على جوهر أفكار كبار الأدباء والروائيين الشهيرين في العالم أمثال هيمنجواي وتشيكوف وبورخيس وغيرهم ويستلهم في كل فصل أدوات كاتب ما، ويكون معبرا عن روحه ليكتشف القارئ مثلا ان كل فصل يحتوي على جوهر كتابة هؤلاء الأدباء الكبار. ويقول جميل عطية إبراهيم في حواره ل (الثقافية): إن هذه تجربة إبداعية أخلصت فيها لرواد الأدب، وسوف تكون درسا للكتاب الشباب للتعرف على جوهر الكتابة الروائية والقصصية.
** ومتى بدأت هذه التجربة ؟
تعود هذه التجربة إلى العام الماضي حيث شغلت بكتابة رواية فصولها على هيئة قصص قصيرة، وحينها فكرت في كيفية بناء هذه القصص على أن أستعيد جوهر كتابة الرواد، ولكن لم أستطع إنجاز هذه الرواية بسبب وعكات صحية وعدت حاليا لاستكمالها، وهى محاولة تجريبية فيها غرابة بعض الشيء لأنني ألزمت فيها نفسي بلزوم ما يلزم، حيث فرضت أن يبنى كل فصل في الرواية على جوهر كتابة قاص شهير في إحدى قصصه وعلى سبيل المثال نشرت فصلا بعنوان شهرزاد تتزين بمسك الليل، وقد أمسكت فيه بجوهر الكتابة عند إبراهيم أصلان، وهناك فصول أخرى بروح بورخيس، وهكذا وعندما تكتمل الفصول سوف أقوم بنشرها.
** بحكم إقامتك في جنيف لظروف عملك بإحدى منظمات الأمم المتحدة. كيف ترى الإبداع العربي هناك ؟ وهل بالفعل نعيش مقولة صراع الحضارات ؟
الإبداع العربي لم يخترق القارة الأوروبية أو الأمريكية حتى الآن إلا بأعمال قليلة لا تمثل زادا للمواطن الغربي بأي شكل، ولكنه يحاول الاقتراب من مراكز الأبحاث الأكاديمية وما زال عبء نشر هذا الإبداع يقع على أفراد ومؤسسات خاصة دون دعم حقيقي من الجهات الرسمية، وهناك مقولة أجدها صحيحة إلى حد كبير تقول إذا كان هذا الإبداع لا يلقى اهتماما حقيقيا في بلدانه الأصلية فكيف ينظر أن يلقى اهتماما من الآخرين.. ثانيا لا يمكن إجراء مقارنة بين أدبنا العربي وأدب أمريكا اللاتينية على سبيل المثال الذي أصبح زادا للمثقف الغربي، فنحن لا نملك الصفات التي يمتلكها أدب امريكا اللاتينية. أما الإبداع الغربي فلا أميل إلى إجراء مقارنات وهمية بين أمور غير قابلة للمقارنة فالأدب الغربي ابن الحضارة الغربية، ويخاطب المواطن الغربي بمعرفة تامة له ولإشكالياته وبما يحيط به، وهكذا الأدب المصري والعربي والعالمي فلدينا موضوعات ذات خصوصية محلية تشغلنا ونفهمها إذن لا يوجد مجال للمقارنة وهم يحسنون عملهم، ونحن نحسن عملنا، وهناك ظروف مختلفة في كل بلد عن الآخر، فنحن ننتج في ظل ظروف مادية بالغة الصعوبة، وفي النهاية لا نحصل على حقوقنا، والكاتب في الغرب له ظروف معقدة أيضا، ولكنها نسبية لأنه في النهاية يحصل على كافة حقوقه، وهذا هو الفارق الأساسي بيننا وبينهم.
** وفي تقديريك ما أسباب ذلك ؟
معرفة الغرب بنا قليلة نتيجة أسباب تاريخية أحوالنا متدهورة وثقافتنا مغايرة فهو ينظر الينا نظرة التلميذ الخائب. اختيارات المترجمين يريد أن يبيع كتبه والقارئ يعرف ان الشرق له ادب فولولكلور، فإذا كان الأدب يقدم من وجهة نظر حضارية ولا يقبل عليه لأن مستوانا الحضاري متخلف، ويقف خلف المستوى الحضاري الأوربي، فهو غير مستعد لأخذ نصائح أو تعامل الند للند هو يريد ان يقدم له القضايا المتطرفة مثل مشكلة الختان فإذا كانت هناك رواية تتناول هذه المشكلة فإنها تترجم فورا وكذلك قضايا المرأة يحتفي بها، ولو كتبنا عن الهجرة ومحاولات التطبيع والعلاقة بالآخر فسترجم فورا، ولكن الترجمات من الادب العربي تظل محدودة ولا يقبل عليها إلا طلاب الدراسات الشرقية.
** تأتي لزيارة القاهرة مرة أو مرتين في العام فهل يؤثر ذلك على تواصلك الإبداعي ؟
أنا أتواجد في العالم الأول وأعيش في حواري القاهرة حيث الدفء والحميمية ومظاهر الحياة التي أغيب عنها، وأعود لأتتبع ما جرى من أحداث أتأملها في سويسرا، وأتأمل سؤالا أبحث له عن إجابة لماذا جرت الأمور على هذا النحو ؟ وأنتظر مع نفسي الإجابات التي تصنع كتاباتي الجديدة، لذلك أنا متواجد في جنيف وبين التواجد والمعيشة فارق كبير، أما مفهوم السعادة فإن سعادتي تكمن في إعادة ما أخطه في العالم الأول في يوم حار أو ليلة ساخنة في زحام وضجة القاهرة، وفي رأي أنه توجد حركة تحت السطح مخالفة ومغايرة للمعلن عبر التيار الثقافي الرسمي، وهذه الحركة ذات تأثير ملموس ومختلف على الرغم من عدم اعتراف ولا رعاية الجهات الرسمية بها لكنها حركة متصاعدة في ظل ظروف مادية صعبة للغاية تدفعها أجيال ثقافية تتوق إلى دفع المسيرة للأمام، ربما بدون تنسيق لكنها حركة ملموسة الأثر فعلي الساحة الادبية المصرية مثلا ثراء إبداعي متنوع وكثيف في حركة ربما لا تعرفها أي عاصمة غربية الآن، ولكن توزيع هذا الإنتاج مقصور على فئة قليلة الأسباب كثيرة كما أنه لا يلقى الاهتمام المطلوب من المؤسسة الرسمية ورغم ذلك فهو قائم ومهم وملموس.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved