الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

وميض
عودة الازدواجية!!
عبد الرحمن السليمان

تواجد في مدينة الرياض قبل أيام مجموعة من الفنانين التشكيليين من دول مجلس التعاون الخليجي بينهم عبدالرسول سلمان من الكويت ومحمد عتيق من قطر وعلي المحميد من البحرين وآخرون من دول المجلس. الهدف من هذا اللقاء كما علمت إنشاء اتحاد أو رابطة لجمعيات الفنون التشكيلية بدول مجلس التعاون، كانت إحدى الدول الخليجية اقترحتها وتبنتها بعض الدول، وها هي الآن مشروع ينتظر أن تتم الموافقة عليه وإقراره. الخطوة في حد ذاتها جيدة ومطلوبة وإن تأخرت كثيرا وكانت مسبوقة في العام 1989 بتنظيم المعرض الدوري لفناني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكانت دورته الأولى في مدينة الرياض وأشرفت عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، تلاه معارض الشباب، وسبقه مناسبات مختلفة تجمع الفنانين التشكيليين من دول المجلس في الداخل أو الخارج. لكن جماعة (أصدقاء الفن التشكيلي) تشكلت من مجموعة من الفنانين من دول المجلس ظهرت في العام 1985 سابقة تلك المحاولات، وقدمت خلال مسيرتها نشاطا فنيا حافلا في دول مجلس التعاون وعدد من الدول العربية والأوروبية والأمريكية.
في الخطوة الجديدة التي تخطوها المجموعة، التي أرادت مجلس التعاون مظلة لها، تمثل الجهات ذات العلاقة أي القائمة على الفن التشكيلي في دول المجلس، وبالتالي فإنها قد تضم أكثر من جمعية كما هو في البحرين التي يوجد فيها ثلاث جمعيات تشكيلية هي الفن المعاصر، وهي الأقدم، فجمعية البحرين للفنون التشكيلية، وأخيراً جمعية خزافي البحرين التي ظهرت في العام 1994، إلا أن اللافت هو تمثيل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمملكة في هذا اللقاء، وهي جهة شاملة ليست وحدها المعنية بالفن التشكيلي، فهناك وزارة الثقافة والإعلام التي أعلنت عن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي ننتظر اجتماعها التأسيسي بعد وضع الترتيبات النهائية لها. أعتقد أنه في مثل هذه الحالة فإن الساحة قد تعود إلى الازدواجية التي عاشتها الساحة التشكيلية السعودية طيلة العقود الماضية، فالوضع التشكيلي القادم ومع وجود الجمعية التشكيلية لن يغير شيئا، وسنعود إلى ذات الحالة التي باعدت الفنانين وفرقتهم حتى لجأ كثير منهم إلى الجهد الفردي والتوجه إلى القاعات الخاصة أو التمويل الذاتي أو حتى الابتعاد. والحقيقة أن الفن التشكيلي في المملكة لا تنقصه توجيهات أو تدخل غير المختصين فيه؛ فعمره أكثر من أربعين عاما، حقق الفنان التشكيلي السعودي خلالها نجاحات على مستوى المناسبات الداخلية والخارجية.. والحقيقة الراهنة لا تستوجب أية وصاية من خارج إطار الساحة التشكيلية التي تأخر فيها إنشاء الجمعية التشكيلية، وهي التي ننتظر أن تدفع بالحركة التشكيلية في المملكة إلى مزيد من التنظيم والعمل الجماعي المشترك.. ومن هنا كانت الرغبة في أن تقوم الجمعيات الجديدة على أساس الانتخاب، وهي خطوة مطلوبة إذا لم تصطدم بعقبات بيروقراطية. وأعتقد أن تمثيل المملكة في الرابطة أو الاتحاد المَنْويّ إقامته يمكن أن يكون عن طريق تكليف الفنانين الذين لهم تعاون واضح مع الوزارة ولهم شأن تشكيلي محلي معروف، وهناك أسماء تشكيلية عدة اختيروا كمستشارين، وأظن أن الفنان الدكتور محمد الرصيص مؤهل لهذه المهمة، وهو أكاديمي له تجربة على مستويات تشكيلية مختلفة، وكذلك الفنان سمير الدهام أو غيرهما ممن اختارتهم الوزارة لإعداد اللائحة التحضيرية للجمعية التشكيلية أو ممن ترى فيهم الكفاءة، فهي كلفت الفنان سعد العبيد للتنسيق لمعرض الفنانين
السودانيين، والفنان د. محمد الفارس للإعداد للمعرض ثلاثي الأبعاد وغيرهم.. على أننا لا نختلف على الفنان علي الرزيزاء بصفته فنانا تشكيليا. أتمنى من وكالة وزارة الثقافة والإعلام أن تجد حلولا لبعض الاشكالات التي يمكن أن تعيد الساحة للازدواجية الظاهرة في بعض الأنشطة، كما ننتظر أداء الجمعية التشكيلية وعملها وأشخاصها باستقلالية تكفل للقائمين عليها العمل وفق الاختصاص وعدم التدخل إلا على النحو الإداري الذي يعود إلى وكالة الثقافة مباشرة.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved