صدى لون
لا تلام أنت رجل!!
محمد الخربوش
|
تواترت ردود الأفعال حول مقالتي السابقة التي تطرقت من خلالها إلى الفن التشكيلي النسائي الذي نعته (مداعبة) إلى أنه حضور سريع الذوبان، وقد كنت من خلال تلك المقالة أتطرق إلى الموضوع من خلال نظرة شخصية بحتة ومن خلال متابعة متأنية أيضاً لما يجري في الساحة التشكيلية من فعاليات تشكيلية مختلفة على مدار العام بحكم الاختصاص وبحكم طبيعة العمل ما أوجد لدي بعض المعطيات والقناعات التي استقيت من خلالها الوصول إلى مثل هذا النوع من الأحكام وإن كنت ولا أزال أؤكد أن ما أشرت إليه هو مجرد قناعات شخصية قابلة للصح والخطأ، لكن ما أحب أن أؤكده أيضاً أنني لست منحازاً إلى الرجل؛ كما تقول إحدى التشكيليات عندما قالت: (لا تلام أنت رجل) أو كما تقول أخرى: (الرجل هو المقيّم والمحكّم وهو المنظم، وهو الكل في الكل؛ في المعارض والفعاليات التشكيلية). ومن هنا فإن الانحياز حتماً إلى الرجل سواء في الجوائز أو العرض أو درجة الاهتمام، ومع تقديري للآراء المخالفة كلها، وللممتعضات والممتعضين أيضاً كافة من تصنيفي للفن النسائي في طرحي المذكور إلا أنني ما زلت أؤمن بوجود قصور في المعطيات التشكيلية النسائية سواء في مجال الأفكار والمضامين أو التجارب والتقنيات المهارية والفنية.. ومن هنا فإن ما أشرت إليه من قصور لا تلقى تبعيته على التشكيليات فقط، إنما يأتي دور الجهات ذات العلاقة هو الآخر مهم من خلال إتاحة الفرصة لهن لمواصلة التدريب والتطوير، ولا يتم ذلك إلا من خلال الإسراع بالموافقة على افتتاح المراكز التشكيلية النسائية المتخصصة التي تتطلب كوادر نسائية مؤهلة تساعد من خلال هذه المراكز على تدريب القدرات الفنية والتقنية وتطويرها للتشكيليات كافة بما في ذلك الموهوبات والواعدات ورعايتهن وفق برامج تشكيلية متجددة.. أما أن يظل الوضع كما هو الآن من خلال أطروحات مكررة ومقلدة للغير أو أطروحات يغلب عليها الطابع الديكوري والزخرفي، فإن ذلك لن يضيف إلى الساحة التشكيلية أي جديد.
خلاصة القول أتمنى للجميع سواء كانوا تشكيليين أو تشكيليات أن يدركوا جيداً أن ما يطرح من خلال هذه المساحة ما هو إلا اجتهاد شخصي يسعى كاتبه إلى الإسهام في تقديم ما يعتقد أنه مفيد للساحة التشكيلية التي لا تزال تعاني من غياب النقد وندرته خصوصاً أن محور القضية رافد مهم من روافد الثقافة؛ وهو الفن التشكيلي بمعطياته الجمالية الرائعة كلها.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
