Culture Magazine Monday  16/04/2007 G Issue 195
مداخلات
الأثنين 28 ,ربيع الاول 1428   العدد  195
 

الصالونات الأدبية والمنتديات..
هل هي للوجاهة أم لخدمة الأدب؟

 

 

انتشرت خلال السنوات الخمس الأخيرة، على وجه الخصوص، الصالونات والمنتديات الأدبية، والشيء العجيب أن هذه المنتديات والصالونات لا تحظى بالتغطية والمتابعة، بحسب الضيوف أو بحسب الموضوع، بل بحسب مكانة وشخصية ووضع صاحب الصالون أو المنتدى الاجتماعي. التساؤل الآخر: هل للعلاقات العامة والصداقات مع الوسط الإعلامي دور في تسليط الضوء على منتدى أو صالون دون آخر؟

وللدلالة على كلامنا يقيم أحد الصالونات أمسية أو لقاءً أدبياً يضم أسماء كبيرة في المجتمع وفي المجال الأدبي والثقافي ويحوي نقاشات جادة وتوصيات هادفة ومع ذلك لا تكتب عنه إلا صحيفة أو صحيفتان، وعلى النقيض تقام أمسية في أحد المنتديات تضم أسماء ضعيفة وقليلة الخبرة في الأدب والثقافة، ونفس الشيء ينطبق على صاحب المنتدى أو الصالون، ومع ذلك تحظى بتغطية كبيرة تفوق الخيال، وهذا ما نستغربه، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل للعلاقات وللكرم الحاتمي والهدايا وموائد الطعام أثر في حراك وسير القلم ليمدح أم ماذا؟ لا ننكر أن الصالونات والمنتديات داعم كبير للثقافة والمثقفين، كما أنها ملتقى جميل إذا كان ما يطرح فيها بعيداً عن الإساءة إلى الدين أو القيم أو المبادئ، كما أن مثل هذه الصالونات والمنتديات تحتاج إلى تركيز أكبر ومصداقية، إضافة إلى نزاهة الإعلامي، وإعطاء كل منتدى حقه في التغطية بعيداً عن المصالح والعلاقات. وهنا لا ننسى أن هناك منتديات فرضت نفسها، وخصوصاً في المنطقة الشرقية بالدرجة الأولى، وفي الغريبة بالدرجة الثانية، ومنتديات جديدة في العاصمة الرياض كمنتدى الفنان ناصر الموسى ومنتدى الفنان سعد العبيد وغيرهما؛ لذا فعلى القارئ المثقف والقارئ العادي ألا يحكم على نجاح منتدى أو صالون أدبي بحسب ما يكتب وما لا يكتب، بل يجب أن يكون حكمه عن طريق حضوره الشخصي لكي يرى ويسمع ويناقش، وساعتها سيكون حكمه منطقياً وواقعياً، كما أننا نتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تصنف تلك الصالونات والمنتديات، وتسعى لدعم الجيد منها وتسجله رسمياً، وإيقاف المتدني المستوى منها؛ لأننا في هذا الوقت خصوصاً في حاجة إلى مثل تلك المنتديات والصالونات لتثقيف أفراد المجتمع؛ فالمنتديات والصالونات تنمي وتغذي الفكر بدلاً من منتديات الشيشة والجراك والبلوت.

محمد عبدالعزيز اليحيا -الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة