Culture Magazine Monday  16/04/2007 G Issue 195
نصوص
الأثنين 28 ,ربيع الاول 1428   العدد  195
 

كان منهمكاً يكتب، وفجأة انتشر ظلال كسحابة سوداء متحركة على الورقة.. توقف عن الكتابة في منتصف السطر.. حدق فرأى شيئاً عجيباً على الورقة، ظلاً لجسم أسطوري.. وهو في غمرة الكتابة نسي أن الورقة ورقة، وخيل إليه أنها صحراء مترامية الأطراف، وأن جسده تجسد في ريشة قلمه، وأن هذا الظل لهذا الجسم الأسطوري سحابة تغطيه وتحاصره وتكتمه.. فرفع رأسه كمن يرفعها إلى السماء، حدق أولاً في المصباح القريب الذي ...>>>...

يا ويح طرفك إنْ أهلُ الحمى رقدوا

وفي عيونك من طول النوى سهد

النجم غادر من أبراجه غلساً

وأنت في سجن أثواب الهوى كمد

يا شاري البرق إن تلق أحبتنا

فاقر السلام وحدثهم بما أجد

وقبل الأرض حباً عند أخمصهم

لعل يغشاك من أنفاسهم رشد

وقل لهم إنه من بعدكم دنف

على الفراش فلا صبر ولا جلد

وعينه قد كساها بعد فرقتكم

وكحل الجفن في أحداقه رمد ...>>>...

لحظة غضب هزت وجداني.. جذبت جسدي ابتعدت.. أمسكت بمقبض الباب وخرجت.. صرخة تصاعدت.. تلاحقني..

بعد فترة وجيزة من الزمن، رن الهاتف جاءني صوته الحزين، فصمدت حروفي، اجتاحني حزن زمجر في داخلي بموجة غضب عارمة. حروفي أبت المضي معه أبت التفاعل مع عبارات الترجي، صامدة

تلك الحروف، كلماته تلج مسامعي لكن.. يصدها حاجز منيع، يحاول فرش الوعود المتدفقة بسيل عبارات المحبة تهز ذاكرتي بأحلامنا الهاربة، يعلو جسر ...>>>...

عندما كنت صغيراً كانت تنتابني

كوابيس مزعجة في نومي

أفتح عيني على نفث هواء بارد

تخالطه رائحة الطهور..

إنه أبي...!!

يرقيني.. بالفاتحة والناس..

فأغط في نوم عميق..

كأن لم تكن تلك الكوابيس..

حرارة جسمي المرتفعة..

العرق ينساب من فوق جبيني بغزارة

على وجهي وسائر جسدي..

رعشة حمى غليظة..

أحلام وكوابيس مزعجة..

أناس متجمهرين..

غوغاء شديدة..

أشباح رجال لا أعرفهم..

لعلي قد رأيت بعضهم..

لا.. ...>>>...

بين الشعر والنثر تراوح عوالم ديوان (صحراء تخرج من فضاء القميص) للشاعر دخيل الخليفة، لنرى النص تلو الآخر يهيئ مشروع الأسئلة الحادة كنصال لعالم لم يعد للبراءات أي وجود فيه.

لم يعد (كريِّم الهزاع) هو ذاك الرمز القوي في تيه صحراء نقشت وشمها في الذاكرة، بل لم تعد إيماءات الشاعر الخليفة نحو جراحات كثيرة مفيدة لتجربة إنسان سريرته النقاء، وواقعه البهاء الذي يغمر أعطاف الرمل على نحو ما يستهله في ترانيم ...>>>...

باتت تنادي أطربت آذاني

والفكر أوقظ فاستقام لساني

فنثرت دراً كي أفرج كربة

عن شاعر قالت له تهواني

هو أول الساعات يسمع جملة

رقراقة من صوتها الرنان

فأجبتها والشعر شهد من فمي

والسن يضحك والسرور علاني

هي رابع المرات جئتك زائراً

والقلب في شوق وفي وجدان

إني لأهوى فيك كل خميلة

فوق السحاب وتحت بالوديان

في (السودة) الخضراء كان مقامنا

السير فيها مطرب الأجفان ...>>>...

سأبدأ من (حتى)، لألغي تلك المسافة الرتيبة والخانقة، ولأفتعل بعض الخطو الإيجابي الناضج.

***

شيء ما يرغمني على هذا البوح الجديد، يدفعني فجأة خارج أسواري وأبوابي المغلقة، شيء ما، أو مجهولٌ ما، يعرج في سماوات سكوني، منتحلاً وهجاً غيبياً، أو شجناً غائباً، أو شكلاً هلامياً لا أفقياً أو عرضياً، ولا عمودياً مستطيلاً، بل هو أقرب إلى دائرة فضفاضة حيناً، وخانقة أحياناً أخرى.

***

أشواكٌ تتجذرها أشجان، ...>>>...

أيقنت أن ذاكرة الشوق

مشنوقة في مساءات الانشطار

بينها وبين عوسجة العشق الرصين

دروب طويلة

كالحلم المتروك على حافة الريح

هو المعنى المصلوب على باب الجمر العتيد

أم أضحى شهقة الانبهار الوليد

أسمع في فمي أصوات تصرخ

تنوء بحقول النزيف

وصرير يبتلع الهذيان الكفيف

وينمو فوق وجهي

القيظ المستفحل

النابت في أغوار المدن الجائعة

المموه كملامح التاريخ المبتل

وأنا خارج خيانات هذا الجسد المحتل

أراني ...>>>...

ورقة أخرى.. تسقط!

من عمري الحزين..

ليست ك .. سابقاتها..

فهي .. محمومة به.. ذاك الذي اقتحم جل

تفاصيلها..

وتركها تتهاوى..

من شجرة حياةٍ مرت..

في خفقة فؤادٍ.. يدخله الحي مستعمراً..

لأول مرة !!..

الهدوء يتسربل في أنحاء غرفتي..

شبحاً يرتدي دماءً حمراء..

أرهقتها نجيباتٍ متتالية..

من فصيلة دمي المستباح!!

إلهي..

ما به يرافقني في هذا اليوم..

أهو من المؤكدين لذلك ؟!

آه .. آهٍ.. آه !.

فكرت ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة