Culture Magazine Monday  16/04/2007 G Issue 195
نصوص
الأثنين 28 ,ربيع الاول 1428   العدد  195
 
الرقية
فهد بن حمد الصقعبي - الرياض

 

 

عندما كنت صغيراً كانت تنتابني

كوابيس مزعجة في نومي

أفتح عيني على نفث هواء بارد

تخالطه رائحة الطهور..

إنه أبي...!!

يرقيني.. بالفاتحة والناس..

فأغط في نوم عميق..

كأن لم تكن تلك الكوابيس..

حرارة جسمي المرتفعة..

العرق ينساب من فوق جبيني بغزارة

على وجهي وسائر جسدي..

رعشة حمى غليظة..

أحلام وكوابيس مزعجة..

أناس متجمهرين..

غوغاء شديدة..

أشباح رجال لا أعرفهم..

لعلي قد رأيت بعضهم..

لا.. لا.. لا أعرف أحداً منهم..

من هذا الرجل القادم..؟؟

تكسوه ثياب بيض..

وعباءة موشحة بخيوط الذهب

ولحية كثيفة ناصعة البياض..

إنه يقترب مني..

إنه يدنو.. يدنو..

إنه أبي.. أبي..

أحاول جاهداً الوقوف

لا أستطيع.. لا أستطيع الوقوف

فتبسم وأومأ برأسه..

فوضه يده على جبيني

ورقاني كما كان يرقيني

فأحسست ذلك الشعور..

فتحت عيني فلم أجد أبي..

آه.. أين أنت يا أبي..؟؟

كم أنا بحاجة إلى هذه الرقية..

ما هذا الكابوس الذي يلازمني..

ما أشد حاجتي إليك يا أبي..

ما أشد حاجتي إلى رذاذ رقيتك

ما أشد حاجتي إلى حنانك الغاضب

ما أشد حاجتي إلى تقبيل جبينك الطاهر

الذي قبلته عندما فاضت روحك إلى بارئها

كانت قبلة وداع..

أشعر بها كلما احتجت إليك...

آه.. يا أبي كم كان فراقك علي صعباً...

ولكن آمنت بالذي جعل لكل أجل كتابا...


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة