الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 17th May,2004 العدد : 59

الأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

البدايةُ موعد..والنهاية قصائد..
* الإخوانيات نمطٌ من الأدب كاد يختفي.
* لهاثُ الزمن وعلاقات المصالح واصطناع المودة عوامل ساعدت في تقليصه لدرجة إلغائه.
* «الثقافية» تحاول إحياء هذا النمط بنماذج مشرقة.
* كتب علي سعد القحطاني:
كان الدكتور عبدالله الغذامي والأستاذ عبدالكريم العودة قد تشاورا حول هجاء الأستاذ عبدالله الناصر بسبب مماطلته وعدم وفائه بوعوده لهما..
ولما علم (أبو عبدالعزيز) بما يحاك له من مؤامرة هجائية، استنجد بصاحبه وصديقه الشاعر أحمد الصالح، فوعده بمؤازرته ومناصرته إن حدث شيء من هجاء، وتسرب الموضوع، وشاعت القضية بين الأصدقاء، وتصادف أن التقى الأستاذ عبدالله الناصر بصديقه الأديب عبدالله الماجد في الرياض.. وأراد الناصر الاحتفاء بصديقه فدعا الجميع إلى مزرعته بالدرعية، وقد سعى الأستاذ الأديب الحبيب وصديق الجميع حمد القاضي إلى الصلح، ووضع بنودٍ للمصالحة عند الاجتماع على ان يشارك في صياغة بنود الصلح كل من الأديب الماجد والشاعر عبدالله الزيد والزميل إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية والكاتب الأستاذ محمد القشعمي..
وحُدد الموعد وتوافد الأدباء والشعراء، إلا أن الدكتور الغذامي بعث باعتذار من خلال رسالة هاتفية مكتوبة عبر الهاتف الجوال!! أما الأستاذ عبدالكريم العودة فلم يحضر ولم يعتذر، ولكنه بعد فترة تذرع بمواجع الانزلاق الغضروفي الذي يعاني منه!! ولقد استاء من حضر لعدم مشاركة الاثنين اللذين كانا يبيتان الهجاء وينذران به..
ووجدها الناصر فرصة لكيل التّهم لكلا الاثنين وتحريض الشعراء على الهجاء، والتنديد، والوعد، والوعيد، وقال والله لنملأنها عليهما قصائد.
ولكن الأستاذ حمد القاضي أصرَّ على التماس العذر لهما، وترتيب لقاء آخر لإعطائهما فرصة أخرى لإثبات حسن النوايا، التي ينفيها الناصر حيث راح يؤجج الموقف، ويشحن النفوس ويغريها باتخاذ أسلوب الهجاء العنيف.
ولكن القاضي أصر على مسعاه وذلك بإعادة ترتيب لقاء آخر يكون حاسماً، وفعلاً تم الترتيب والتوقيت وفي المكان نفسه وخرج الجميع إلى هنالك، ولكن الدكتور الغذامي لم يحضر، ولم يُعرف خبر لعبد الكريم العودة حتى اللحظة، وقد تذرع الدكتور الغذامي بأسباب يرى الناصر أنها أوهى من جناح الفراشة..
وقد تبيّن فيما بعد ان الغذامي لم يحضر بسبب وعورة الطريق المؤدي إلى المزرعة أو أنه عندما رآه آثر السلامة والعودة خوفاً على سيارته من المطبات، والمرتفعات، والمنخفضات.. وأحزن ذلك الناصر لكون الطريق هو العائق الحقيقي بينه وبين أصدقائه وزواره وشكا إلى الأدباء والشعراء معاناته مع وزارة النقل التي لم تنفذ الطريق رغم قصره ورغم كونه يخدم أكثر من خمس عشرة مزرعة.. ورغماً عن الكتابات القديمة والجديدة ورغماً عن الشفاعات، ورغماً عن تاريخ الدرعية.. كل ذلك لم يجد فتيلاً فكتب الأستاذ عبد الله الناصر قصيدة إلى صديقه الغذامي فيها عتاب، وشكوى، على ان القصيدة لم تخلُ من رقابة فنية من الأستاذ التركي, والذي لم يكتف بهذا الدور وقام بالمشاركة.
وفي محاولة أخيرة، ومبادرة كريمة.. أقام الأستاذ التركي مأدبة دعا إليها الجميع.. وحيث ان الصلح صار أمره صعباً إذ لم تنفع فيه حكومة القاضي، ولأن هناك انشقاقاً تزعمه الشاعر عبدالله الزيد الذي صعَّر خده للجميع ورفض هجاء الدكتور الغذامي مهما كانت الأسباب والذرائع.. إزاء هذه الصعوبات رأى الأستاذ التركي توجيه الدعوة لشخصية أدبية مرموقة ولها مكانتها الأدبية والاعتبارية، فوجَّه الدعوة إلى الشيخ الكريم عبدالكريم الجهيمان.
وقد حاول الشيخ بوقاره ولطفه المعهود، حسم الموضوع وإنهاء الخلاف، وكاد الشيخ ينجح في مهمته، لولا ان أموراً استجدت وأخرى طرأت فقد دخل على الخط من أعادها جذعة وهو الدكتور الشاعر عبدالعزيز السبيل الذي ألقى قصيدة زادت الطين بلّة لكنّ الزميل إبراهيم التركي حاول المواءمة بنص توسطي.
ورغماً عن ان الاجتماع تأخر حتى الهزيع الأخير من الليل إلا أن القضية تشعبت، ودخلت في أنفاق ومنعطفات صعبة، وبناء على ذلك فقد انفض السامر على الوعد والوعيد، والتهديد بالمزيد من قصائد العتاب والمحبة.
وهذه نماذج منها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved