الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 17th May,2004 العدد : 59

الأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

(معجم موازين اللغة) «3»
صالح بن سعد اللحيدان

موازين اللغة أو ضوابطها أيَّما نَطَقْتَ به فحسن في حماية هذا العلم الحقيق به الحماية من كثير من أهله ولو زعم الجلةُ منهم أنه منها وهي منه.
وشاهد ذلك أجلبه من سبعة أمثال شاهدة وإنها لسبيل مقيم، أمثلة لعلها لا تريم وإن كانت ليست بشيء، لكنها الحق أقول شاهدة على سوء اللغة لدى قوم لعلهم يعرفونها لكنهم أساؤوا إليها قصداً وبغير قصد، ومع ذلك لم تزل هذه الشواهد معظمة عند الكثيرين.
الشاهد الأول: كتاب (الأغاني)، يُعتبر هذا الكتاب مرجعاً مُهماً في الأدب والأخبار والروايات والشعر وشيء من النقد العابر، فبجانب ما فيه من روايات مكذوبة فإن لغة الكتاب (لغته) أودت باللغة، ولا يُقال لأن الكتاب صُنف دون تمحيص أو مراجعة وانتقاء، فهناك مواطن كثيرة هدمت فيها (موازين اللغة) في المصادر الأصلية والميمية والتمييز والظروف خاصة المكان حال حرف الجر (في)، وقل ما شئت. ولعل من يقتنيه فيراجعه بدقة وتمعن متأن جاد يفتح له عجائب كانت قد فاتته حين قرأه قراءة مستفيد أو مستشهد أو قراءة متعة وقضاء وقت، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، فهناك أمور جرت حوله من استشهاد وتنظير وتهذيب ودراسة فلم أر من عالج خلل اللغة فيه.
الشاهد الثاني: (مروج الذهب)، وهذا وإن كان في التاريخ والسير والحوادث إلا أنه كتاب متقدم جداً وقع فيه من الخلل في اللغة الشيء الكثير، ولعل مرد هذا السرد الخطابي في إيراد الحوادث والإنشاء المباشر لها كذلك، وليس هناك عذر يقوم فيما حصل من خلل، لكنها زلة العجلة وعدم الشعور بالمسؤولية التي تكون.. اللغة فيها.. ماثلة أمام العين بحيث تكون قاعدة يُسار عليها ابتداءً وانتهاءً.
الشاهد الثالث: (إحياء علوم الدين)، كتاب جيد في دله وهله وقله، ولا غبار عليه لولا مافيه من: الحلولية، ووحدة الوجود، والآثار المتهالكة. لكن ليس هذا قصدت ورميت، إنما لغته قد كانت تحتاج مع أهمية الكتاب إلى اللغة القائمة على ضابطها السليم من العوارض والقوارض، ناهيك بقطم الفم، وجم الهم، ونهم الهم، بين غم وغم.
ولم أر من انتقد هذا في لغته وطرحه وقرحه ومرحه، هل وصل الحد في هذا الحين إلى الجهل بلغة الإسلام وعنوان السلام وحاملة خير الكلام والدالة على الوئام؟!
الشاهد الرابع: (فقه اللغة) للويس عوض، و(العروبة أولاً) للحصري. طالعتهما في القاهرة/ والمغرب/ والأردن/ مراراً فهما بجانب الحماس والاندفاع ومرارة طلب الحق الذي يظنان أنه كذلك أصبحا كتابين من كتب بعد: فقه الواقع، لغة وعلماً وأدباً وعقلاً من الكتب الرديئة التي يشاح عنهما، ومع أن (فقه اللغة) في ذات اللغة لكنه كتب الكتاب لطمرها كما هاب طمران حيث يوزعه على قول نابغة ذبيان.
ولست أدري قصده لكنه أساء وأسف.
الشاهد الخامس: وهذا مثال وشاهد، وشاهد ومثال يحكي حاله وأمره ومره وضره وهره يحكي حاله (واقع، واقع).
أما الأول: فالعلم الشرعي وما بين يدي من دراسات وتحقيقات وبحوث تشير إلى (ضعف اللغة) في كثير من ذلك، وليس في الأمر عجلة أو عدم تخصص، وإنما اللغة تحمي العلم في رفعه ونصبه وجره وجزمه، في ظرفه وتمييزه ومصدره وحاله، وهذا كله قد جاء في أحيان، وأحياناً يحتاج الطرح فيه إلى ضبط المصدر والحال والتمييز والجزم في حال النفي والنهي بلا النافية ولا الناهية، وإلى نظر (في) في حال جرها وكونها ظرفاً ومصدرية.. إلخ..
وأما الثاني: فمهلك ومبيد إن لم تنهض النوادي الأدبية ودور النشر والباحثون المسؤولون بالشد عليه والمد إليه ورعايته كلها وحمايته.
ففي كثير من كتب الأدب والنقد والثقافة في كثير منها تفنن مليح ظريف كملاحة المدلة وظرافة دعبل وحبنقة، تجد لغة متراكبة بين سهلة وصعبة، لكنك حيال اللغة المسؤولة بضابطها وقائدها ولابدها وعائدها لا تجد شيئاً، وإن تعجب فعجب قولهم ففي كثير من النقد بين أديب وآخر، ومثقف وصنوه، وناقد ومضارعه لا تجد إلا التناطح حول الأستاذية والريادة لكن على هش وقش ورش من فراغ قاتل يحسبه صاحبه أنَّه بذل وما بذل، وجدد وما جدد، وأبدع وما أبدع، إنما هو السطو في حين، والتعالم في حين، والادعاء (ثالثة الأثافي) وخلاك ذم.
لم أقرأ أن ناقداً موهوباً!! دخل في اللغة ليبين لنا خلل هذا وذاك، إنما هو عراك يلي العراك على الزعامة في الأدب والنقد.. ما هذا..؟!!
الشاهد السادس: الندوات والمحاضرات وانظر (ولا ينبئك مثل خبير) تجد الكسر والجزم والرفع والفتح مع كثرة الحركة ورفع الصوت والهياج، وهذا من عادته هدم اللغة وقتلها بواسع جيد من هذا وذاك، وإلا فلم هذا كأن المحاضر والمحاور وذا الندوة يتأهب لحرب طاحنة؟!
ورحم ابن قتيبة والرافعي ما أجمل ما قاما به من كتابين:
1 (أدب الكاتب).
2 (وحي القلم).
الشاهد السابع: تتكسر اللغة في بيتها، والتعليم لا ينضبط في كافة مراحله إلا بتغذية مهمة باللغة، حقيقة حاصلة لكن ما أحس أن هناك شيئاً يجب أن يكون حيال اللغة، فهل يتفضل قائم التعليم د. الرشيد، وهو رجل جيد ومسؤول مدرك، أن ينظر ذلك بجوار أخيه (العنقري) الرجل الفذ الكريم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved