قصة قصيرة بوح يتفتت أمام مرآة طاهر أحمد الزارعي *
|
......(حينما يهبط الظل.. وتغبر المرايا..!
انتصب أمام مرآته المعزولة هكذا.........! مثل فارس عازم على خوض ذات معركة، ونظرات يقلبها تفيض بروح الدهشة والاستغراب واصطاد حركتها في جزء مضطرب يهذي ببقايا ماء.. في اي مكان منك استطيع أن ألاحظ خرسك؟!
.......... سأكون سعيداً لو فتشت عن فاجعتك
.....................
لم تحتمل تلك اللحظات عندما رأتها تزحف بجانب ضوضاء القلق وطفولة الأمس.. وبهدوء تقيأت صمتها، وكتبت على سطح الزجاح بأصابع مرتبكة: (التاريخ الجديد سيبدأ من هنا..) ومضت الى هناك مغادرة نحو دروب الخفاء.
بقي ملتصقاً بمكانه، فلم يكلف نفسه عناء اللحاق بها، واخذ يمارس هواية الضغط على شفيته باشمئزاز! كان جسده آنذاك يفرز لوناً قاتماً انتشر في فضاء الصرخة، وحلق مع حفيف الزمن البعيد.. امتلأ المكان برائحة الخوف.. هوت من أعلاه خصلة بيضاء صغيرة مثل ندفه ثلج رطبة، وغاصت في الفراغ الهارب.
شعر بعد ان لعن فضيحة الضوء برذاذ ذاكرته، وبدأ يكتب الليل مرتعشاً من نتوءات السقوط!
* قاص سعودي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|