الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 17th May,2004 العدد : 59

الأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

في معرض معلمي ومعلمات الحرس
إبداع يؤكد الانتماء وآخر يحارب الإرهاب

* الثقافية محمد المنيف:
يعود معرض الفن التشكيلي لمعلمي ومعلمات التربية الفنية بالحرس الوطني إلى التواجد في معرض مشترك يقام في قاعة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بعد تجربتهم الأولى العام المنصرم، ليأتي الموعد الثاني الذي افتتح على شرف معالي وكيل الحرس الوطني الدكتور عبد الرحمن السبيت المشرف العام على برنامج «معاً من أجل الوطن» وذلك مساء الثلاثاء الماضي ويستمر عرضه حتى الخامس من الشهر القادم. حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين من منسوبي الحرس الوطني وجمع كبير من المسؤولين من قطاعات مختلفة ومن الفنانين، وقد اثنى الدكتور عبد الرحمن السبيت على ما قدم من خلال المعرض من أعمال تمثل ما يتمتع به المعلمون والمعلمات من قدرات إبداعية في مجالهم وما يمكن ان يعودون به من توجيه لابنائهم الطلبة مضيفاً أن الفن وسيلة تعبير عالمية تقرأ بالعين وينجذب لها الوجدان وأنها رسالة هامة لخدمة المجتمع والارتقاء بذائقته كما شكر في نهاية الجولة المعلمين المشاركين والقائمين على المعرض هذا وقد تم إعداد كتيب توثيقي للأعمال المشاركة وأسماء المشاركين تم إهداؤه للحضور في المعرض.
تنوع في الأعمال
ومنافسة التشكيليات
شارك في المعرض ثمانون فناناً من بينهم عشرون فنانة يمثلون في مجموعهم المعلمين التشكيليين والمعلمات للتشكيليات القطاعات الثلاثة قطاع الرياض والقطاع الغربي والقطاع الشرقي المعرض لهذا العام قدم المشاركون فيه مجموعة لا بأس بها في مستوى العدد أو الكم تميّزت بعض الأعمال فيه بالكيفية وبالموضوع حيث لا مس الفنانون من المعلمين والمعلمات قضايا الوطن وشؤونه وشجونه ابتداء من التأكيد على الانتماء مروراً بمظاهر النهضة والعمران ومختلف الرموز الحضارية المرئي منها والمحسوس وصولاً إلى ردود فعل بعض الفنانين تجاه الأحداث واعتبارها منطلقاً لإعمالهم كشفوا من خلالها الكثير من ملامح الإجرام التي يمارسها الإرهابيون ضد هذا الوطن الآمن وهنا يبرز دور الإبداع واعتباره وسيلة تعبير عن مكنونات الوجدان وعن موقف الفنان كونه فرداً من أفراد المجتمع عليه مسؤوليات كبيرة منها إيصال الموقف الرافض بالفرشاة والألوان والخطوط والفكرة التي يظهر من خلالها مدى وحشية مثل هذه الأفعال.
الفن التشكيلي وموقفه العالمي
فالفن التشكيلي وعلى المستوى العالمي كان ولا زال له موقفه وللفنانين سبل تعبيرهم فهناك من الأعمال العالمية الكثير أحدثت ردود فعل وأضافت نمطاً من أنماط التواجد الرادع والمؤثر ولنا في العديد من الأعمال شواهد كثيرة نذكر منها على سبيل المثال العمل الفني الذي نفذه احد الفنانين العالميين في احد المعارض الدولية عبر فيه عن الأفعال والأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل في سفك دماء الشعب الفلسطيني ممثلاً ذلك بقارب يسير في بركة دماء مما أثار حفيظة الإسرائيليين إضافة إلى ما قام به احد الفنانين البوسنيين في معرض مماثل من رسم لوحات تكشف حقيقة الانتهاكات واغتصاب النساء من قبل الصرب مما دفع منظمي المعرض إلى رفضها وإذا كانت مثل هذه الأعمال قد عرضت في مرحلة قريبة فهناك من الأمثلة السابقة لها الكثير نختصرها او نوجزها في إحدى أهم اللوحات العالمية تعبيراً عن الهمجية في الحروب وهي لوحة بيكاسو الشهيرة (الجرنيكا) التي رسمها عام 1937م والمعبرة عن قيام القوات النازية بتدمير هذه القرية الاسبانية.
دور الفنانين في مواجهة الإرهاب
لقد لفتت نظري بعض من الأعمال الجميلة والمعبرة عن تلك الاحداث مهما كان مستوى الاداء فيها مع ما تحمله من إشارة إلى ان خلفها فنانون لهم مستقبل كبير في هذا المجال في حال بحثهم عن سبل التجارب ومعرفة خواص ونتائج التقنيات بكل أدواتها وكان في ملامستهم للقضية والتعبير عنها ما يؤكد الاهمية والمطلب الذي يجب ان يكون عليه هذا الفن ابتداءً من حصص التربية الفنية مروراً بمراسم الفنانين وبما يمتلكه كل منهم من قدرات وإمكانيات ووصولاً بها إلى المشاهد والرأي العام عبر المعارض تواصلاً مع كل الطاقات المسخرة للتوعية وبث الوعي عند المواطنين وبهذا يكون الفن التشكيلي قد ادى دوره دون النظر الى عدم مقارنة وصوله الى اكبر مساحة من المتلقين اسوة بالفنون الاخرى من مسرح وتلفزيون واذاعة ومع هذا فله حق المساهمة والتعبير فتلك مشاعر وطنية ستخرج عبر اللوحة شاء الفنان ام ابى كونه فردا ومواطناً فاعلاً ومتفاعلاً مع كل ما يعني الوطن في السلم وفي غيره. وقد تختلف سبل التعبير بين مباشر للشكل المراد التعبير عنه كما نشاهدها في بعض أعمال المعلمين والمعلمات ونأخذ اعمال الفنان حاتم المطرفي كنموذج لها وابرازه للارهاب بشكل مخيف ومقزز بتصويره الارهابي مخلوقاً ممسوخاً لا تمت ملامحه للإنسان بقدر ما تخفي تلك الملامح الشريرة من نوايا وكانه يحاول ازاحة ستارة او جدار او باب مع انني اشعر وكانه يخترق قلوب الناس بالرعب سعيا لاحداث صدمة يتبعها قتل وتدمير فالظلام الذي يحيط باللوحة يشكل محملين للتعبير ، (الاول ان لارهابي قادم من ضلالة وظلمة الجهل) الثاني انه يزيح غطاء الليل الساكن الآمن وهو الوقت الذي ينام فيه المواطن قرير العين ليتغص عليه امنه وسكينته اما العمل الآخر للفنان فيظهر فيه مجموعة المطلوبين وقد نشروا على حبل الغسيل امام الله وامام الناس فاضحين انفسهم بأفعالهم الدنيئة امام القاصي والداني مع ما اضفى به على اللوحة من اشارات ورموز منها ارقام هواتف الابلاغ عنهم بشكل رائع قصد منه توثيق الرقم من خلال احداث ردود الفعل على العمل اضافة الى الاشارة الى نهايتهم بالأسهم الى الهاوية.
أعمال مفعمة بالتفاؤل
المعرض أيضاً ضم مجموعة من اللوحات تنوعت فيها المواضيع المستلهمة من الحياة اليومية او من المظاهر الطبيعية لامس البعض فيها مساحة قريبة من الاداء الواعد والمتمكن بينما ظهرت بعض الأعمال في مستوى متدنٍ خصوصاً اذا وضعنا في الاعتبار ان هؤلاء المعلمين من المتخصصين في التربية الفنية بكل معطياتها وسبل الابداع فيها وكان من الممكن ان لا يتقيد المشاركون بخامة واحدة وهي الرسم الزيتي او التصوير التشكيلي والتي تشكل غالبية الاعمال مع ان هناك امكانية التعامل مع أدوات وتقنيات الفن الاخرى كالنحت او الفنون التطبيقية. ومع هذا فالكثير من الاعمال المشاركة اظهرت الوجه المشرق للوطن بكل ما يحمله شعور الجميع بالتفاؤل بمستقبل امن وان ما يحدث لا يعدوا زوبعة في فنجان ستنتهي قريباً باذن الله.
أجنحة للتصوير والكريكاتير
هناك جناحان أحدهما للكاريكاتير للفنان المعروف سعد الهويدي المشرف على المعرض وعلى المعارض الفنية المصاحبة للمهرجان قدم فيه مجموعة من أعماله المعبرة عن الكثير من القضايا الاجتماعية نشرت في جريدة الرياض ومنها أعمال جديدة كما يضم المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية عرضت في جناح للتصوير شارك فيها عدد من المعلمين كان منافساً بالفعل للفنون التشكيلية مع الاحتفاظ بفارق التقنية والأدوات والإمكانيات التي يبرز فيها دور الكاميرا أمام إمكانيات الفنان مع أن هناك من الأعمال التشكيلية ما يفوق أداء الكاميرا التي لا يتعدى دورها التقاط الشكل دون تدخل من المصور إلا في حدود اختيار الزاوية ومع هذا فجناح التصوير الأكثر تنوعاً وتميزاً في الشكل والمضمون ويمكن القول انه أعاد توازن المعرض نتيجة وجود اعمال لم تكن في مستوى المأمول منها.
نقص الثقافة التشكيلية
رغم ان هناك من القدرات الابداعية التي يؤمل ان يكون لها مكانة وموقع على الساحة التشكيلية الا ان الكثير من المعلمين التشكيليين عامة من منسوبي القطاعات التعليمية المختلفة ومع ما تلقوه من ابجديات العمل التشكيلي يفتقدون الثقافة البصرية ويفتقرون الى الخبرات المتوالية فالاعمال التي نشاهدها في معارض المعلمين والتي اصبحت تقام في العديد من ادارات التعليم لا يتعدى الاداء فيها حدود الخبرات السابقة التي تلقاه المعلم في اقسام التربية الفنية دون بذل أي جهد لتحقيق النتائج المتميزة والمعاصرة ومن الغريب ان يلجأ البعض من المشاركين في مختلف تلك المعارض ولا نعني هذا المعرض فقط الى النقل من الصور ومن اعمال فنانين اخرين وكنت اتمنى من لجان الاختيار واعداد المعارض رفض مثل هذه الاعمال اضافة الى ان الابتكار واكتشاف سبل الابداع وتفعيل الخامات من اهم ادوار المعلمين الفنانين ومن ابرز ما يمكن ان يحسب لمعارضهم لتصبح سمة خاصة بها وبإنتاجهم الفني فلكل منهم قدراته وخامته التي يتعامل معها وبها لإنجاز عمل تشكيلي.
معرض التربية الفنية
بجامعة الملك سعود
من جانب آخر اتحفنا قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة الملك سعود كعادته في كل عام بباقة من المبدعين المؤهلين أكاديمياً ففي الأيام الماضية كان للدارسين القسم من الطلبة على مختلف مساتويات دراستهم في مرحلة البكلوريوس من المستجدين أو من المراحل النهائية ينثرون شذى عطائهم في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة في معرضهم السادس والعشرين وهو رقم هام في عمر قسم التربية الفنية يدعونا لاعادة النظر في ما تحقق من خلال هذا العمر من نتائج مع ان الكثير يرى ان القسم غير معني بتخريج فنانين بقدر ما يُعنى بتخريج معلمين يساهمون في تربية الناشئة من خلال الابداع وتنمية القدرات وتثقيف الناشئة جمالياً عبر ممارسة العمل الفني ونحن هنا نشد على الايادي التي اخذت بالموهوبين من الدارسين ومنحتهم الثقة ومكنتهم من تلقي ما يعتبر زاداً ومنطلقاً للقيام بما أوكل اليهم.
اشتمل المعرض الذي اقيم في صالة القبة بالملز على منتخبات او مختارات من الاعمال التي نفذت على مدار العام وفي الاستوديوهات او المراسم الخاصة بكل تخصص وتضمنت الاعمال مختلف منابع االتشكيل من خزف وتصوير تشكيلي ونحت وفنون تطبيقية ورسم وتصميم الى آخر المنظومة قام على تقديمها وتدريسها نخبة معروفة على الساحة من دكاترة القسم الكثير منهم له تواجده العملي من خلال المعارض والبعض الآخر يؤدي دوراً مسانداً في التحكيم او النقد وخلافه ، برزت في المعرض الكثير من ملامح الموهبة الحقيقية قدم فيها أصحابها العديد من الاعمال التي نتوقع فيها مستقبل واعد لهؤلاء الفنانين لاثراء الساحة بجديدهم.
لماذا تذوب الموهبة
ينبعث سؤال ويتواجد مع كل معرض يقام لأحد أقسام التربية الفنية فقد كنا نعيش حالة الترقب في معارض سابقة كان فيها قسم التربية الفنية بكليات المعلمين منافساً قوياً للأقسام الأخرى في الجامعات وكان السؤال حول غياب من شاهدنا أعمالهم المتميزة في تلك المعارض عن المشاركة بها وبأفضل منها في المعارض في الساحة التشكيلية ليتحول السؤال إلى علامات اندهاش يتبعها ظنون وشكوك في أن ما تم عرضه يحتمل أمرين الأول أنها ليست من أعمال ألطلبة وان هناك أيدي أخرى استعين بها لتنفيذها لتحقيق النتيجة وهذا الأمر ممكن حدوثه والحديث عنه مكشوف من قبل من كان يقوم به من الدارسين باعتمادهم تنفيذ مشاريعهم على الخطاطين والمصممين والرسامين ، وإذا كنا قد تعرفنا على الكثير لمثل هذه المواقف غير المشرفة لبعض الدارسين وفي سنوات مضت فإننا أيضاً لا نخفق حق من يعمل بصدق وينجز عمله بنفسه كما أننا لدينا ثقة كبيرة في قدرة من يتابع ويتحمل مسؤولية التوجيه فالعمل الفني لا يمكن التحايل فيه فالدارس يمارس عمله أمام معلمه مما يمكن المعلم من كشف أي استغفال أو تحايل حتى ولو تم تنفيذ العمل خارج مرسم القسم ومع هذا تبقى الأسئلة لماذا تذوب تلك المواهب بعد تخرجها ولماذا تختفي الأسماء والأعمال ولماذا لا نجد لهؤلاء حضور بدمائهم الجديدة وبقدراتهم المعاصرة وبثقافتهم المكتسبة من محيطهم الأكاديمي وقد نجد التماساً للاعتذار مع أنها واهية كما يقول أولئك انها ظروف العمل وعدم وجود وقت وان الساحة لا تقبل الجديد او ان الواقع الحالي لا يستحق الجهد والمساهمة.
دور أقسام التربية الفنية
دعونا نغض الطرف عن من ليس لديه القدرة على الإبداع فلجأوا لمن يقوم عنهم بتنفيذ أعمالهم وحصلوا منها على مبتغاهم وخرجوا إلى الساحة المكشوفة أمام طلبتهم ومديري مدارسهم وامام من يعرف انهم متخصصون في الفن مع انهم لا يجيدون شيئاً فيه لنبحث أمر الصادقين والموهوبين والمبدعين من الخريجين الباحثين عن مختلف الأبواب والنوافذ للولوج إلى الساحة هل لهم مساحة من المتابعة من قبل القسم هل تقوم أقسام التربية الفنية بتهيئة الظروف لهم للاستمرار في إبداعهم لماذا لا يشكل لهم جمعية أو نادياً او موعداً شهرياً داخل القسم للالتقاء بدكاترتهم ومعلميهم ليزدادوا علماً وتوجيهاً يهيئهم للدخول في بحر الإبداع بمجاديف قوية، اعتقد انه بالامكان القيام بهذا الجهد المتواضع وأجزم بأن جامعة الملك سعود بما مثله حضور مديرها العام وافتتاحه المعرض من اهتمام وتقدير للإبداع والمبدعين في مجال الفنون التشكيلية في قسم التربية الفنية ما يجعلنا في أمل لتحقيق الكثير لهؤلاء.
إبداع ومثابرة
من يشاهد الأعمال المشاركة في المعرض السادس والعشرين وفي المعارض السابقة في سياق هذا التاريخ الإبداعي للقسم وللجامعة يشعر بالاعتزاز خصوصاً أننا لا زلنا عطشى لنهل ماء الأكاديميات المتخصصة في الفنون التشكيلية ومع هذا يمكن لنا أن نرتشف قطرات عذبة من هذا الجهد من كل دارس ودارسة مؤكدين الثقة بمواهبهم وبما هم مقبلين عليه بإذن الله من مسؤوليات لخدمة الوطن عبر علم من العلوم الهامة عالمياً بما يساهم في بناء الحضارة المعاصرة التي تعيشها بلادنا الغالية ، كما أود الإشارة إلى الجهد المبذول في هذا المعرض وفي المعارض السابقة من حيث الإخراج والإعداد ومستوى الأعمال إضافة إلى الكتيب المرافق للمعرض حيث اشتمل على مواد تشكيلية تعود بالنفع لثقافة الدارسين وان كان هناك ملاحظات فهي في عدم وجود أسماء على الأعمال المنشورة في الكتيب المهم هنا أن المعرض إضاءة جديدة في مسيرة التشكيل من المبدعين والمبدعات الشباب ممن يجدون الأرض الخصبة في قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود والكليات الأخرى.
المعرض الثالث للمعلمين بالرياض
وفي سياق المعارض الختامية لهذا الموسم ، تقيم الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض ممثلة في شؤون الطلاب النشاط الطلابي (الفني) حالياً في مركز الملك عبد العزيز التاريخي المعرض الثالث للمعلمين ، مشتملاً على ما يزيد على الخمس وستين لوحة تنوعت فيها الأساليب وأنماط التعبير والخامات من مائي وزيتي والرسم بأقلام الرصاص والأحبار شارك بها خمسة وخمسون معلماً هم حصيلة الدعوة التي وجهت إلى أكثر من سبعمائة مدرسة ابتدائية ومتوسطة الأهلية منها والحكومية ، مما يدفعنا للتساؤل عن عدم مشاركة البقية ، خصوصا أن العدد الكبير مقارنة بمن ساهم بالمشاركة إضافة إلى أننا واثقون من وجود مبدعين لا يقل مستوى إنتاجهم وتجاربهم التشكيلية عن الأعمال المشاركة ، إضافة إلى أن مشاركة المدارس الأهلية يشكل نسبة لا بأس بها قدم فيها المعلمون من دول شقيقة بعضا من أعمالهم، وعند العودة للمعرض الثالث وهي المحطة التي يمكن للمتابع أن يبدأ منها النظر إلى التفاصيل والجزئيات عبر مجهر التشكيل لنتعرف على مستوى الأعمال المشاركة في هذا المعرض مع رصد للفنانين التشكيليين في الرياض والتي تأتي غالبيتهم من المعلمين إلا أننا لم نر إلا أسماء تعد على الأصابع منها الفنانين محمد العمير وعبد العزيز الناجم وعبد المحسن أبا حسين وأحمد السلامة ورشيد المزيني وعثمان الخراشي وهؤلاء لهم تواجد وحضور على مستوى الساحة ومساهمات محلية ودولية ومن الشباب الفنانين وليد الطويرقي ومجاهد العبد المنعم وحسن الغامدي ، كما برزت أسماء كان لها أيضا سابق تواجد في المعارض المحلية منهم الفنانون فهد الفهيد ورائد المنيف وعبد الله التمامي . ومن الأسماء الجديدة الفنانين عبد العزيز الشعلان وناصر الدريهم وبندر الضعيان وفرحان الودعاني وغيرهم.
المعرض تضمن أعمالا قديمة سبق المشاركة بها من قبل بعض الفنانين المعروفين يقابلها أعمال جديدة للمعلمين الشباب استلهمت غالبيتها من واقع البيئة بأساليب متعددة برزت فيها تجارب ناضجة منها على سبيل المثال أعمال الفنان عبد العزيز الناجم التي سبق عرضها في معرض مجموعة أرياض ولاقت استحسان الكثير من الفنانين والنقاد ، إضافة إلى أعمال الفنان الشاب حسن الغامدي الذي ينتظره مستقبل كبير في هذا المجال في حال اتخاذه القرار الشجاع في الدخول إلى الأضواء اعتمادا على ما يمتلكه من قدرات قل أن نجدها في الكثير من الفنانين الذين تعج بهم الساحة . أما الفنان والمشرف التربوي عبد المحسن أبا حسين فأستاذيته في توظيف النمط الشعبي بكل جماليات عناصره الزخرفية مازال هاجسه الدائم مع ما يشوبه من تشابه من أعمال الفنانين علي الرزيزاء والفنان سلطان الزياد . أما الفنان وليد الطويرقي مع ما وصل إليه من تمكن وسيطرة على خامة الاكرليك وبتميز جعلت منه معلما ناجحا فيه كان له أثر على العديد من المواهب الشابة من طلبته التي أقام لهم معرضا لأعمالهم الرائعة قبل عام إلا أن الطويرقي مازال يبحث عن الموضوع واجداً في الطبيعة ملجأً ومحط رحال بعد كل بحث يمر به.
هذه الإطلالة السريعة للمعارض الثلاثة معرض معلمي الحرس والمعرض السادس والعشرون لقسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود والمعرض الثالث لمعلمي التربية الفنية لمنطقة الرياض التعليمية نكون قد شملنا أكثر من روضة من رياض الإبداع التي أينعت وانتثر شذاها في أرجاء الرياض العاصمة وساهمت بها تلك القطاعات أو الإدارات في تحريك الساحة واستقطاب أكبر عدد من المتذوقين مودعين الجميع ، مع أملنا الكبير أن نلتقي بهم في العام المقبل وبما سيتحقق لهم من تطور واستزادة في تجاربهم وإبداعهم الذي لا تنضب ينابيعه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved