Culture Magazine Monday  07/01/2008 G Issue 228
أوراق
الأثنين 29 ,ذو الحجة 1428   العدد  228
 
مسافر دونما حراك
يا شمس من أين لكِ خطاك؟
سارة عبدالله الزنيدي

 

 

لم يعد يغريني النوم كثيراً.. وخاصة بأني فقدت جفنيّ!!

حينما شدت المضيفة الحزام على خصري أهدتني ابتسامة باردة، جرت رعشة في جسدي تذكرت أنني بعد ساعات فقط سأكون هناك حيث الجميع!!

هبطت في تلك الساعة الهادئة سكينة من نوع خاص ..!

استنبتت جميع الذكريات المؤلمة، التصق وجهي بالنافذة انظر إلى الفجر وانسكاب نوره بالفضاء كنت متيقنة بأن هناك عدلاً خفياً كامناً وراء هذه الصور المخيفة..

صمت عميق يوحي بتطاير الأرواح بكل أرجاء المكان لم تدم هذه التأملات كثيراً فسرعان ما انقطع المشهد الصامت وامتزج الهواء برائحة التبغ والعطرّ!

ضحكات البائسين تتصاعد من الظلمة وأنا مازلت جالسة بمكاني أضع يدي على الحزام الذي يربطني بطريقة غير مفهومة بعالم من الأمان الزائف, إنها رغبة غير مؤكدة بالحياةّ!

ارمق الجميع وكأنني مرآة تعكس الأشباح السائرة متأملة ملامحهم باحثة عن كيانهم المتواري خلف ضباب الأدخنة، تتحول جميع الأفكار إلى رأسي وتظهر على شكل استنتاجات غريبة..

هل توجد قوة بهذا الكون نستطيع من خلالها القبض على جميع عناصر الحياة ومزج الابتسامة مع الدمع كيّ تتحول منعطفات الحياة باتجاة مصب واحد؟!.

حاولت الخروج من مكاني، سحبت جسدي من الكرسي وسرت بين الأجساد الساكنة أتنفس طهر الفضاء وازفر جراثيم اليأس التي منحتها لي شوارع الغربة.

عادت لي تلك المضيفة بملامحها الساذجة تطلب مني العودة لمكاني والتمسك مرة أخرى بحزامها الواهن عدت بهدوء ولكن هذه المرة أنا من شد الحزام أغمضت عينيّ وأنا أرسم بخيالي كم مرة حاول هذا المسكين.

حماية من لا يرغبون بالحمايةّ!!

تطايرت الأرواح مرة أخرى باحثة عن الفردية الموجودة بذواتهم العظمى البعيدة كل البعد عن الحس الصامدة أمام الشمس والكمالّ!!

لم أشعر أبداً بالخوف من الإقلاع أو الهبوط كان الأمر دائماً لي كنوع من التسلية هذه المرة شعرت بالوحدة فقط فلم يكن بجواري أي ملامح دافئة تبتسم لي أو يد حنونة تمسك بيدي.

هكذا تتوارد خاطرة إثر خاطرة وتتلاشى الأشباح ويقف الجميع بالطابور ويجتذبني التأمل ولكني سرعان ما تملصت من هذه الحالة..

فأنا أعلم بأن هناك الكثير بانتظاريّ!!!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة