Culture Magazine Monday  10/11/2008 G Issue 260
أوراق
الأثنين 12 ,ذو القعدة 1429   العدد  260
 

علي بن الشيخ حسين القديحي
عبدالله بن أحمد الشباط

 

 

ترجم له سعيد أحمد الناجي في (معجم إعلام القطيف) كما يلي:

من مواليد بلدة القديح بالقطيف (1347هـ)، أديب وكاتب وموظف حكومة ورائد اجتماعي معروف في أوساط القطيف كشخصية محترمة، وهو حفيد العلامة الشيخ علي البلادي صاحب الكتاب المشهور (أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين)، وهو الذي كتب مقدمة هذا الكتاب حين حققه ابن عمه عبدالكريم بن محمد علي بن الشيخ علي البلادي وطبعه في عام (1424هـ) بمؤسسة الهداية في بيروت لبنان، حيث تم نشره في ثلاثة أجزاء مجموعها (1380) صفحة من الحجم الكبير. وله أيضاً رسالة في ترجمة والده ذكرت في الأزهار الأرجية.

تلقى تعليمه الأولي في القديح، وأوتي فهماً وبلاغة وكان يرتجل الخطب في المحافل ويعطي الموضوع حقه بأسلوب جميل. التحق بالعمل في الوظائف الحكومية حيث اشتغل في شرطة القطيف ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية حتى تقاعده وبين الوظيفتين مارس العمل في القطاع الخاص، وبعد التقاعد تفرغ للأعمال الحرة.

أسهم كثيراً في كل المشروعات التي أوجدت في القديح مساهمة فعالة، فقد كان لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً في خدمة بلده، وقد ترأس مجلس إدارة جمعية مضر الخيرية من عام 1392هـ حتى عام 1399هـ، كما كان عضواً في مجلس بلدية القطيف.

وكانت له صداقات وفية في الوسط الأدبي القطيفي حيث كانت له علاقات وطيدة بالشعراء محمد سعيد الشيخ علي الخنيزي ومحمد سعيد أحمد الجشي وعبدالواحد بن الشيخ حسن الخنيزي وغيرهم كثير، له بعض القصائد في مناسبات مختلفة، توفي عام 1414هـ.

رثاه شاعر القديح والقطيف السيد حسن بن السيد علوي بن أبو الرحى بقصيدة جاء مطلعها:

عرفتك القطيف شخصاً حكيما

واسع الحلم مصلحاً وطّانا

درب مشيناه أزهاراً وريحانا

ملاعباً وأهازيجا وأفنانا

وياسميناً رويناه محاجرنا

خوخاً وتيناً وأعناباً ورمانا

وزيزفوناً روى عن جبنا خبرا

تناقلته طيور الروض ألحانا

هذا الإنسان تتجلى فيه سماء الطيبة والعفوية تعرفت عليه عام 1375هـ عندما التقيت به في مجلس الأديب الأستاذ عبدالله بن الشيخ علي الخنيزي الذي كان يجتمع فيه بعض الأدباء في ضحى يوم الجمعة من كل أسبوع وكان في مقدمة هؤلاء الرهط الشيخ عبدالحميد الخطى الأخ الأكبر للأستاذ عبدالله الخنيزي والشاعر محمد سعيد الخنيزي والأديب محمد سعيد أحمد الجشي والشاعر عبدالله بن محمد آل طعان كما كنت ألقاه لدى الأستاذ محمد سعيد الجشي فتكونت علاقة كان من جرائها يدعوني إلى منزله في بلدة (القديح) واستمرت العلاقة إلى أن التحقت بالعمل الحكومي وانتقلت إلى المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة عام 1384هـ وفي إحدى زياراتي له في القديح أهداني نسخة من كتاب (أنوار البدرين في علماء الأحساء والقطيف والبحرين) وكنت متلهفاً للحصول على مثل هذا الكتاب الذي يؤرخ للحركة الفكرية في هذه المنطقة والنسخة التي حصلت عليها هي من الطبعة الأولى في مطبعة النعمان بالنجف عام 1377هـ هذا الكتاب حظي بثلاثة تقاريط لكل من العلامة الشيخ محمد مهدي الموسوي والعلامة الشيخ محمد رضا الطبسي والشيخ علي بن منصور المرهون.

وقد كتب صاحب الترجمة حفيد المؤلف مقدمة ضافية للكتاب الذي بلغت صفحات طبعته الأولى 420 من القطع المتوسط حيث احتوى على تراجم لعدد 205 من الأعلام العلماء والأدباء والشعراء ورجال السياسة فقال بعد الافتتاح بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: إن البحرين من المدن التي كانت عامرة بالمعارف والعلوم بحيث اشتهرت في كل مكان ودوى اسمها في مختلف الأنحاء في سالف الأزمان حيث كانت حافلة بالمدارس في كل مدينة وقرية.

ثم قال: وإن هذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم والذي بذل جدنا المرحوم في جمعه وتأليفه قصارى جهده وثمين أوقاته كنار على علم يهديك إلى مواضع فضلها ومزيد شهرتها وطالما تشوق كثير من الراغبين في تتبع هذه الآثار والوقوف على مدى من قطعته هذا البلاد في سبيل نشر المعارف والعلوم.

ثم انتقل بالحديث عن (جده) مؤلف الكتاب فقال: ولا أريد أن أنهي كلمتي قبل أن أتعرض لذكر شيء من أحوال المؤلف جدي المرحوم على أن لا أتعرض لذكر شيء استعرضه هو عند ذكره لأحواله وعن مكانة جده الاجتماعية قال: كان رحمه الله مطاعاً في قومه مهاباً عند كافة أهل بلاده محترماً عزيزاً يرون فيه الحجة الورع والزعيم المصلح يأمرون بأمره وينكصون عن ارتكاب ما نهى عنه إذا عرفوه.

وإلى جانب ما ذكرنا فهو أديب وشاعر ولكن من الطراز القديم وعلى النحو المألوف ( ) أمثاله في ذلك الوقت فمن نظر في خطبه ومؤلفاته وتعليقاته عليها وعلى سائر الكتب وجدها كما ذكرنا وهذا الكتاب كثيراً ما فيه من إنشائه في أكثره وهو على المنهاج الذي أسلفنا ولكن رغم ذلك فالقارئ يجد في قراءتها متعة ولباقة.

كما أن الأستاذ علي -رحمه الله- أهداني كتاباً جليل القدر عظيم الفائدة هو كتاب معجم أدباء الأطباء لمؤلفه الأستاذ المحقق محمد الخليلي وهو أخو الأستاذ جعفر الخليلي صاحب جريدة الهدف البغدادية الذي تشرفت بمعرفته عن طريق المراسلة حيث كان يرسل لي أعداد جريدته وهي جريدة أدبية كما تفضل بكتابة بعض القصص (لجريدة الخليج العربي) التي كنت أتولى إصدارها بمدينة الخبر 1376 - 1381هـ.

وكتاب معجم أدباء الأطباء مطبوع في مطبعة الغري عام 1365هـ - 1946م يتكون من جزءين في مجلد واحد بلغت صفحاته 500 صفحة وبلغ عدد التراجم الموثقة فيه 250 ترجمة.

كتب له الأستاذ جعفر الخليلي صاحب جريدة الهدف مقدمة فيه جاء فيها: وقد يزيد هذا الرأي رسوخاً ما وجد في بعض التعاريف لعلم الأدب من وجوب الإحاطة بطائفة من العلوم، ومن ضمنها الطب، كذلك لا يستبعد أن يكون بعض الأدباء الأقدمين قد درس الطب لهذه الغاية إذا لم يكن له شوق ذاتي وحافظ طبعي أوداعٍ آخر يدعوه لدراسة الطب إلى جانب دراسة الأدب الذي لا نعتقد أن هنالك جامعة فنية تجمع بينه وبين الطب.

وعلى هذا فيكون (أدباء الأطباء) كتاباً جمع تراجم الذين ضموا إلى فن الشعر علم الطب، فتغلبت إحدى الظاهرتين على الأخرى حتى كادت تطمس الثانية كأمية ابن أبي الصلت الذي كانت شهرته الشعرية أقوى من شهرته الطبية وكابن سينا الذي كانت شهرته الطبية أجلى من شهرته الشعرية وكغيرهما من الشعراء الأطباء والشعراء. ولذلك كان لهذا الكتاب فوائده ومزاياه من حيث درس النواحي المغمورة وتحقيق أخبار الأشخاص الذين أخذوا بطرفي هذين العلمين حتى طفى جانباً من ذلك الطرف على الجانب الثاني فلم يعرف أحد عنهم شيئاً إلا المتتبعون.

والواقع أن لكل من هذين الكتابين ميزة تجعل من وجوده لبنة لا يسعني عنها في البناء المعرفي، فالأول (أنوار البدرين) أرخ لمرحلة كادت تكون مجهولة من تاريخ منطقة الخليج العربي بإثبات أعلامه وتصديهم للبحث والتأليف إلى جانب التعليم.

وكتاب (معجم أدباء الأطباء) جمع فيه مؤلفه شتات ما تفرق من تراث أولئك الأعلام منذ العصر الجاهلي وحتى بدايات القرن العشرين.والأهم من ذلك أن علاقتي بهذا الإنسان الأستاذ علي القديحي كانت مفيدة لي من مرحلة كنت محتاجاً فيها إلى التوجيه والتشجيع والمشورة فلا أملك إلا أن أدعو له بالمغفرة راجياً من الله الإجابة.

- الخبر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة