Culture Magazine Monday  11/02/2008 G Issue 233
نصوص
الأثنين 4 ,صفر 1429   العدد  233
 
لك الله
منصور دماس مذكور

 

 

وقفتُ، أنا ما زلتُ بالحلم أكتسي

أما في الورى ضوءٌ يُشير لمجلسي؟

دجىً والتفاتاتٌ لومضٍ مشتَّتٍ

يهون ملاقاةً بقسر التَّرأُّس!

على أيِّ حالٍ ليس للعقل مخرجٌ

سوى وقت إدلاجٍ بخطْوات مُغلس!

ففي كلِّ دربٍ للشقاء مذلِلٌ

يموت به في (السع) مليون كيِّس

وقوفٌ على باب النهاية طامعٌ

وللبدء آياتٌ لقمع التَّكدُّس

تعجبتُ من لحظ البلادة لم يعرْ

محاذير أوَّاهٍ على حاله أسٍ!

فكم أدهش الدنيا انشراحُ منزَّهٍ

يباهي - ابتهاجاً- من ثناءٍ مُدنِّس!

وكم أزعج الأحلامَ تتويجُ أبلهٍ

يسير بها كم سار من غير أطلس!

فلم يبن إلا من هشيمِ التَّملُّق

ولم يسع إلا في طريقٍ مطلمس

تراه عيونٌ بالغشاوة خيِّراً

وأمَّا سواها لا ترى غيرَ مُبلس

إلام نفيس الفكْرِ يُنسَى تجاهلاً

ليرفل ذو بخسٍ بتطفيف مُبخس؟

أيصبح ظهر الأرض منفىً لعاشقٍ

لينعم في أحضانها كلُّ مُرجس؟!

فإن يلق ذو إفكٍ بدنياه مسعداً

ويمس عظيمُ الشأن من غير مؤنس

فكم تعبٍ أسدى لأهليه متعةً

وأنسٍ رمى أهليه- جرماً- بمحبس

ألا يا نفوس الحيف - خوفاً- تجنَّبي

ويا مخزيات الحيف لا تتجسسي

غدا اللعبُ فوق الصَّرح بالسُّخف واضحاً

وأصحابه بالموت من غير ملبس!

كأن قطار اليوم يمضي بلا مدى

(وسكّته) تبدو بغير مؤسِّس!

فما دام مجدٌ من تغافل أهلِه

وما طاب زرعٌ من تجنبِّ مُغرسِ

تجانسَ خلْقُِ الله -لا بأس- إنما

كفانا - ضراراً- من عقوق التَّجنُّس

فما كلُّ بذرٍ في الأديم بمثمرٍ

وما كلُّ ذي نفعٍ بغير تَّغطْرس

أما في الورى حسٌّ يميِّز بين من

يعفُّ و(ما) من طافح الوحل يحتسي؟

(لقد هزلت حتى بدت من هزالها

كلاها وحتى سامها كلُّ مفلس)!

لك الله يا من نهْنَهَ النفس عن هوى

به قد علا البهتان أرفعَ مجلس

لك الله غيرَ الحبِّ والخير (والصفا)

ونورٍ يذيب الصَّخر لا تتنفس

إذا كان للختَّار في هذه دنا

فدنياك لم يظفر بها سعيُ مُرْكَِس


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة