Culture Magazine Monday  11/02/2008 G Issue 233
نصوص
الأثنين 4 ,صفر 1429   العدد  233
 

الدنيا لم تنته بعد. قالها متوتراً. كانت أعصابه قد انضغطت وهو يقف في مواجهة ابن عمه فيصل. كان فيصل قد عاد من عمله في شركة الاتصالات عند الساعة الثانية ظهراً جائعاً، ومتعباً، وبحاجة إلى وجبة غداء دسمة يستغرق بعدها في النوم، لكن المفاجأة كانت بانتظاره عندما فتح باب مدخل الفيلا الجديدة المستأجرة في حي النزهة، ووجد زوجته هيا المعلمة بنظام التعاقد تقف واضعة يدها على خصرها، وثوبها مشدود بين أصابع طفلهما ...>>>...

تطل نجوى العوفي على القارئ بعمل سردي جديد تسمه بعنوان (جنون) إلا أنها تبدي من خلال الأحداث والشخوص رؤية متعقلة، وفضاء لا يحمل الخروج عن المألوف..

فعنوان القصص لدى نجوى (جنون) صادم ويوحي بصخب ما، إلا أن القصة الأولى في هذه المجموعة (ولد صبياً ميتاً) جاءت على النقيض تماماً من العنوان، إذ تماهت الكاتبة في وصف حالة (الراوية البطلة) التي لم تكل أو تمل من سرد حكاية الحب الذي ولد ميتاً، إلا أن الحكاية ...>>>...

من شرفة منزله الحجري يمعن ربيع النظر في النتوءات الجبلية التي تطعن برؤوسها الفضاء الرحب.. ثمة إحساس بهيج انتابه حينما دلفت سحابة بيضاء من على سقف القمم العالية والبعيدة.. في لحظات تتوالد السحب وتتناثر لتتكدس كحقول القطن وتغطي مساحة النظر.. للمكان دهشته وحضوره الطاغي.. إذ غدا كلوحة فنان أصيل ضرب بريشته قنينة الألوان المائية.. زاد من ألق المكان رذاذ المطر وطيور خضراء كانت تغرد أثناء تماهيها من بين ...>>>...

ليلة تنقش الأنس في شفة من زهور الصفاء

الدقائق تلوي الزمان بأذنيه:

قف عن مشاكسة الجلساء

تلة رحبت بالضيوف، وسارت

تهدب ما خربته عيال الرياح على حاجبيها،

وصاحت:

عجلوا الشاي يا شجر الأثل..

طاب الجلوسْ

واحجبوا البدر حتى

يبيض المساء نجوما تنظف أجسامها بالشعاع

مثل مخطوبة.. سيوهجها الالتياع

ورأيت البساط يُصدرُ قبلاته في سرور

ضوء سيارةٍ..

كان يجمع أشتاته في الطريق

والنوافذ مثل لصوص ...>>>...

وقفتُ، أنا ما زلتُ بالحلم أكتسي

أما في الورى ضوءٌ يُشير لمجلسي؟

دجىً والتفاتاتٌ لومضٍ مشتَّتٍ

يهون ملاقاةً بقسر التَّرأُّس!

على أيِّ حالٍ ليس للعقل مخرجٌ

سوى وقت إدلاجٍ بخطْوات مُغلس!

ففي كلِّ دربٍ للشقاء مذلِلٌ

يموت به في (السع) مليون كيِّس

وقوفٌ على باب النهاية طامعٌ

وللبدء آياتٌ لقمع التَّكدُّس

تعجبتُ من لحظ البلادة لم يعرْ ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة